منذ عام 2013 وللسنة العاشرة على التوالي، ويحرص سكان عزبة حمادة بحي المطرية على تجهيز مائدة للإفطار، تحت عنوان «لمة العيلة الكبيرة»، وسط أجواء تسودها المحبة والخير، تمتلئ بها القلوب وتظهر البهجة على وجوه المشاركين، يتجمع الكبير والصغير والنساء والبنات جميعهم حول إفطار جماعي منتصف شهر رمضان الكريم كل عام، تسع المائدة ما يقرب من 4 آلاف فرد يفترشون جميعهم الشوارع الضيقة بالموائد بعد أن قاموا بتنظيفها وتزيينها وتعليق الإضاءات التي تملأ وجهات البيوت، والرسم على جدرانها بالشخصيات الرمضانية التي تعبرعن الثقافة الرمضانية من شخصيات كرتونية، ومنشدين ارتبطت أصواتهم بالليالي الرمضانية في أذهاننا، وكلمات الأغاني الشهيرة، وهو ما يجعلها تكتسب طابع خاص يختلف عن نظيره. ورصدت المصري اليوم.. الاستعدادت الأولى لأهالي عزبة حمادة وفريق تنظيم مائدة 15 رمضان قبل أسبوع من بدء الشهر الكريم، حيث كانت الاستعدادات على قدم وساق من أجل تجهيز أكبر وأشهر مائدة إفطار مصرية وصلت إلى العالمية. بينما تسير داخل شوارع عزبة حمادة بحي المطرية، لا تقع عيناك سوى على الأطفال الذين يتناولون بعضهم البعض المقشات إلى رفقة الشباب والكبار، يجمعون القمامة ويلقونها في أكياس كبيرة، وتقوم مجموعة أخرى بتلوين الرسومات على الحائط، بعدما يقوم الشباب بطلائها باللون الأبيض ورسمها بأشكال مختلفة من شخصيات كرتونية وكلمات أغاني رمضان الشهيرة، داخل أجواء كرنفالية تسبق أشهر إفطار جماعي في مصر، لا ينتظره فقط أهالي حي المطرية بل ينتظره كل سكان القاهرة الكبرى كل عام. قال ربيع محسن، أحد سكان عزبة حمادة يبلغ من العمر 60 عام، الشباب بدأوا الفكرة منذ 10 سنوات، حيث كانت مائدة صغيرة تجمع بعض العائلات والشباب والأطفال إلى أن بدأت المائدة تكبر وتتسع في كل عام أضعاف العام السابق، حتى بلغت شكلها الحالي بعد أن انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبدأ الجميع يتحدثون عنها، مشيرا إلى أن الجميع كبير وصغير يعمل منذ اليوم الأول. فيما يختلف الأمر داخل البيوت حيث تكون الاستعدادات من نوع آخر، تبدأ السيدات كل عام قبل بدء رمضان بعدة أيام بشراء الكثيرمن الخضراوات ومستلزمات المطبخ استعدادا لمشاركتهن في الإفطار، تتابع أم أمجد، في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، دي السنة العاشرة على لمة العيلة الكبيرة، اليوم اللي بنستناه من السنة للسنة كلنا، تقوم أم أمجد بجمع السيدات في بيتها يوم التحضيرات النهائية وتأتي كل سيدة ومعها أدواتها التي تحتاجها لطهي الصنف الذي سوف تقوم بإعداده وتقديمه، حيث تتفق كلا منهم على تقديم طبق مختلف كل عام يقومن بتجهيزه منذ الصباح الباكر نظرا للكميات الكبيرة التي تحتاج لوقت طويل حتى تكفي لإطعام الجميع. وأضافت رشا أحمد وهي إحدي السيدات التي يشاركن أيضا في إعداد الطعام وتعمل موظفة بهيئة البريد، باخد إجازة قبلها بيومين عشان أتفرغ للتجهيزات والفرحة، ده مجهود كبير لكن كل التعب ده بيختفي مع اللحظات الحلوة وقت اللمة على الإفطار وضحكنا سوا»، جمعنا الخير والروح الطيبة، وكل سنة بندعي من ربنا يبارك ويزيد لمتنا، وكل الناس من كل المحافظات تيجي عندنا المطرية ومصر كلها تفطر معانا. قال محمد مفتاح أحد أعضاء فريق تنظيم 15 رمضان، أن أهالي عزبة حمادة، من نساء وأطفال وشباب يشاركون بجهود ذاتية، ويعملون لأيام متواصلة بلا نوم من أجل التحضيرات النهائية لهذا اليوم حتى يخرج بالشكل الذي يليق بأهالي المطرية التي اشتهرت بالكرم والخير، مضيفا أن الجميع هنا يتسابق من أجل المشاركة بكل ما يقدر عليه من شراء سلع ومياه شرب وعصائر وأطباق توزيع وكل مستلزمات المائدة، ومنهم من يقوم بعمل جمعيات قبل رمضان بأربعة أشهر، يتابع مفتاح منذ السنة الأولى ونحن لا نستقبل أي مساعدات من خارج سكان المطرية فالشباب هنا لا يقبلون بذلك، ولكن نستقبل كل الضيوف ونرحب بهم معنا . فيما أضاف مفتاح في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»،أن الوجبات هذا العام لن تتأثربزيادة التكلفة، أو تقل أحجامها بسبب ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية الراهنة على الجميع، بل سنعمل على زيادة عدد الوجبات أضعاف عدد العام السابق لأننا نتوقع زيادة كبيرة هذا العام، ونحن منذ شهر نقوم بعمل كافة الترتيبات والتجهيزات من تأمين وتنظيم وتوزيع الأدوار بين الفريق، فالجميع هنا يسابق في عمل الخير، جزء يقوم بالعمل على تجهيزالطاولات، وجزء آخر يجهز الأطباق، وثالث يعمل على احضار وتنظيم الكراسي، بينما يعمل آخرين بتحضير وشواء اللحم أو الدجاج في الهواء الطلق، نتحول جميعا حمادة إلى خلية نحل من أجل إعداد هذه المائدة التي تجمع أهالي المطرية جميعا دون تمييز. وتابع مفتاح متحدثا عن التجهيزات الجديدة هذا العام، فقد تم طلاء عدد بيوت أكثر، ورسم صور وشخصيات دينية وكرتونية، كما أكد أن هناك نية لتوسعة المائدة هذا العام وامتداداها لعدة شوارع أخرى، كما أن هناك مفاجأت أخرى يقومون بالإعداد لها والعمل على دراستها الآن، واصفا شعوره بالفخر والفرحة كونه أحد الأفراد المشاركين في تنظيم هذه المائدة، متمنيا أن تستمر هذه العادة التي تجمع شمل عائلة المطرية الكبيرة وأن تتوارثها الأجيال القادمة إلى أن تصبح جزء أساسي من تراثهم. جدير بالذكر أن الفنان أحمد عز قام بتصوير إعلان لشركة أورنج للاتصالات داخل عزبة حمادة منذ عدة أيام ومن المقرر له أن يعرض خلال أيام شهر رمضان.
