الخيام المؤقتة التي فشلت في منع البرد عن النازحين الفلسطينيين عندما فر العديد من سكان غزة من منازلهم لأول مرة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر، أصبحت الآن خانقة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وفقا لتقرير نشرتة صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى قصة عائلة فلسطينية من مدينة غزة، وتقول عندما فرت مريم عرفات وزوجها وأطفالهما الثلاثة الصغار من منزلهم في مدينة غزة تحت القصف الإسرائيلي، كان الوقت في عز الشتاء، واضطرت الأسرة إلى الاحتماء في خيمة متداعية في دير البلح في وسط قطاع غزة، وكانت الأسرة ترتجف أثناء الليالي شديدة البرودة، حيث لم يكن هناك وقود للتدفئة ولا ملابس ثقيلة تقي من البرد. لكن الآن مع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت تلك الخيمة نفسها لا تطاق وخانقة، وقالت مريم عرفات (23 عاما) إن «الخيمة تبدو وكأنها مشتعلة»، مضيفة: «الجو حار جدا لدرجة أننا لا نستطيع تحمله، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار». وتضيف الصحيفة: و«الآن، وفي ظل شمس حارقة فوق رؤوسنا، لم يعد هناك سوى عدد قليل من الأشجار التي توفر الظل مع ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت إلى 39 درجة مئوية (102 فهرنهايت) يوم الأربعاء. واضطر ما يقرب من مليوني فلسطيني في غزة إلى النزوح والفرار من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء من قبل الاحتلال عندما كان الطقس باردا في أكتوبر الماضي. ولم توفر الخيام المؤقتة التي وجد الكثيرون أنفسهم يعيشون فيها سوى القليل من الحماية من درجات الحرارة المنخفضة. وفي مواجهة عدم وجود وقود للتدفئة، قام سكان غزة بقطع العديد من الأشجار لحرقها للتدفئة والطهي.
