تولت المملكة المغربية، اعتبارًا من الأول من الشهر الجاري، رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وهي رئاسة تندرج في إطار استمرارية التزامات المملكة لأن تنعم إفريقيا بالسلام والاستقرار والازدهار. وتعتبر هذه الرئاسة هي المرة الرابعة التي يحظى فيها المغرب بثقة هذه الهيئة الرئيسية داخل المنظمة الإفريقية على مدار السنوات الماضية وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية المغربية بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، سواء في إفريقيا أو على مستوى باقي المنظمات الإقليمية والدولية. وستسترشد رئاسة المغرب لمجلس السلم والأمن لشهر مارس، بالرؤية الملكية للعمل الإفريقي المشترك، وتأتي الرئاسة المغربية لهذه الهيئة التقريرية للاتحاد الإفريقي في سياق تواجه فيه إفريقيا تحديات أمنية متنامية، تفاقمت بسبب الجفاف والأوبئة، ومن المرتقب أن يعقد مجلس السلم والأمن، تحت رئاسة المغرب، مشاورات غير رسمية مع كل من بوركينا فاسو والجابون وغينيا ومالي والنيجر والسودان بهدف تسريع عودة هذه البلدان إلى المؤسسة الإفريقية، فضلا عن عقد اجتماع وزاري حول «الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا» خلال هذه الرئاسة، وهو الموضوع الذي سيبحثه مجلس السلم والأمن لأول مرة بمبادرة من المغرب. وفي وقت سابق، قال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، أن المغرب عزز، خلال رئاسته لمجلس السلم والأمن، مكانته كرائد إفريقي ملتزم بالسلم والأمن والتنمية المستدامة، مؤكدا على أهمية مبادئ الحوار وحسن الجوار والدبلوماسية الوقائية واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية مع الجمع بين الحكمة الدبلوماسية والابتكار بهدف المساهمة في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لإفريقيا.