قدمت مسلسلات رمضان 2025، وتحديدًا النصف الأول من الشهر، نماذج متعددة من الرجال، وخاصةً بعد الزواج، منهم الرجل الخائن رغم حب زوجته، وآخر لديه داء السرقة، وآخر خدع زوجته وجعلها تخسر أموالها بالكامل، وغيرهم ممن لديهم حب التملك ويتعاملون مع زوجاتهم كأنهن سلعة اشتروها من أحد الأسواق، ويرفضون تسريحهن بإحسان، ومع كل رجل ضحية من النساء أو الفنانات تحاول استيعاب الصدمة واستكمال حياتها بشكل طبيعى. مسلسل الأميرة- ظل حيطة وفى الموسم الجارى، عاشت عدد من الفنانات قصصًا صعبة، بل إن بعضهن ظهرن وفقًا للأحداث الدرامية وهن يعانين بسبب طبيعة الرجال التى كُشفت لهن بعد الزواج، مثل مى عز الدين التى قدمت دور ميار، فتاة من منطقة شعبية، تعيش رفقة أسرتها البسيطة الحال، وتعرفت على أسعد- جسد دوره الفنان محمد دياب- وشعر الثنائى بانجذاب تجاه بعضهما، فتزوجا ورُزقا بنجلهما علىّ. دياب فى مسلسل «قلبى ومفتاحه» بدأت أحداث «قلبى ومفتاحه» مع انكشاف حقيقة أسعد «المفتري»، كما يصفه الجمهور، بسبب سهولة اتخاذه قرار طلاق ميار، الذى كرره 3 مرات، وبدأ رحلة البحث عن مُحلل كى يتزوجها مرة ثانية وتعود لعصمته، إذ قال لها إنه لم يستطع أن ينساها، ويريد استكمال حياته معها من جديد، وبسبب خوفها منه لم تستطع إخباره بأنها لم تعد تحبه كما السابق، وأنها ترغب فى العيش فى منزله ولكن من أجل نجلهما. وكشفت الحلقات أن أسعد يعانى من حب التملك وشعوره المستمر بأنه بأمواله يستطيع امتلاك مقاليد كل المُحيطين به. بينما أسامة - الذى جسد دوره نيقولا معوض- تزوج زينب، وهى ياسمين صبرى، ب«الأميرة- ظل حيطة». تمكن من نصب فخ للفنانة بكل سلاسة، إذ أقنعها أنه ثرى للغاية، وأنه وقع فى حبها، ويرغب فى الزواج منها، ورغم محاولتها رفضه أكثر من مرة، فإنه تمكن من إقناعها بأنه «العوض» والشخص المناسب، ولا يمكنها العيش دونه، لذلك اقتنعت فى النهاية ووافقت على الزواج منه. مسلسل وتقابل حبيب وتطورت أحداث المسلسل، ووقعت ياسمين فى الفخ نفسه الذى وقعت فيه كندة علوش منذ 11 عامًا فى «دلع بنات»، إذ مضت ياسمين صبرى على أوراق تنازل عن ممتلكاتها، وفجأة شعرت أنها تواجه نصّابًا استطاع استغلالها، وأخذ أموالها، وطلقها فى مكالمة هاتفية كى يختفى من حياتها، وبدأت ياسمين صبرى رحلة البحث عن النصّاب الذى تمكن من استغلال طيبتها. الخائن يوسف أو العزم، يجسد دوره الفنان خالد سليم، الذى استطاع إقناع ليل الحسينى- ياسمين عبد العزيز- فى «وتقابل حبيب» بأنه يحبها ولا يعشق سواها، وبالفعل تزوجا وعاشا معًا حياة بسيطة وهادئة، وكان كل منهما يحب الآخر. طالما حرص يوسف على ألا يجعل زوجته تنزعج منه، أو يضايقها، وكان يخاف على مشاعرها ويحرص على نيل رضاها. مشهد من مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» تخيّل الجمهور فى البداية أن علاقة الثنائى مُريحة ومستقرة، ولكن اتضح أنه متزوج من رقية العسكرى - نيكول سابا - فى