اصبح الطقس السيئ المتكرر الذي شهدته مدينة الغردقة عدة مرات الفترة الماضية هو المعطل الرئيسي للسياحة البحرية بالغردقة حيث تسبب في توقف شامل لجميع الأنشطة البحرية والرحلات السياحية طوال الأيام الماضية مع إغلاق ميناء الغردقة أمام الملاحة، وسط خسائر مالية فادحة تكبدتها شركات السياحة البحرية ومراكز الغوص وأطقم اللنشات والعاملون في البحر، الذين وجدوا أنفسهم دون عمل أو دخل خلال طوال فترات الإغلاق التي امتدت ما بين يوم الي 5 أيام ومع ارتفاع الأمواج إلى 4 أمتار، وسرعة الرياح التي تجاوزت 34 عقدة جنوبية غربية. وتحولت مراسي اللنشات واليخوت بالغردقة إلى ساحات انتظار صامتة، ورست يخوت الغوص والتنزه بلا حركة، فيما امتلأت الفنادق بالسائحين المنتظرين لتنفيذ رحلاتهم التي اوقفتها آثار التقلبات المناخية.ومع كل وقف للانشطة وإلغاء للرحلات تتوقفت أنفاس الغردقة البحرية مؤقتًا، في انتظار أن تهدأ الرياح وتتحسن الاحوال الجوية، وتعود الحياة إلى البحر، ويعود الأمل إلى من يعيشون علي الأنشطة البحرية. عدد من أصحاب اللنشات البحرية ومراكز الغوص اكدوا أن الخسائر اليومية الناجمة عن توقف الرحلات والأنشطة البحرية تتجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات، بسبب التزاماتهم المالية المستمرة من رواتب، صيانة، وتجهيزات فيما طالب العاملون في القطاع السياحي البحري بالغردقة بإطلاق خطة شاملة لإدارة الأزمات المناخية، تشمل تحديث التوقعات الجوية بدقة أكبر، وتوفير تعويضات طارئة، وإطلاق صندوق دعم للأزمات، لضمان استمرار هذا النشاط الحيوي في وجه التقلبات الجوية المتزايدة والمتكررة حيث خرم المئات من السائحين من تنفيذ برامجهم المخطط التي حالت الرياح العاتية دون تنفيذ،رحلاتهم حيث تُعد الأنشطة البحرية ركيزة رئيسية في قطاع السياحة بالغردقة، إذ تمثل قرابة 60% من البرامج الترفيهية، وتستقطب المدينة آلاف الزوار سنويًا بفضل مواقع الغوص العالمية والشعاب المرجانية النادرة والرحلات لشواطئ المحميات والجزر محمد سعيد مدير مركز غوص بالغردقة اكد اننا نفقد نحو 70 ألف جنيه يوميًا، ولا دخل يقابل هذه التكاليف، نحن مرتبطون بتعاقدات دولية مع سائحين يخططون رحلاتهم مسبقًا، والتوقف المفاجئ يُربك الجميع." وقال محمود سيد، ربان لنش سياحي: «المراكب مربوطة، والعاملون بلا دخل. كل رحلة كانت مصدر رزق لعشرات الأسر. الآن، كل يوم يمر دون عمل يراكم الديون ويزيد من معاناة العاملين». ولم تقتصر مشكلة توقف الرحلات البحرية على الجانب الاقتصادي فقط، بل تجاوزته إلى التأثير على مئات الأسر التي تعتمد على النشاط البحري كمصدر دخل وحيد. ورغم تكرار هذه الأزمات الجوية، يشكو العاملون من غياب خطط الطوارئ وعدم وجود صندوق طوارئ لمواجهة مثل هذه الظروف القاسية ومع تكرار هذه الموجات الجوية إلى التأثيرات الإقليمية للتغير المناخي، التي باتت تضرب البحر الأحمر بشكل متكرر، مما يستدعي مراجعة عاجلة لخطط النشاط البحري والسياحي في المنطق وكانت هيئة موانئ البحر الأحمر قد اعلنت استمرار إغلاق ميناء الغردقة البحري لليوم الثالث حفاظًا على الأرواح، موضحة أن البحر في حالة اضطراب شديد، ما يمنع الإبحار سواء للوحدات الكبيرة أو الصغيرة، وذلك نظراً لسوء الأحوال الجوية، مما استدعى إيقاف حركة الملاحة البحرية وكافة الأنشطة البحرية على الوحدات الصغيرة والكبيرة حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات وسلامة الملاحة البحرية.