قادت سيول ناتجة عن أمطار غزيرة في محافظة تنومة بالمملكة العربية السعودية، منذ أيام قليلة، إلى جرف أجزاء من سد «غالبة» الذي يقع على وادي ترج. ودفع ذلك السكان إلى القلق والخوف مما لحق بالسد من أضرار، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض خلالها إلى انهيارات مماثلة حيث تكررت من قبل بالسنوات الماضية، وهو ما دعا العديد من المسؤولين بالمملكة إلى متابعة الأوضاع في منطقة السد، والعمل على فحص الأوضاع الخاصة به والتأكد من سلامة السكان بالمنطقة القريبة من السد، كذلك فتح بواباته لتخفيض منسوب المياه وأقر العمل ببعض الحلول العاجلة تمهيدًا لإطلاق حلول تضمن عدم تكرار ما حدث. من جانبه، دعا المهندس عبدالله الجالي، أمين منطقة عسير السكان، الذين يقطنون شمال المنطقة إلى توخي الحذر والحيطة ومتابعة نشرات وإرشادات الدفاع المدني، فيما يتعلق بالحالة المطرية الجارية الآن، خصوصًا بالنسبة لمن هم في الأودية وعلى جوانبها، حيث إن هناك 19 سدًا تفيض في هذه اللحظة وعشرات الأودية تسيل. وقال «الجالي» خلال وقوفه، أمس، على سد غالبة، الذي تعرض لانهيار جزء من جسمه: «ما أريد أن أوصله للناس شمال منطقة عسير أن أكثر السدود ممتلئة بطاقتها القصوى وتفيض الآن، والأودية التي فيها تجري بكامل طاقتها غير الأودية التي ليس عليها سدود». وأضاف: «خطر الأودية المقام عليها سدود وعلى سبيل المثال سد غالبة بوادي ترج بتنومة الذي نتواجد عليه الآن مملوء بطاقته القصوى 217 مترًا مكعبًا، وقامت الزراعة بفتح بوابات السدود كلها من أجل تخفيض مستوى المياه». استكمل: «هناك خطر على أجسام بعض السدود كسدي غالبة بتنومة ويبه بالمجاردة؛ لأنها محملة بكمية كبيرة من الأمطار، لذلك أنا أدعو جميع السكان في خاصة في الجزء الشمالي من المنطقة إلى توخي الحيطة والحذر ومتابعة إنذارات وإشعارات الدفاع المدني خصوصاً من هم في الأودية وعلى جوانبها». وكان «الجالي» وقف مساء أمس على سد «غالبة» بتنومة، وتناول وجبة الإفطار على ضفافه. وقال حينها: «هناك أكثر من 19 سداً تفيض الآن في عسير في الوقت الذي تسيل فيه عشرات الأودية؛ نتيجة شدة الحالة المطرية، والتي حسب تقارير الجهات المختصة ستزداد في الأسابيع القادمة». وأوضح أن الفرق الميدانية تعمل على مدار الساعة، ويتم معالجة جميع البلاغات التي ترد فضلاً عن أن جميع الأجهزة الحكومية في حالة تأهب وجاهزية عالية. كما دعا الجميع إلى الابتعاد عن مجاري الأودية وتجمعات المياه ومفيضات السدود، ومتابعة الإرشادات الصادرة من الدفاع المدني ونشرات الأرصاد.
