أثار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، الجدل حول تهديده باستعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، وأفكاره التي تحمل منظورًا جديدًا للسياسة الخارجية وتهديداته التجارية، فيما علق رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، ردًا على تصريحات ترامب بقوله: «كل متر مربع في القناة ومحيطها يعود لنا». وهذه ليست المرة الأولى منذ فوزه في الانتخابات الأمريكية بنوفمبر 2024، التي يقترح فيها ترامب الاستيلاء على أراض ذات سيادة لدولة أخرى، حيث اقترح الأسبوع الماضي أن كندا يمكن أن تصبح الولاية رقم 51 بعد أن تساءل عن سبب تقديم الولاياتالمتحدة لجارتها الشمالية الإعانات. أهمية قناة بنما للتجارة الأمريكية يُعد تأمين قناة بنما أمر بالغ الأهمية للتجارة الأمريكية، والنقل السريع من المحيط الأطلسي إلى الهادئ، وتقلل بشكل كبير من أوقات الشحن إلى الموانئ الأمريكية. وتعد قناة بنما شريانًا هاماً للاقتصاد والتجارة الأمريكية، والولاياتالمتحدة هي أكبر مستخدم للقناة، حيث تمثل حاويات التجارة الأمريكية الإجمالية حوالي 73% من حركة قناة بنما، وتمر 40% من إجمالي حركة الحاويات الأمريكية عبر القناة كل عام، وفي المجموع، تتعامل القناة مع ما يقرب من 270 مليار دولار من البضائع سنوياً. وافتُتحت قناة بنما للعمل منذ 110 سنوات، بعد أن تم بناؤها بتكلفة ضخمة للولايات المتحدة من حيث الأرواح والموارد، حيث توفي 38.000 رجل أمريكي بسبب البعوض خلال عملية البناء. وهى ثاني أهم معبر مائي صنعه الإنسان بعد قناة السويس تربط المحيطين الأطلسي والهادي وتشق اليابسة الواصلة بين الأمريكتين بطول يتجاوز 80 كيلو متراً فاسحة المجال لعبور أكثر من 14 ألف سفينة سنوياً. ويبلغ طولها 77 كيلومتراً، وتمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادي. وأثار ترمب قضية مختلفة في السياسة الخارجية، متهماً بنما بفرض رسوم مفرطة للمرور في القناة، وهي الممر بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وقال ترمب إنه سيصر على استعادة السيطرة على القناة التي تخلت عنها الولاياتالمتحدة بموجب معاهدة وقعها الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، في عام 1977، وتخلت واشنطن عن السيطرة على هذا الممر المائي لبنما في ديسمبر 1999. وقال ترامب، في مهرجان أمريكي أمس: «لقد تم منحها لبنما ولشعب بنما، لكن بها أحكام، يجب أن تعاملونا بإنصاف، وهم لم يعاملونا بإنصاف». وأضاف: «إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة من العطاء، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالكامل وبسرعة ودون أدنى شك». وأشار الرئيس المنتخب في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الولاياتالمتحدة تتعرض للسرقة، معبرًا عن ذلك الإحباط من الرسوم المفروضة لاستخدام القناة. وقال ترامب على موقع Truth Social: «إن الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولاياتالمتحدةلبنما». ولكي تتمكن القوارب والسفن من الاستفادة من القناة، تفرض بنما رسومًا جمركية، يمكن أن تختلف بناءً على الحجم والغرض من استخدام السفن، وتتراوح من 0.50 دولار إلى 300000 دولار. ومن جانبه، نشر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، ونشر ترمب عبر منصة «تروث سوشيال» صورة لقناة بنما وعليها العلم الأمريكي، وعبارة: «مرحباً بكم في قناة الولاياتالمتحدة».