يتصاعد الغضب الأوروبي إزاء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، فبعد ساعات من إعلان برشلونة في إسبانيا قطع علاقاتها مع تل أبيب، مؤكدة أن العلاقة بين المدينتين غير قابلة للاستمرار، اتخذ إقليم أبوليا جنوبإيطاليا خطوة مماثلة احتجاجا على ما تتعرض له غزة من عدوان إسرائيلي. وأعلن حاكم إقليم أبوليا في جنوبإيطاليا ميكيلي إميليانو قطع العلاقات مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، احتجاجا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين العزّل في قطاع غزة. وقال إميليانو في بيان رسمي إنه «نظرا للإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة نتنياهو بحق الفلسطينيين العزّل» فإنه يدعو «جميع المديرين والموظفين في الإقليم ووكالاته والشركات التابعة له إلى قطع جميع أشكال العلاقات مع الممثلين الرسميين لحكومة نتنياهو ومع كل من يُنسب إليها ممن لا يُظهرون بوضوح ودون لبس دعمهم لكل المبادرات الرامية إلى وقف المجازر الإسرائيلية في غزة». وبين إميليانو أن القرار يستهدف حكومة نتنياهو لا الإسرائيليين، إذ إن هناك العديد من الإسرائيليين واليهود في أنحاء العالم يُدينون هذه الحكومة ويتمنون وضع حد للمجزرة. والأربعاء الماضي، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح «غير مقبول» ويجب أن يتوقف فورا، محذرا من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسرا. وقال تاياني خلال نقاش محتدم في مجلس النواب :«يجب أن يتوقف القصف، ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي»، مشددا على أن «طرد الفلسطينيين من غزة ليس خيارا مقبولا، ولن يكون كذلك أبدا». وهاجمت أحزاب المعارضة الحكومة الإيطالية بشأن غزة، وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل واعتراف إيطاليا رسميا بدولة فلسطين، وأعلنت عن مظاهرة في روما في 7 يونيو المقبل، حيث قال ريكاردو ريتشاردي النائب عن حركة «5 نجوم» إن «مستويات التدهور السياسي والأخلاقي والفكري التي وصلت إليها أيتها الطبقة الحاكمة الإيطالية والأوروبية ستدينك باعتبارك متواطئة في الإبادة الجماعية والجرائم غير الإنسانية». العلاقة بين المدينتين غير قابلة للاستمرار وقبل ساعات، أعلنت مدينة برشلونة الإسبانية، قطع علاقاتها بالحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب. جاء القرار بعدما أيد مجلس بلدية برشلونة خلال جلسة تصويت، قطع العلاقات المؤسسية مع الحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب «حتى يتم احترام القانون الدولي وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني». وحظي القرار الذي يتضمن نحو 20 بندا بتأييد الحزب الاشتراكي الحاكم في المدينة وعدد من أحزاب اليسار والأحزاب المؤيدة للاستقلال. ونص على قطع العلاقات المؤسسية مع «الحكومة الإسرائيلية الحالية»، وتعليق «اتفاق الصداقة» المبرم في 24 سبتمبر 1998 بين العاصمة الكاتالونية وتل أبيب-يافا. وأوضح رئيس بلدية برشلونة الاشتراكي، جاومي كولبوني، أن «مستوى المعاناة والموت الذي شهدته غزة على مدار العام ونصف العام الماضيين، إضافة إلى الهجمات المتكررة التي شنتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة تجعل أي علاقة بين المدينتين غير قابلة للاستمرار». ومن التدابير الأخرى الواردة في القرار ويقع بعضها خارج نطاق اختصاص البلدية، طُلب من مجلس إدارة معرض برشلونة عدم استضافة أجنحة حكومية إسرائيلية أو «شركات أسلحة أو أي قطاع آخر يستفيد من الإبادة الجماعية والاحتلال والفصل العنصري والاستعمار ضد الشعب الفلسطيني». وعلى إثر ما تتعرض له غزة من عدوان، انتقدت دول أوروبية بشدة الهجمات الإسرائيلية، ليصل السخط إلى إعلان ألمانيا- أقرب حلفاء إسرائيل- إلى أنها ليست مجبرة على دعم الاحتلال. وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أدت إلى استشهاد وجرح، 177 ألف فلسطيني، غالبيتهم أطفال ونساء، غلى جانب فقدان أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف.