أعلنت السلطات الأمريكية عن تفاصيل هجوم وقع يوم الأحد في مدينة «بيرل ستريت» التجارية الشهيرة بولاية كولورادو، استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل، وأسفر عن إصابة 8 أشخاص، وفق ما أكده مكتب التحقيقات الفيدرالي. المشتبه به في الهجوم هو محمد صبري سليمان، رجل يبلغ من العمر 45 عامًا ويحمل الجنسية المصرية، ودخل الأراضي الأمريكية في عام 2022، بتأشيرة انتهت صلاحيتها في فبراير 2023، ما يجعله مقيمًا بصورة غير قانونية. طبيعة الهجوم ورد فعل السلطات الأمنية وفقًا لشرطة الولاية، ألقى المشتبه به زجاجات تحتوي على مواد قابلة للاشتعال على الحشد الذي تجمع لإحياء ذكرى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وأوضحت السلطات أن منفذ الهجوم استخدم قاذف لهب بدائي الصنع، وأطلق هتافات من بينها «فلسطين حرة»، ما عزز الشبهات حول الدوافع الأيديولوجية للهجوم، بحسب شبكة «abc news» الأمريكية. وألقت الشرطة القبض على «سليمان» في موقع الحادث دون مقاومة، ونُقل لاحقًا إلى المستشفى، فيما باشر مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» تحقيقًا شاملًا في الحادث بوصفه «هجومًا إرهابيًا موجهًا». حصيلة الإصابات وحالة الضحايا أعلن مارك ميشاليك، المسؤول عن مكتب دنفر التابع ل«FBI»، أن المصابين في الحادث بلغ عددهم ثمانية أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 67 و88 عامًا، مشيرًا إلى أن أحدهم على الأقل في حالة حرجة، وأكد قائد شرطة الولاية، ستيفن ريدفيرن، أن الضحايا تعرضوا لحروق بدرجات متفاوتة، موضحًا أن المعلومات حول الهجوم لا تزال أولية، وأن من المبكر الجزم بالدوافع. وأفاد شهود عيان بأن المهاجم كان يقف عاري الصدر، ويحمل زجاجتين مملوءتين بسائل شفاف، في حين تصاعد الدخان الأسود من موقع الحريق. وتزامن الهجوم مع فعالية تنظمها أسبوعيًا مجموعة «اركضوا لإنقاذ حياتهم»، وهي حركة تأسست في كاليفورنيا عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وما أعقبها من إبادة جماعية قائمة حتى اللحظة، وتُنظم هذه المجموعة تظاهرات في عدة مدن حول العالم للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ويشارك فيها أعضاء من الجالية اليهودية يرتدون قمصانًا حمراء ويحملون الأعلام الإسرائيلية. ردود الأفعال الدولية والمحلية أثار الهجوم ردود فعل غاضبة من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين على حد سواء، فوزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر وصف الحادث بأنه «هجوم معادٍ للسامية»، مشيرًا إلى أنه يُغذى من «افتراءات الدم» التي تروجها بعض وسائل الإعلام. من جانبه، صرّح السيناتور الأمريكي ماركو روبيو بأن الحادث يمثل «إرهابًا موجهًا» لا مكان له في الولاياتالمتحدة، بينما أشار حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس إلى أن «الهجوم على الجالية اليهودية في بولدر أمر لا يُعقل». خلفية التوتر والتصعيد الأخير في الولاياتالمتحدة تأتي هذه الواقعة في ظل تصاعد حدة التوتر الداخلي في الولاياتالمتحدة على خلفية حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، حيث ازدادت وتيرة الحوادث المرتبطة بخطاب الكراهية، وواجهت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين اتهامات بمعاداة السامية، واتخذت الإدارة الأمريكية بدورها إجراءاتٍ صارمة تجاه بعض المحتجين، وقامت بقطع التمويل عن جامعات استضافت مظاهرات مؤيدة لغزة. هذه البيئة المشحونة عززت القلق من اتساع رقعة العنف السياسي المرتبط بالنزاع في الشرق الأوسط، خاصةً أن الواقعة ليست الأولى من نوعها، حيث سبقتها قبل أسبوعين حادثة إطلاق نار في العاصمة واشنطن استهدفت موظفين في السفارة الإسرائيلية، وكان المهاجم حينها يردد ذات الهتاف: «فلسطين حرة»، وأثارت تلك الحادثة بدورها جدلًا واسعًا حول سلامة أفراد الجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة. دعوات للتهدئة وإدانة سياسات الهجرة فيما دعا عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى تهدئة الأوضاع ومواجهة خطاب الكراهية، وعلى رأسهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي وصف الهجوم بأنه «مروع وغير مقبول»، مطالبًا بتصدي جاد لمعاداة السامية، كما حمّل مستشارو الرئيس دونالد ترامب، مثل ستيفن ميلر، سياسات الهجرة المسؤولية عن تسلل «العناصر الخطرة»، داعين إلى مراجعة شاملة لسياسات استقبال المهاجرين.