السر دون إخبار زوجته بالأمر، وبدأ يعيش حالة من الخوف الشديد، إذ رغب ألا يعرف أحد بأمر زواجه. وانقلبت العلاقة الصحية فى نظر الجمهور، وأصبحت شهرة خالد سليم على السوشيال ميديا ب«يوسف الخائن»، والضحية هى الفنانة ياسمين عبد العزيز. المفارقة أن المسلسل نفسه حمل شخصيات نسائية سمّمت علاقات من حولها، منها «رقية العسكري» التى تجسدها نيكول سابا، وأنوشكا فى دور الحماة المتسلطة «إجلال». وفى «إخواتي» سارت الأحداث بهدوء وسلاسة، ولكن اتضح أن أزواج نجلاء- جيهان الشماشرجى- وناهد- كندة علوش- ضحايا رجال خالين من الشعور بالمسؤولية، غير مدركين لقيمة النساء اللاتى يعشن معهم. إذ قدم الفنان أحمد حاتم دور ربيع، زوج نجلاء، الذى أجبرها على الابتعاد عن الرقص الاستعراضى، وطلب منها الابتعاد أيضًا عن شقيقاتها، بل كان يعنفها بين حين وآخر، فقتلته شقيقاتها. وضمن المسلسل نفسه، قدمت كندة علوش دور سيدة تحب زوجها، وترغب فى الإنجاب منه، لكنه مدمن ل«الحشيش»، لا يستطيع العيش دونه، بل وفى إحدى الحلقات قرر الزواج من غيرها، وطلقها فيما بعد. ومع تطور الأحداث، اتضح أنه يحب السرقة، ونفذ الأمر مرتين ضمن الحلقات، إحداهما مع على صبحى، زوج نيللى كريم ضمن الأحداث، والمرة الثانية مع أحلام، شقيقة زوجته، وهى روبى ضمن الأحداث. وتحفل دراما رمضان بشخصيات أخرى لا تقل فى ما تحمله من أذى للآخرين بطريقة أو أخرى، وأحيانا تغلف هذه الشخصيات بالكوميديا، فمصطفى شعبان فى «حكيم باشا» تاجر الآثار الذى يجمع 3 زيجات فى عصمته، بينما عصام عمر فى «نص الشعب اسمه محمد» موظف بالمطار متزوج ويستولى على إيرادات محل والدة زوجته الذى يديره ويدعى إفلاسه، بينما يرغب فى الزواج من أخرى زميلته فى العمل والجمع بينها وبين زوجته الأولى، ويمارس الألاعيب والكذب طوال الوقت إلى جانب علاقته غير الشرعية بصديقته المرأة الثالثة فى حياته. كذلك أحمد فهمى فى مسلسل «فى لحظة» الذى يخون زوجته. وتعليقًا على تصدّر نماذج الرجال «التوكسيك» مؤشرات البحث، وكأن الجمهور أحب مشاهدتهم، قال الناقد طارق الشناوى فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: تقديم الشخصية السلبية فى الرجال مثل النساء، ولكن غالبًا الجمهور يتقبلها أكثر فى الرجل، لأن الرجل وملامحه قد يُقبل أكثر على الشر، والدراما صدّرت هذه الصورة عن الرجل، وصورة الطيبة والأخلاق الحميدة مع المرأة. وتابع الشناوى: الشخصيات الشريرة أحيانًا تجد صدى لدى الجمهور أكثر من الشخصيات الإيجابية، إذ نجد الجمهور أحب المليجى، عادل إمام، عادل أدهم، فريد شوقى، إذ أحب الجمهور كل الذين قدموا شخصيات سلبية. وكل من قدم شخصيات سلبية هناك قدر من تعاطف الجمهور معه. وفى العلاقات بين الرجل والمرأة، يمكن أن يتغاضى الجمهور عن نزوة الرجل أو يغفر له أخطاءه، ولكن المرأة الخطأ لديها لا يُغفر. ولأن ذلك واقع بين الدراما والحياة، أصبح الجمهور ينجذب أكثر للشخصيات «التوكسيك».