دبلوماسيون سابقون يقترحون إلغاء وزارة الخارجية البريطانية.. ما البديل؟

قال مجموعة من كبار الدبلوماسيين والمسؤولين البريطانيين السابقين إنه ينبغي إلغاء وزارة الخارجية البريطانية واستبدالها بإدارة جديدة للشؤون الدولية مع «عدد أقل من صور الحقبة الاستعمارية على الحائط».
وقدم هؤلاء الدبلوماسيون كتيبًا يقترح إصلاحًا جذريًا للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وقالوا إن وزارة الخارجية نخبوية و«متجذرة في الماضي» و«تكافح من أجل تقديم تفويض واضح»، وفقًا ل«بي بي سي».
وقال مجموعة المسؤولين السابقين إن الوزارة الجديدة يجب أن يكون لها اختصاص أوسع لتعزيز ازدهار بريطانيا وأمنها من خلال تنسيق أفضل للاستراتيجية بشأن التجارة والمساعدات والتنمية وتغير المناخ بالإضافة إلى السياسة الخارجية التقليدية، مؤكدين أن هذا سيكون أكثر قدرة على تحقيق أهداف بريطانيا الدولية طويلة المدى.
ويقول المؤلفون إنه ينبغي للبرلمان أن يمنح الوزارة الجديدة «أهدافًا وتفويضات أساسية» «تستمر إلى ما بعد فترة ولاية الوزراء الأفراد» لتجنب التغيير المتكرر في السياسة على المدى القصير.
ويجادلون بأنه يجب أن يكون هناك التزام جديد من جانب الحكومة بإنفاق 1% من الدخل القومي على الأولويات الدولية للوزارة، تمامًا كما يتم تخصيص 2% من الثروة الوطنية حاليًا للدفاع.
وجاء في الكتيب: «إن إنشاء إدارة جديدة للشؤون الدولية أو الشؤون العالمية من شأنه أن يشير إلى دور محتمل مختلف تمامًا، لافتين إلى أن»تحديث المباني ربما مع عدد أقل من صور الحقبة الاستعمارية على الجدران قد يساعد في خلق ثقافة عمل أكثر انفتاحًا وإرسال إشارة واضحة حول مستقبل بريطانيا«.
ومن بين المؤلفين سكرتير مجلس الوزراء السابق اللورد سيدويل، والمدير العام السابق في وزارة الخارجية معظم مالك، وتوم فليتشر، السفير السابق ومستشار الشؤون الخارجية لتوني بلير وجوردون براون وديفيد كاميرون.
ويعكس الكتيب الذي يحمل عنوان «العالم في عام 2040: تجديد نهج المملكة المتحدة في التعامل مع الشؤون الدولية» النتائج التي توصل إليها مؤتمر استمر لمدة يومين وشارك فيه وزراء سابقون ومستشارو الأمن القومي وكبار موظفي الخدمة المدنية والذي عقد في أكسفورد.
ينتقد المؤلفون وزارة الخارجية، المعروفة رسميًا باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO)، ويقولون إنها «تناضل من أجل تقديم ولاية واضحة وتحديد الأولويات وتخصيص الموارد».
ويقولون إن الوزارة «في كثير من الأحيان تعمل كمكتب خاص عملاق لوزير الخارجية في ذلك الوقت، حيث يستجيب لمخاوف الوزير المباشرة ويتغير أسلوبه باستمرار»، مضيفين أن الاندماج بين وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية «واجه صعوبات في التنفيذ».
ويرى المؤلفون أن ريطانيا بحاجة إلى أن يكون لديها إحساس أوضح «بهدفها وتاريخها ومصالحها وأصولها باعتبارها قوة خارجية متوسطة الحجم»، وقالوا: «لن تكون قادرة على الاعتماد فقط على تحالفاتها التقليدية مع الولايات المتحدة وأوروبا»، بل يتعين عليها بدلا من ذلك تشكيل شراكات «براجماتية» جديدة مع «قوى متوسطة» أخرى في أماكن أخرى من العالم.
ويزعمون أن أمن بريطانيا وازدهارها سيكونان في المستقبل مرتبطين بشكل أوثق بعلاقاتها الاقتصادية والاجتماعية مع القوى الإقليمية، وخاصة في آسيا.