قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى إن تل أبيب وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البرى إلى غزة، حتى وصول قوات أمريكية إضافية، حيث نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن مصدر مطلع، قوله إن واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل بدء العملية البرية في غزة، من أجل الاستعداد بشكل أفضل لهجمات محتملة على المصالح الأمريكية بالمنطقة. وطلبت إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، من إسرائيل تأجيل العملية، ليس فقط لأسباب أمنية، خاصة أن واشنطن تريد «كسب الوقت» للمفاوضات، بهدف ترتيب إطلاق سراح الرهائن وتسليم المساعدات الإنسانية. وقالت مصادر لوكالة «بلومبرج» إن إسرائيل تدعم الجهود الدبلوماسية لحمل «حماس» على إطلاق سراح الرهائن من غزة بسرعة وبأعداد كبيرة، وهى خطوة يمكن أن تؤخر، وربما تغير حربها البرية. فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، أن قوات برية نفذت عمليات برية محدودة في قطاع غزة، لقتل من وصفهم ب«المسلحين» والبحث عن الرهائن، فيما قصفت كتائب «القسام» مستوطنات «غلاف غزة»، برشقة صاروخية. وميدانيًا، كثّف الاحتلال الإسرائيلى غاراته مساء أمس الأول ضد غزة بنحو 320 غارة، في ليلة دموية هي الأعنف منذ بدء القصف الإسرائيلى على القطاع، ما أدى لاستشهاد 436 فلسطينيًا، إضافة لقصفها محيط 3 مستشفيات بالقطاع، فيما واصلت «القسام» استهدافها المناطق الإسرائيلية، تزامنًا مع اعتزام الاتحاد الأوروبى الدعوة لهدنة إنسانية لإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. واستشهد 29 فلسطينيًا في قصف الاحتلال 4 منازل برفح، إلى جانب 7 شهداء، بينهم أطفال ورضيع، بقصف استهدف منزلًا لعائلة رشوان في القيزان جنوب خان يونس بجنوب القطاع، كما استشهد 17 فلسطينيًا، عقب قصف الاحتلال منزلًا لعائلة البطش في جباليا، وشقة سكنية بحى الفالوجا شمال غزة، إضافة إلى قصف محيط 3 مستشفيات. في المقابل، قصفت «كتائب القسام» مدينة عسقلان المحتلة ومستوطنات «غلاف غزة» برشقة صاروخية، تزامنًا مع استهداف تجمعات إسرائيلية عسكرية إسرائيلية قرب «مفكعيم» ومناطق إسرائيلية أخرى. إلى ذلك، قال حسام بدران، عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، إن الحركة تجرى اتصالات مع الأطراف المعنية بشأن عمليات تبادل الأسرى، وإن الحديث عن الأسرى من الجنود والضباط أمر منفصل تمامًا عن المدنيين، موضحًا أن الاحتلال لديه تردد كبير في الدخول للحرب البرية، والمقاومة أكدت استعدادها الكامل لكل السيناريوهات. وفى السياق نفسه، قال مسؤولون إن هناك أزمة ثقة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف جالانت، تعوق العمل المشترك. ومن المتوقع أن يدعو زعماء الاتحاد الأوروبى، خلال الأسبوع الجارى، إلى «هدنة إنسانية» لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة بأمان، وفقًا لما أظهرت مسودة نتائج قمة الاتحاد الأوروبى التي اطلعت عليها وكالة «رويترز». وأظهرت المسودة أن المجلس يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ووصول المساعدات إلى المحتاجين. وحذر مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاى جون، من خطورة الوضع في قطاع غزة، في ظل اتساع رقعة الاشتباكات، داعيًا إلى وقف فورى لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن بكين مستعدة لفعل كل ما في وسعها لتعزيز الحوار والتوصل لوقف إطلاق النار واستعادة عملية السلام وتشجيع حل الدولتين، مضيفًا أن القوة ليست وسيلة لحل المشكلة. وعلى صعيد التضامن الدولى، تظاهر المئات في دول أمريكا اللاتينية، تنديدًا بالهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
