هل تنجح «الضغوط الدولية» على الاحتلال الإسرائيلي في وقف حرب غزة ؟ (تفاصيل)

أدت الهجمات الضارية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي لم تسلم منها المستشفيات والمدارس والمخيمات وغيرها، إلى تغيير عددًا من الدول لموقفها بشأن الحرب القائمة منذ شهر، إذ بعد استهداف الاحتلال للنساء والأطفال والرضع بلا هوادة، اسقط عددًا من الحكومات شعار «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، مطالبينها بوقف الحرب على القطاع الذي تفرض عليه حصارًا بالفعل بعد نجاح حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الانتخابات التشريعية في 2006.
وفي تصريح مفاجئ اليوم الاثنين، قال إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن الضغط الدبلوماسي على إسرائيل لوقف حربها على غزة بدأ في الازدياد، وأنه على الرغم من أن هذه الضغوطات ليست كثيرة بشكل كبير في الوقت الحالي، إلا أنها آخذة في الازدياد.
وأضاف أن نظراءه الدبلوماسيين شددوا على القضايا الإنسانية خلال المحادثات التي أجراها معهم، وطلب بعضهم من الاحتلال الإسرائيلي السعي لوقف إطلاق النار، على الرغم من أنهم لم يفعلوا ذلك علنًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة «Times Of Israel».
ويقدر وزير الخارجية الإسرائيلي أن «النافذة الدبلوماسية» أمامنا حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولي في التزايد بشكل جدي، رغم أنه لا يذكر ما الذي يتوقع أن يترتب على هذا الضغط، مضيفًا أن ال240 رهينة الذين تحتجزهم حماس في غزة هي «أداة مركزية» تمنح إسرائيل الشرعية لمواصلة القتال، وأن «العالم يقبل أن إسرائيل لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح الأسرى.
وفي السطور التالية، تستعرض «المصري اليوم الضغوطات التي تمارسها دول العالم على الاحتلال الإسرايلي لوقف الحرب على قطاع غزة.
الضغوطات الدولية على إسرائيل لوقف الحرب
في تقرير نشرته «Financial Times»، قال إن إسرائيل واجهت ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوضع حد لقتل المدنيين في غزة، إذ أن قصفها وهجومها البري أجبر معظم المستشفيات على الإغلاق ودفع النظام الصحي في القطاع إلى حافة الانهيار.
أول زعيم لدولة غربية يدعو إلى وقف إطلاق النار
حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل، الجمعة الماضية، على وقف قتل الأطفال والنساء، ليصبح أول زعيم لدولة غربية كبيرة يدعو إلى وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من القتال العنيف، ولكن جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات بينيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي قال:«إن زعماء العالم يجب أن يدينوا حماس، وليس إسرائيل، بسبب الضرر الذي يلحق بالمدنيين غربية كبيرة يدعو إلى وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من القتال العنيف».
أمريكا والضغوطات الداخلية والخارجية عليها
مع تزايد عدد ضحايا الحرب الضارية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ شهر، تواجه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضغوطًا متزايدة في الداخل والخارج لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ خطوات لتقليل وفيات المدنيين، ووفقًا لتقرير نشرته وكالة «رويترز» الأسبوع الماضي
وأوضح التقرير، أن هناك المسؤولون الأمريكيون يشددون سرًا وعلنًا على ضرورة حماية الأرواح البشرية في قطاع غزة حيث تحكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، بما في ذلك الضغط من أجل وقف القتال لإدخال الغذاء ونقل السكان إلى أماكن أخرى.
من جانبه، أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية كان برفقة مع وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، خلال زيارته في منطقة الشرق الأوسط، أن مسؤولين أمريكيين متخصصين في إدارة الحملات العسكرية يقدمون المشورة لإسرائيل حول كيفية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين بينما تضغط واشنطن على إسرائيل لتجنب بعض الأهداف في غزة.
يذكر أنه خلال رد كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، على سؤال في لندن الأسبوع الماضي عما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة أن تجعل مساعداتها لإسرائيل مشروطة بإعطاء الأولوية للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين، قالت: «لن نخلق أي شروط على الدعم الذي نقدمه لإسرائيل للدفاع عن نفسها».
