«ومازال الجرح ينزف، والجريمة الإسرائيلية تتواصل حتى هذه اللحظة»؛ كلمات أخيرة نطق بها مراسل تليفزيون فلسطين، محمد أبوحطب، قبيل استشهاده، وكأنما أعلن بها عن مصير محقق كان بانتظاره كحال مَن سبقوه ومَن قد يلحقون به، مادامت الجريمة الإسرائيلية تتواصل لتجعل «صاحب الخبر هو الخبر». حالة من الصدمة والحزن المفجعين أصابت الأوساط الإعلامية الفلسطينية والعربية، بعد إعلان استشهاد «أبوحطب» و11 من أفراد عائلته، مساء أمس الخميس، من بينهم زوجته ونجله وشقيقه، جراء قصف الاحتلال لمنزله في خان يونس، ليقترب عدد ضحايا الاحتلال من الصحفيين والاعلاميين في حرب غزة من 40. وقبل ساعة واحدة من استشهاده، كان «أبوحطب» يؤدى عمله من أمام مستشفى ناصر الطبى في خان يونس، متحدثًا عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطينى في قطاع غزة، وقدم آخر رسالة من أمام المستشفى قال فيها: «نحن نرى كل هذه المشاهد المؤلمة التي تدمى قلوب أبناء شعبنا، ولا يزال الجرح ينزف ولا يزال الاحتلال الإسرائيلى يتواصل حتى هذه اللحظة؛ لا يزال البكاء والأنين في كل زاوية وفى كل بيت ينظر إلى هذه المشاهد أو يُصاب بهذه المشاهد». وفي خضم تأثره الشديد بزميله، قدم الصحفي في تلفزيون فلسطين، سلمان البشير، تقريرا على الهواء ممتزجًا بالدموع، بعد وفاة «أبوحطب»، إذ خلع البشير سترته وخوذته وقال: «لا حماية، لا حماية دولية إطلاقاً، لا حصانة من أي شيء، هذه الدروع لا تحمينا ولا تلك القبعات. هذه مجرد شعارات نرتديها، ولا تحمي أي صحفي على الإطلاق. معدات الحماية هذه لا تحمينا»،، مضيفاً: «إن استمرار القصف الإسرائيلي أصبح لا يطاق بالنسبة لشعب غزة... نحن نموت واحدا تلو الآخر ولا أحد يهتم بنا أو بالكارثة واسعة النطاق والجريمة في غزة». ودخلت الحرب يومها ال28 منذ عملية «طوفان الأقصى»، إذ يواصل الجيش الإسرائيلى قصف قطاع غزة، في ظل مخاوف دولية من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 9061 قتيلًا، من بينهم 3760 طفلًا و2326 سيدة، بالإضافة إلى 32 ألف جريح فلسطينى، وأفاد المكتب الإعلامى الحكومى بأن 16 مستشفى و32 مركزًا صحيًّا من أصل 52 مركز رعاية أولية، خرجت من الخدمة بسبب القصف.