«العربية»: قرب التوصّل لهدنة والإفراج عن أسرى.. و«فياض»: لا يمكن تدمير حماس

كشفت قناة «العربية» و«الحدث» عن قرب التوصل لاتفاق هدنة يشمل إدخال مساعدات والإفراج عن 50 أسيرًا لدى حركة حماس مقابل 50 من النساء والأطفال، وذكرت أن الاتفاق يشمل 50 من المدنيات الإسرائيليات والأطفال، مقابل 50 من السيدات السجينات والأطفال في سجون إسرائيل.
وأوضحت أن الاتفاق الوشيك في غزة يشمل هدنة من 3 أيام، كما أن إسرائيل وافقت على دخول كميات محدودة من الوقود إلى قطاع غزة تحت إشراف أممي ضمن الاتفاق، وأضافت المصادر أن هناك ضغطا أمريكيا على إسرائيل للقبول بالصفقة.
وتدخل الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، اليوم الجمعة، يومها ال42، فيما لا تظهر أي بادرة بقرب وقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن المدنيين في القطاع، والذين يعانون من فقد كل مقومات الحياة. وتسببت الحرب في تشريد ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون.
واستشهد ما لا يقل عن 11500 شخص في القصف الإسرائيلي والاجتياح البري، أكثر من 4700 منهم أطفال.
من جانبها، نقلت «فرانس برس» أنه لا يزال القتال بين الجنود الإسرائيليين وحماس محتدمًا في قطاع غزة المحاصر، في الوقت الذي تعهدت إسرائيل بالعثور على زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار و«لقضاء عليه، رغم أن السنوار حقق إنجازًا عسكريًا بارعًا كانت نتائجه مفاجئة بالنسبة لإسرائيل، فيما يراهن أبناء القطاع على ما سيقوم به خلال صفقة لتبادل الأسرى أو لنهاية الحرب، فوقتها سيكون رمزا لغزة كما كان في السابق قيادات وزعماء الحرة.
وفي أكتوبر 2011 تم إبرام صفقة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس أُطلق في إطارها سراح 1027 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من أسر حماس، وكان «السنوار» أحد مهندسي تلك الصفقة، رغم أنه كان أسيرا بنفسه، وفي عام 1989 تمت إدانته بقتل 4 فلسطينيين اشتبه بأنهم خانوا شعبهم وتم سجنه في إسرائيل.
وتعلّم «السنوار» اللغة العبرية وتابع جيدًا المجتمع الإسرائيلي، وأدرك أنه فقط إذا تعرف على الثقافة الإسرائيلية، سيتمكن من هزيمة أعدائه الصهاينة، واكتسب نفوذًا سياسيًا، حيث ولد من جديد كزعيم بارز قام باتخاذ أهم القرارات الخاصة بسجناء حركة حماس في السجن، وكان يتخذ الشيخ أحمد ياسين قدوة له، متمكنًا من إجراء مفاوضات قاسية باسم الأسرى مع السلطات الإسرائيلية.
وفور إطلاق سراح «السنوار» لقناعته بأن الصراع الفلسطيني يحتم عليه البقاء في القطاع، وأصبح قائدًا ميدانيًا مهمًا، ليتحول بعد ذلك إلى قائد حركة حماس في غزة، فيما أكد دائما اهتمامه بإطلاق سراح باقي الأسرى المتواجدين في السجون الإسرائيلية، حيث حذر إسرائيل بعدم تفويت الفرصة وذلك قبل عملية طوفان الأقصى.
ومع مفاجأة عملية «طوفان الأقصى» يعتبر «السنوار» العقل المدبر، الذي كبّد إسرائيل 1400 قتيل فيما تم خطف 250 آخرين إلى القطاع، بعيدًا عن أعين أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، إنه لا يمكن تدمير حركة حماس، والحركة موجودة ولا يمكن القضاء عليها، لأن الأمر لا يقتصر على رئيسها السياسي في القطاع، يحيى السنوار، ولا على غزة ولا على مقاتليها.
ونقلت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية من جامعة برينستون حيث يعمل أستاذًا للاقتصاد، استبعد «فياض» قدوم السلطة الفلسطينية على ظهر دبابة إسرائيلية لحكم قطاع غزة بعد الحرب، وقال إنها ليست مسألة فنية؛ بل سياسية.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق على أن القضية في الوقت الراهن ليست ما بعد الحرب، وقال: «مع 11 ألف قتيل، الأولوية ليست لليوم التالي، لكن وقف إطلاق النار، هذه ليست حربًا ضد حماس، بل ضد جميع الفلسطينيين».