ذكرت وكالة «شهاب» الفلسطينية، أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما سجلوا شهادتهم ونقلتها هيئة شؤون الأسرى، خاصة في عدد من السجون وأبرزها «سجن النقب»، الذي وصفوه ب «مقبرة الأحياء». وأوضحت هيئة شؤون الأسرى عقب تمكن عدد من محاميها من زيارة الأسرى أن إدارة السجون الإسرائيلية تنتهج سياسة انتقام وتضييقات خانقة بحق الأسرى، وتتعمد قمع الأسرى وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وتعرض الكثير منهم لإصابات خطرة، كما ظهرت بين صفوفهم أمراض معدية أهمها مرض «الجَرب»، والهزال بسبب تجويعهم وتعمد إهانتهم وإذلالهم، ونقلت عن أحد الأسرى أنه نتيجة لهذه الأعراض لا يستطع النوم لأيام متواصلة، موضحا أن 10 من الأسرى الموجودين معه بنفس الغرفة يعانون من المرض نفسه ومنهم من يسيل الدم والقيح منه باستمرار. وفي تقرير للوكالة ذكرت أن أحد الأسرى يشتكي من آلام بسبب كسور في أضلاعه نتيجة الضرب المبرح ولا يستطيع التحرك أو القيام من فراشه إلا بمساعدة الآخرين. من جانبها حملت هيئة الأسرى، سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية، ودعت مؤسسات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الوقوف إلى جانب الأسرى والقيام بدورهم وواجبهم لوقف هذه الجرائم الممنهجة وسياسة القتل المباشر والموت البطيء بحق الآلاف داخل سجون الاحتلال. واعتقل الاحتلال نحو 10 آلاف و200 فلسطيني، سقط منهم 643 شهيدا ونحو 5400 مصاب، وفي المقابل هناك مايزيد عن 40 ألف شهيد في قطاع غزة وعشرات الآلاف ما بين مصاب ومفقود. من ناحيته نقل موقع «أمد»، الفلسطيني، عن معتقل إسرائيلي معتقل «سدية تيمان» الإسرائيلي جنوبفلسطين، باعتباره أشد قسوة من معتقل سجن أبوغريب في العراق، سواء في التعذيب أو الخيام المنصوبة تحت الشمس وفي عرض الصحراء القاحلة ولا تحمي من الشمس الحارقة ولا من الأمطار، فضلا عن العنف المفرط من جنود الاحتلال، ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن معتقل سدي تيمان، أن حراس السجن يقيدون الأسرى بالسلاسل والأغلال، ويعصبون عيونهم بأكياس خشنة سميكة تغطي رؤوسهم، أو بعصبات مشدودة على عيونهم لساعات طويلة من الليل والنهار، ويجمعونهم عراة خلف الأسلاك الشائكة في مجموعاتٍ كبيرة، ويجبرونهم على جلوس القرفصاء لساعات طويلة، أو الوقوف على قدم واحدة وأيديهم فوق رؤوسهم لفترات طويلة لا يقوى على احتمالها أحد. وأوضحت أن أغلب الأسرى والمعتقلين في معتقل سدي تيمان هم مرضى وجرحى، ومصابون يعانون، وجرحى ينزفون، وبعضهم من الذين بترت أطرافهم فلا يمشون، أو فقدوا عيونهم فلا يبصرون، وجميعهم قد نقلوا إليه من ميدان المعركة في قطاع غزة، حيث يقوم جيش الاحتلال بجمع عامة الفلسطينيين، واقتحام مناطق الإيواء وتجمعات اللاجئين، وينتقي منهم من يشاء ويسوقهم إلى مراكز الاعتقال المختلفة، وأدرك الأسرى الفلسطينيون أن سجون الاحتلال شيء لايقارن بالسجون الأخرى سواء كانت التابعة للسلطة أو غيرها، ففي السجون الإسرائيلية الجميع محروم من كل شيء الطعام والنوم واستكمال الدراسة، ما اعتبر كافة الأسرى أن سجون الاحتلال كما وصفوها بأنها أشبه ب «جهنم». ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، أن سجن النقب الإسرائيلي تحول إلى ساحة جديدة لوحشية المحتل في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين، ومنهم سجن «كتسيعوت» أو سجن النقب الصحراوي أهو معتقل إسرائيلي موجود في صحراء النقب على بعد 45 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من بئر السبع المحتلة، وبعد أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تحول السجن إلى وجهة لاستقبال المعتقلين من قطاع غزة وإخضاعهم للتعذيب الوحشي، ونقل مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن سلطات الاحتلال اتخذت تدابير غير آدمية، تشكل بحد ذاتها عقوبات شديدة القسوة ومتواصلة بلا انقطاع.