بكين: مصر والصين نجحتا في دفع التكامل بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030

قال السفير الصيني السابق في الاتحاد الأفريقي، كوانج ويلين، إن مصر والصين نجحتا في دفع التكامل العميق بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، مشيرا إلى أنه خلال القمة الأخيرة لمبادرة الحزام والطريق، تم توقيع عقود خارجية بقيمة 100 مليار دولار أمريكي، ما يمثل خير دليل على آفاقه الواسعة، جاء ذلك خلال مؤتمر حول مسارات التحديث للصين والدول الأفريقية.
وتابع أن ن انضمام مصر لمجموعة البريكس يضفي حيوية كبير للمجموعة، باعتبارها دولة كبيرة في العالم العربي والإسلامي، فما تولى الصين أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع مصر، مشيرا إلى أن توسع المجموعة سيسهم في تعزيز دور الدول النامية على الساحة الدولية.
من جانبها قالت رئيسة قسم تخطيط البحوث بمعهد تاريخ ومؤلفات الحزب الشيوعي الصيني، وانج بانج، إن الصين تعد أكبر دولة نامية في العالم، كما أن القارة الأفريقية بها أكثر دول نامية أيضا في العالم، موضحة أن الجانبين يربطهما معاناة تاريخية مشتركة، لافتة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج، اختار إفريقيا كمقصده الأول بعد توليه منصبه في عام 2013، كما أن الصين والدول الإفريقية يتقدمان ويتعاونان في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من ناحيته قال المستشار السياسي لسفارة الصين تشاو ليانج، إن عملية التنمية للمجتمع البشري مليئة بالتحولات والمنعطفات، ومسيرات البلدان المختلفة لاستكشاف طريق التحديث مليئة بالمصاعب، فيما نجحت الصين في استكشاف طريق جديد للدول النامية للتحديث بشكل مستقل.
وأضاف أن الصين تتمتع بالتجارب والنضالات التاريخية المتماثلة مع الدول النامية الأخرى، وتواجه نفس مشاكل ومهام تنموية، لذا، لها وجهات نظر ومطالب مماثلة بشأن النظام الدولي والحوكمة العالمية. فهي عضو طبيعي في عائلة «الجنوب العالمي». والتحديث الصيني النمط، باعتباره نظامًا نظريًا كاملًا ونظامًا عمليًا ناجحًا، كسرت بآفاقه الاحتكار الغربي لممارسة التحديث ونظريته، وقدمت خيارات جديدة للتحديث في بلدان «الجنوب العالمي».
والتحديث الصيني النمط هو التحديث الذي يتبع طريق التنمية المستقلة. فعلى الدولة التي تقوم بالتحديث اتباع القوانين العامة للتحديث والتركيز على ظروفها الوطنية خصائصها، والشعب له الكلمة الأكبر في طبيعة التحديث. لقد شرعت الصين في مسار تحديث مختلف عن الغرب.
وتابع: تلتزم الصين بالسعي لتحقيق تنميتها من خلال حماية السلام والتنمية في العالم، وتستخدم تنميتها لحماية السلام والتنمية العالميين. وقد طرحت الصين المفاهيم المهمة مثل مجتمع وحدة المصير للبشرية، ومبادرة «الحزام والطريق»، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، لأجل اتباع طريق تحديث التنمية السلمية.
وأوضح أن التحديث الصيني النمط تحديث يدعو إلى التعاون المتبادل المنفعة. وفي الوقت الحالي، تشهد الاقتصادات الكبرى في العالم نموا ضعيفا، كما أن التعافي الاقتصادي العالمي يتسم بالبطء، فيما تبنت الولايات المتحدة سياسة نقدية «إفقار الآخرين» للتعامل مع الارتفاع المستمر للديون الفيدرالية، فيتزايد عدم استقرار للنظام المالي والنقدي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. فأصبح الاتجاه الواضح أكثر وضوحاً، وتابع: إن مركز النمو السكاني العالمي في المستقبل سوف يكون في بلدان الجنوب التي متاحة لزيادات هائلة في الاقتصاد العالمي. فقط من خلال دمج المزيد من بلدان الجنوب في الاقتصاد العالمي فيما يمكن تقاسم ثمار فرص التنمية وتحقيق عملية التحديث العالمية، وعندما تتطور دول الجنوب، سيكون أساس ازدهار واستقرار العالم أكثر صلابة، وتستفيد منه الدول المتقدمة أيضًا. وفي هذا الصدد، ترى الصين أن تحديث العالم يجب أن يكون تحديثا للتعاون متبادل المنفعة، وتعزيز التحول الاقتصادي، وخلق نمو اقتصادي قوي من خلال التعاون متبادل المنفعة.
ونبهت الندوة إلى ما قاله السياسي والاستراتيجي الصيني القديم قوان تشونج، إن أصلح شيء هو الحكم الرشيد وأسوء شيء هو الاضطرابات، يعني أكبر مصلحة للبلد يكمن في الاستقرار وأكبر خطر يكمن في الاضطرابات، وذكرت أن التعاون في مجال الأمن والسياسة أحد الركائز للتعاون بين دول بريكس، حيث أكد الرئيس شي جين بينج على مبادرة الأمن العالمي، التي تدعو إلى الالتزام بالأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وأصبحت جزءا مهما للحلول الأمنية لمجموعة بريكس.