تجديد حبس موظف بالمعاش 15 يومًا في واقعة الاعتداء على سائق الفردوس

وسط حراسة أمنية مشددة، وصل المتهم «إيهاب.أ»، الموظف بالمعاش، إلى محكمة جنح 6 أكتوبر، أمس، حيث قرر قاضي المعارضات تجديد حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامه بالاعتداء على سائق سيارة «ميني فان» وتحطيم مركبته باستخدام أداة حديدية عقب مشادة بينهما داخل كمبوند الفردوس، إثر حادث تصادم وقع بين الأخير وزوجته.
في الوقت نفسه، فرضت أجهزة الأمن إجراءات أمنية مشددة داخل المحكمة، ومنعت الصحفيين من حضور الجلسة أو تصوير المتهم أثناء مثوله أمام القاضي، حيث تم نظر القضية في جلسة مغلقة بناءً على طلب الدفاع.
في تطور جديد بالقضية، أكدت مصادر قضائية أن النيابة العامة استبعدت زوجة المتهم من قائمة الاتهام، واعتبرتها مجني عليها في التحقيقات، بعدما أكدت في أقوالها أنها تعرضت للسب والقذف من قبل السائق خلال المشادة التي سبقت اعتداء زوجها عليه.
وأضافت في التحقيقات أنها لم تشارك في أي اعتداء جسدي ولم تطلب من زوجها التدخل بالشكل الذي ظهر في مقاطع الفيديو المتداولة.
أمام النيابة، نفى المتهم «إيهاب.أ» اعتداءه جسديًا على السائق، لكنه أقر بإقدامه على تحطيم سيارته، مبررًا ذلك بانفعاله الشديد بعد أن أخبرته زوجته بأن السائق دفعها أثناء المشادة بينهما عقب حادث التصادم.
وقال خلال التحقيقات: «لم أتمالك نفسي عندما رأيت زوجتي في هذه الحالة، هي سيدة كبيرة في السن ولم يكن ينبغي أن تُعامل بهذه الطريقة».
وأضاف أنه عندما واجه السائق بالأمر، فوجئ برد فعل عنيف، إذ قام الأخير بدفعه، مما دفعه إلى فقدان السيطرة على أعصابه، فتوجه إلى سيارته، استل «الكوريك»، وبدأ في تحطيم زجاج المركبة، قبل أن يتدخل الأهالي ويفضوا المشاجرة.
فيما قال محامي المتهم، إن موكله لم يكن ينوي الاعتداء، لكن تصرفاته جاءت نتيجة لحالة الغضب التي انتابته بعد أن أُهينت زوجته في الشارع، لافتًا إلى أن أبنائه لم يكونوا متواجدين في مسرح الواقعة، مشددًا على أن ادعاء السائق بتعرضه للاعتداء من قبلهم غير صحيح.
وأضاف المحامي أن مقطع الفيديو المتداول لا ينقل الصورة كاملة، حيث يظهر لحظة تحطيم السيارة فقط، متجاهلًا ما سبقه من استفزازات واعتداءات لفظية، وقال إن موكله عرض على السائق دفع تعويض مالي عن التلفيات، بدأ ب30 ألف جنيه، ثم ارتفع إلى 80 ألفًا، إلا أن الأخير رفض وتمسك بمطلبه بالحصول على مليون جنيه، وهو ما اعتبره المتهم «ابتزازًا صريحًا».
في المقابل، تمسك السائق إسماعيل عبدالغني بأقواله أمام النيابة التي وجهت له اتهامًا بالتعدي على صاحب السيارة الملاكى وإتلاف مركبتها، مؤكدًا أنه لم يعتدِ على الزوجة، وأن الحادث بدأ بتصادم مروري بسيط أثناء قيامه بنقل أطفال مدرسة من منطقة الفردوس.
وقال في تحقيقات النيابة قبل أن تقرر إخلاء سبيله بضمان محل الإقامة: «كنت أقود سيارتي في طريقي المعتاد، وعند تقاطع بالقرب من مدرسة الشهيد إيهاب مرسي، فوجئت بسيارة قادمة بسرعة تخترق مساري وتصطدم بي من الجانب الأيسر، نزلت منها سيدة غاضبة، وبدأت في الصياح وتوجيه الشتائم، لم أرد عليها، وفضلت انتظار أي شخص لحل الأمر».
وأضاف أنه فوجئ بعد ذلك بوصول زوجها ومعه شخصان آخران، حيث بدأ في سؤاله عما حدث، ثم تطورت الأمور إلى مشادة كلامية انتهت بقيام أحد مرافقيه بالاعتداء عليه جسديًا، قبل أن يبدأ المتهم الرئيسي في تحطيم سيارته، وقال إن أحد الأشخاص الموجودين في موقع الحادث هدده قائلًا: «أنا هموّتك النهاردة ومش هسيبك».
وأشار دفاع السائق إلى أن الصلح مع الطرف الأول لم يُعرض علينا وإن حدث فلن نقبله، لافتًا إلى تمسك موكله بأخذ حقه بالقانون.
استدعت النيابة عددًا من الشهود الذين تصادف وجودهم في موقع الحادث، بينهم سكان بالكمبوند وعمال في محلات قريبة. أكد بعضهم أن المشادة بدأت بين السائق وزوجة المتهم قبل أن يتدخل الزوج ويبدأ في تحطيم السيارة.
في المقابل، قدم دفاع المتهم «إيهاب» شهادة أحد المارة الذي زعم أن السائق كان متوترًا ووجه كلمات استفزازية إلى الزوجة قبل وصول زوجها، وهو ما اعتبره المحامي دليلًا على أن المتهم لم يكن البادئ بالاعتداء، كما أشار إلى أن السائق لم يبدِ مقاومة أو اعتراضًا عندما بدأ المتهم في تحطيم السيارة، وهو ما اعتبره دليلًا على وجود اتفاق مسبق لتصعيد الموقف.
النيابة استلمت التقرير الطبي المبدئي الخاص بالسائق، والذي أكد تعرضه لكدمات في فروة الرأس والأذن اليمنى، فضلًا عن كدمات متفرقة بالجسم. وأوضح التقرير أن حالته لا تستدعي علاجًا يتجاوز 21 يومًا، مما يعني أن الإصابات مصنفة على أنها متوسطة وليست جسيمة.
تحريات أجهزة الأمن، مدعومة بمقطعي فيديو متداولين، أكدت صحة الواقعة، موضحة أن الحادث وقع صباح يوم 12 مارس الجاري داخل كمبوند الفردوس، إثر تصادم بين سيارة السيدة وسيارة السائق، إلا أن محامي زوج السيدة، شدّد على أن الفيديو المتداول «مجتزأ»، حيث يعرض فقط لحظة تحطيم السيارة، دون إظهار ما سبق ذلك من أحداث، والتي تضمنت – وفق رواية الدفاع – إهانة زوجة موكله والتعدي عليها لفظيًا، مما أدى إلى انفلات أعصاب المتهم.
وعقب تجديد حبس المتهم «إيهاب» 15 يومًا على ذمة التحقيقات، قررت النيابة استعجال التقارير الفنية لفحص السيارتين وتحديد حجم التلفيات بدقة، إلى جانب الانتقال لمعاينة موقع الحادث والاستماع إلى إفادات الشهود، وطلب تحريات تكميلية حول الواقعة، تمهيدًا لإحالة القضية إلى المحكمة المختصة خلال الساعات المقبلة.