مفاجآت عن قدرات حزب الله العسكرية.. ما بديله للاتصال بعد تفجيرات «البيجر و«ووكي توكي»؟

كشفت وكالة «رويترز» عن مفاجآت متعلقة بقدرات حزب الله العسكرية، حيث أشارت إلى امتلاك الحزب العديد من الأنفاق الأكثر صلابة وصعوبة من أنفاق غزة، إلى جانب احتفاظها بصواريخها الأكثر كفاءة، مشيرة إلى أن الحزب عين بدلاء لقادته الذين اغتيلوا الجمعة الماضية.
وقالت 3 مصادر، إن سلسلة القيادة المرنة إلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من الصواريخ والأسلحة التي عززتها على مدى العام الماضي تساعدها في الصمود في وجه الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.
نقلت وكالة «رويترز» عن مصدران مطلعان على عمليات حزب الله إلى مسارعة الحزب لتعيين بدلاء لإبراهيم عقيل القيادي العسكري بالحزب وغيره من كبار الشخصيات الذين اغتيلوا في الغارة الجوية التي وقعت يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
خروج مئات المقاتلين عن الخدمة بعد الانفجارات
وقال مصدر رابع، وهو مسؤول في حزب الله، إن الهجوم على أجهزة الاتصالات أدى إلى خروج 1500 مقاتل من الخدمة بسبب إصاباتهم، حيث أصيب العديد منهم بالعمى أو بترت أيديهم.
ورغم أن هذه الضربة قوية، فإنها لا تمثل سوى جزء ضئيل من قوة حزب الله، التي قدر تقرير للكونجرس الامريكي، الجمعة الماضية، عدد مقاتليه بنحو 40 إلى 50 ألف مقاتل.
ووفقا لهذه المصادر، فمنذ أكتوبر، عندما بدأ حزب الله عملياته العسكرية ضد الاحتلال دعما لقطاع غزة، أعاد نشر مقاتليه في مناطق المواجهة في الجنوب، بما في ذلك البعض من سوريا.
توسيع الحزب مدى ضرباته بعد اغتيال قائد منظومته الصاروخية
واغتيل أمس الثلاثاء، إبراهيم القبيسي قائد المنظومة الصاروخية، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن الحزب الله أظهر قدرته على مواصلة العمليات، بإطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل في هجمات أعمق من أي وقت مضى.
واستشهدت «رويترز«في ذلك، باستهداف حزب الله صباح اليوم، إنه استهدف قاعدة استخبارات إسرائيلية (الموساد) بالقرب من تل أبيب على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب بعد اعتراض صاروخ أرض-أرض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
نجاح الحزب بإطلاق صواريخه من مناطق استهدفها الاحتلال
وأوضح مصدرين أن المؤشر على مدى نجاح حزب الله في إخفاء بعض أسلحة، هو إطلاقه صواريخ، الأحد، من مناطق في جنوب لبنان استهدفتها إسرائيل قبل وقت قصير.
وأوضحت أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير، إن هجمات حزب الله الصاروخية ممكنة لأن سلسلة القيادة ظلت تعمل على الرغم من أن المجموعة عانت من فترة وجيزة من الفوضى بعد تفجير«أجهزة الاتصال»
وأضاف مصدر رفيع أنه في حالة انقطاع سلسلة القيادة، يتم تدريب المقاتلين في الخطوط الأمامية على العمل في مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من عدد قليل من القرى بالقرب من الحدود، وقادرة على قتال القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.
وقالت ال3 المصادر إن قدرة حزب الله على التواصل تعتمد على«شبكة هاتفية ثابتة مخصصة»، وصفتها بأنها بالغة الأهمية لاتصالاتها وتستمر في العمل، بالإضافة إلى أجهزة أخرى.
وكثف حزب الله استخدام أجهزة الاستدعاء بعد أن حظر على مقاتليه استخدام الهواتف المحمولة في ساحة المعركة في فبراير الماضي، ردا على مقتل قادته في الضربات الجوية.
أنفاق أكثر صعوبة من غزة
وقال أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إنه في حين تعطلت عمليات حزب الله بسبب هجمات الأسبوع الماضي، إن أقوى صواريخ الحزب الباليستية بعيدة المدى محفوظة تحت الأرض، موضحا أنهعلى عكس غزة، حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدويًا في تربة رملية، فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقًا في صخور الجبال.
وأضاف: «إن الوصول إلى هذه الأنفاق أصعب كثيرًا من الأنفاق في غزة، كما أن تدميرها أصعب كثيرًا»، ووفقا لوكالة «رويترز» فإن الحزب أمضى سنوات في بناء شبكة أنفاق تقدر إسرائيل أنها تمتد لمئات الكيلومترات.