قد يبدو الحديث عن حظر القطط الأليفة، أمرًا غريبًا للوهلة الأولى، لكنه أصبح موضوعًا جادًا في اسكتلندا، حيث تسعى الحكومة إلى إلزام أصحاب القطط، بإبقائها داخل المنازل أو حتى منع امتلاكها تمامًا، في بعض المناطق. هذه الخطوة تأتي ضمن توصيات تقرير رسمي أعدّته لجنة رعاية الحيوان، والتي حذّرت من التأثير السلبي للقطط على الحياة البرية المحلية. ما سبب هذا الحظر؟ يشير التقرير إلى أن القطط المنزلية تؤثر بشكل كبير على أعداد الحيوانات البرية، حيث تصطاد من أجل المتعة وليس بدافع الحاجة إلى الطعام، كما تُعذب الفرائس أثناء اللعب بها، وتعيدها مشوهة إلى أصحابها. إضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أن القطط المنزلية تهدد القطط البرية النادرة بسبب التنافس معها على الغذاء، كما أنها قد تنقل إليها أمراضًا مميتة، مما يزيد من خطر انقراضها. ما هي الإجراءات المقترحة؟ توصي اللجنة بعدد من الإجراءات الصارمة للحد من تأثير القطط على البيئة، منها: 1. فرض «الاحتواء الإجباري» للقطط في المناطق المعرضة للخطر، مما يعني عدم السماح لها بالخروج إلى الخارج. 2. إضافة شروط إلى مشاريع الإسكان الجديدة في المناطق الريفية، تمنع السكان من الاحتفاظ بالقطط في حال كانت المنازل قريبة من مجموعات الطيور أو الحيوانات المهددة بالانقراض. 3. إجبار أصحاب القطط على تعقيمها في المناطق المعرضة للخطر، بهدف تقليل أعداد القطط الضالة التي تشكل تهديدًا إضافيًا على البيئة. اعتراضات وانتقادات لكن هذه التوصيات قوبلت بانتقادات واسعة، خاصة من منظمة حماية القطط الخيرية، التي وصفت اسكتلندا بأنها «أمة من محبي القطط»، مؤكدةً أن الجميع يجب أن يكون لهم الحق في امتلاك حيوان أليف والاستمتاع بفوائده. من جانبها، قالت أليس بالومبو، مسؤولة العلاقات الحكومية في المنظمة: «يجب أن يكون لدى جميع القطط الخيار في الوصول إلى العالم الخارجي، فهذا ضروري لتتمكن من ممارسة سلوكها الطبيعي والعيش حياة صحية وسعيدة».