وفي إدانة مباشرة منه للخسائر في صفوف المدنيين، أعلن «بلينكن»، يوم الجمعة الجمعة الماضي، أن عددًا كبيرًا جدًا من الفلسطينيين قُتلوا، وعانى الكثير منهم جدًا خلال الأسابيع الماضية«، وعلى الرغم أنه أثنى على الاحتلال الإسرائيل لإعلانه عن وقف إنساني يومي لإطلاق النار، وفتح ممرين إنسانيين، إلا أنه أوضح أن»هناك المزيد مما يمكن ويجب القيام به لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين الفلسطينيين.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي:«نريد أن نفعل كل ما هو ممكن لمنع إلحاق الضرر بهم (المدنيين)، وزيادة المساعدة التي تصل إليهم إلى أقصى حد»
إسبانيا: يجب على إسرائيل إنهاء «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين في غزة
في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية، دعت وزيرة إسبانية المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، الذي اتهمته بارتكاب «إبادة جماعية مخططة» للفلسطينيين في غزة.
وأدانت أيون بيلارا، وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، وزعيم حزب بوديموس اليساري المتطرف، قادة العالم لازدواجية المعايير، قائلة إنه في حين تم شجب انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا، إلا أن هناك «صمتًا يصم الآذان» على ضحايا القصف الإسرائيلي.
وأضافت بيلارا: «يجب على الدولة الإسرائيلية إنهاء هذه الإبادة الجماعية المخطط لها ضد الشعب الفلسطيني».
رئيس أساقفة كانتربري يطلق «صرخة أخلاقية» لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
وبالتزامن مع بدء دول العالم بمطالبة الاحتلال الإسرائيلي لوقف حربه على غزة، أطلق رئيس أساقفة كانتربري «صرخة أخلاقية» لوقف إطلاق النار، قائلًا:«إن حجم القتلى المدنيين والكارثة الإنسانية في غزة لا يمكن تبريرها أخلاقيًا، وفقًا لصحيفةThe Guardian.
وأضاف جاستن ويلبي، في كلمته الافتتاحية أمام سينودس كنيسة إنجلترا:«بصفتي زعيما دينيًا أستطيع أن أقول إن قتل هذا العدد الكبير من المدنيين والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية لا يمكن تبريرها أخلاقيًا».
جاء ذلك في أعقاب تظاهر مئات الآلاف في لندن يوم السبت الماضي، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة فيما كان أكبر تجمع مؤيد للفلسطينيين في المدينة منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس قبل شهر، والتي قدرت الشرطة العاصمة لندن عدد المحتجين به بأكثر من 300 ألف محتج، بينما يقول المنظمون إنها ربما كانت واحدة من أكبر الاحتجاجات في التاريخ السياسي البريطاني، مما يشير إلى أن 800 ألف شخص شاركوا في المسيرة.
كان قد رفض ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، في وقت سابق من الشهر الماضي، مزاعم الحزب الوطني الاسكتلندي بأن إسرائيل مذنبة بارتكاب جرائم حرب في غزة، بعد أن كرر ستيفن فلين، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، في وستمنستر دعواته لوقف فوري لإطلاق النار.
وأوضح رئيس الوزراء إنه لا يوافق على وصف «فلين» للصراع، لكنه كرر في وقت سابق عزمه على مواصلة ممارسة «الضغط الدبلوماسي» لتحسين تدفق المساعدات إلى فلسطين.
روسيا وتغير موقفها من «حرب غزة»
في سياق متصل، رصد تقرير إعلامي نشره موقع «CNN»، تغيير موقف روسيا حول الحرب التي يشهدها قطاع غزة منذ شهر أكتوبر الماضي، الذي تغير من الحياد إلى انتقادها للاحتلال الإسرائيلي، إذ أوضح التقرير أنه عندما بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس قبل شهر، كانت روسيا محسوبة بشكل واضح في ردها الفوري على الصراع، وأصدرت بيانات حذرة تدعو إلى التهدئة ووقف إطلاق النار.
ومع اشتداد الهجوم الإسرائيلي على القطاع الذي يتعرض للقصف الشديد حيث يعتقد أن أكثر من 10،000 فلسطيني لقوا حتفهم، تخلت روسيا بشكل متزايد عن موقفها الأكثر حيادية وأصبحت تنتقد إسرائيل بشكل علني وعدائية، وذلك على الرغم من أن روسيا تتمتع بعلاقات بناءة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومع مرور الوقت، أصبحت روسيا أكثر انتقادًا للعمل العسكري الإسرائيلي، خاصة عندما بدأت تتعدى على مصالحها وتحالفاتها في المنطقة، مثل شن ضربات على سوريا حليفة روسيا، وهي دولة تمتلك فيها موسكو قواعد عسكرية ودعمت قيادتها.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعربت في بيان نشرته أواخر شهر أكتوبر الماضي، عن اعتراضها على الضربات الإسرائيلية على سوريا، إذ كشف البيان أن سيرجي لافروف أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السوري فيصل المقداد، قال فيه إن «امتداد التصعيد المسلح إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة غير مسموح به».