إسرائيل تمنع عودة النازحين إلى شمال غزة.. وتكدس الآلاف أمام نتساريم

أفادت مصادر فلسطينية لوكالة وفا، اليوم الأحد، أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة، حيث يعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة بسبب تصاعد أعمال العنف منذ بداية الحرب.
قال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، لوكالة «فرانس برس» إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يفرض إغلاقًا على مفترق نتساريم، الذي يُعتبر الطريق الرئيسي إلى الشمال عبر الشريط الساحلي، ما يعيق العودة إلى مناطقهم. وأضاف أن العديد من النازحين الذين فشلوا في العودة، قد اضطروا للبقاء في العراء خلال الليل وسط ظروف شديدة البرودة، على الرغم من محاولاتهم المستمرة للوصول إلى منازلهم.
النازحين ينتظرون
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن النازحين الفلسطينيين في غزة قد أمضوا ليلة السبت إلى الأحد في انتظار العودة إلى مدنهم في الشمال، بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال على مغادرة منازلهم أثناء التصعيد العسكري. وأوضحت الوكالة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع عودتهم، في خرق للاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن يسمح بعودة السكان إلى مناطقهم.
ونقلت الوكالة عن مصادر فلسطينية أن الآلاف من النازحين يواجهون صعوبة كبيرة في التنقل، حيث اضطر البعض منهم للانتقال مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، خاصة في ظل الدمار الكبير الذي طال منازلهم. وأضافت أن بعض النازحين، رغم معرفتهم بتدمير منازلهم، قرروا العودة حاملين معهم خيامًا للنصب فوق الركام، في محاولة لإيجاد مأوى وسط الدمار الواسع.
وفي السياق نفسه، أشار تقرير وكالة «وفا» إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى يناير 2025، أسفر عن مقتل وإصابة نحو 158 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وأكدت الوكالة أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن تهجير نحو 85% من سكان غزة، أي ما يزيد عن 1.93 مليون شخص من أصل 2.2 مليون نسمة، وتدمير نحو 80% من البنية التحتية في القطاع.
يعيش حاليًا أكثر من 1.6 مليون فلسطيني في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. وتحذر المنظمات الإنسانية من تدهور الأوضاع بشكل أكبر إذا استمر منع العودة وغياب الدعم الإنساني اللازم في ظل هذه الظروف القاسية.