دست أقراصًا مهدئة لزوجها في الأرز وأنهت حياته ب 42 طعنة.. «حيثيات المؤبد لسيدة المطرية»

أودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار سامى محمود زين الدين، حيثيات حكمها في الحكم الصادر بمعاقبة ربة منزل بالسجن المؤبد بتهمة قتل زوجها داخل منزلهما في منطقة المطرية، وقالت الحيثيات إن المتهمة تخلصت من زوجها بعد أن دست له أقراصا مهدئة في الأرز، وتخلصت منه بتسديد طعنات متفرقة في مختلف أنحاء الجسم حتى لفظ أنفاسه، وعقب ارتكاب الجريمة استولت على مبلغ مالى قدره 14 ألفًا و700 جنيه كان بحوزة المجنى عليه قيمة معاشه الشهرى، وقطعت جزءًا من «اللحاف» وأخفت المبلغ به.
وجاء في نص الحيثيات أنه استقر في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم من تحقيقات وما دار بجلسة المحاكمة، تتحصل في أن المتهمة «عفاف. أ»، المتزوجة من المجنى عليه «عنانى. ف»، منذ 35 سنة رزقها الله بولد وثلاث بنات عاش مع المتهمة بكل شرف ومثابرة وأجمع أهل بيته وجيرانه على حسن خلقه وطيب معاملته، وأدى أمانته وزوج الولد وبنتين، ومازالت البنت الثالثة تقيم معهما.
وذكرت الحيثيات أن المتهمة تضمر للمجنى عليه الحقد والكراهية وتدعو الله تعالى بالخلاص منه واستبدلت المودة بالعداوة والرحمة بالقسوة والأمانة بالخيانة، زوجة سكن إليها زوجها فقابلته بالخسة والندالة، زوجة تجردت من كل معانى الإنسانية وانجرفت وراء براثين أفكارها الضالة ونفسها الآثمة، فقطعت كل أواصر المودة والرحمة وقررت الخلاص من زوجها.
بعد أن نما إلى علمها عزمه على تطليقها قبل الواقعة الآثمة بأسبوعين، فكرت خلالها بهدوء وبيتت النية وعقدت العزم على الخلاص منه، ونسجت خطة شيطانية، دبرت أدواتها وترقبت موعد تنفيذ جريمتها بتاريخ 2 يونيو 2023، واستغلت فرصة تأخر عودة ابنتها المقيمة معهما في ذات المنزل بالمطرية، وما إن عاد المجنى عليه إلى المسكن حتى قدمت له الطعام بعد أن دست أقراصا منومة في الأرز حتى يتسنى لها قتله، تناول المجنى عليه الطعام وشعر بالنعاس ودلف إلى سريره منكبا على ظهره، وما إن خلد في سباته، حتى استحضرت المتهمة سكين مطبخ وأجهزت على زوجها بالطعن، طعنة تلو الأخرى في أماكن متفرقة من جسمه، وبلغ عدد الطعنات التي سددتها له 42 طعنة.
وأوضحت الحيثيات عقب ارتكاب المتهمة الجريمة سرقت مبلغ 14 ألفًا و700 جنيه ملك المجنى عليه، وترجلت من المسكن قاصدة إبعاد التهمة عنها، ثم عادت لتتظاهر بكشف جريمتها الحمقاء.
وذكرت الحيثيات أن المتهمة اعترفت أمام المحكمة والتحقيقات بارتكاب جريمة القتل وقالت على إثر خلاف مع زوجها بعد ما علمت أنه يعقد العزم على تطليقها، بيتت النية على التخلص منه وأعدت له أقراصا مهدئة ودستها في الأرز الذي تناوله بهدف إضعاف مقاومته لها، وما إن استغرق في النوم عقب تناول الطعام، كالت له عدة طعنات في أجزاء متفرقة من جسده باستخدام السكين المضبوط، فأحدث إصاباته التي أودت بحياته، كما ثبت من المعاينة التصويرية التي أجرتها المتهمة بإرادة حرة وارتكابها الواقعة حسبما جاء إقرارها بتحقيقات النيابة.
واستندت المحكمة في حيثياتها إلى تقرير الصفة التشريحية، الذي أفاد بأن الإصابات الموصوفة إصابات طعنية عددها 42 طعنة ناتجة عن الطعن بآلة حادة «سكين» وأن الواقعة جائزة الحدوث من مثل تلك الأداة.
وردت المحكمة في حيثياتها على دفوع الدفاع المبدئية لتبرئة ساحة المتهمة من الاتهامات المنسوبة إليها، وردا على الدفع بانعدام المسؤولية الجنائية للمتهمة، فإن المحكمة بهيئة مغايرة أصدرت قرارًا بإيداع المتهمة مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وثبت أنه لا توجد لديها أي أعراض على انعدام مسؤوليتها الجنائية عن الفعل الإجرامى الذي ارتكبته.
كما ردت المحكمة في حيثياتها على الدفع ببطلان القبض على المتهمة بأنه ثابت من الأوراق من أنه عقب اكتشاف مقتل المجنى عليه والإبلاغ عن الواقعة قامت المباحث المختصة مكانيا والمساعدة الفنية المسؤولان بعمل التحريات اللازمة وتفريغ الكاميرات لتوثيق ساعة وتاريخ دخول وخروج الأفراد لكشف غموض الحادث، فقد توصلت التحريات إلى أن المتهمة هى من ارتكبت الواقعة، والتى أقرت بارتكابها وأرشدت عن السكين المستخدم وتم القبض عليها.