«فيدان» في مصر.. لقاء سادس على طريق التوافق مع تركيا (تقرير)

تقارب مصرى تركى بعد سنوات من القطيعة انتهت بلقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره التركى رجب طيب أدوغان خلال كأس العالم في قطر العام الماضى، تبع ذلك العديد من الزيارات المتبادلة بين مسؤولى الطرفين لتنسيق المواقف كان آخرها، أمس، لوزير الخارجية التركى، هاكان فيدان أحد أبرز الفاعلين داخلها، للتشاور فيما يخص الأحداث الراهنة.
تعد الزيارة اللقاء السادس بعد تحسن العلاقات منذ نوفمبر 2022 عقب المصافحة الشهيرة بين الرئيسين السيسى وأردوغان في قطر.
لا تنفصل الزيارة عما يسمى بمحاولات تطبيع العلاقات التركية المصرية خلال العام الأخير والذى التقى فيه الرئيس السيسى بأردوغان في نيودلهى على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، وقال المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية وقتها، إن الرئيسين أكدا أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائى.
مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره التركي هاكان فيدان
حمل وزير الخارجية سامح شكرى رسالة خاصة للتضامن مع الجانب التركى في ضحايا الزلزال وذهب بنفسه إلى مدينة أضنة جنوبى تركيا في زيارة لإظهار التضامن مع الشعب التركى، وشدد على أن القاهرة ستبقى بجانب شقيقتها تركيا، وأن العلاقات بين البلدين سترتقى لأفضل مستوى.
وفى مارس الماضى وقبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية التركية، حضر وزير الخارجية السابق تشاويش أوغلو للقاهرة للقاء نظيره المصرى؛ في مؤشر جديد إلى المضى قدمًا باتجاه إصلاح العلاقات بين البلدين في أول زيارة لمسؤول تركى رفيع المستوى لمصر بعد عقد من العلاقات المتوترة بين البلدين.
وكترجمة لدفع العلاقات الثنائية، زار وزير الصناعة أحمد سمير العاصمة التركية أنقرة في زيارة هي الأولى منذ 10 سنوات، وقال إن الزيارة تعكس تطلع الدولة المصرية لتنمية وتطوير علاقات التعاون المشترك مع دولة تركيا في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.
وبما يصب في مصلحة الشعبين المصرى والتركى واقتصادى البلدين على حدٍ سواء، لا سيما أن الفترة الحالية تشهد زخمًا غير مسبوق فيما يتعلق بمعدلات التبادل التجارى بين البلدين، وكذا الاستثمارات التركية بالسوق المصرية، وكرر الزيارة من جديد خلال أكتوبر الجاري للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى الاقتصادي والتجاري التركي الأفريقي.
الرئيس السيسي واردوغان على هامش حضور نهائيات كأس العالم في قطر
المحلل السياسى التركى على أسمر قال بدوره ل«المصرى اليوم»: إن التطبيع التركى المصرى سيؤثر إيجابًا على مسار الأزمة الفلسطينية الاسرائيلية، ومن الممكن أن يخلق توازنًا سياسيًّا بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، إذ رأينا اتصالات مكثفة أجراها أردوغان من بينها الاتصال المهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذي نتج عنه إرسال وزير الخارجية التركى هاكان فيدان إلى مصر للتباحث حول إمكانية تهدئة الأوضاع أو فتح بوابة رفح لإرسال الشحنات التركية التي تتضمن مواد غذائية وأدوية إلى قطاع غزة، وتزامن وصول وزير الخارجية إلى مصر مع وصول طائرة عسكرية تركية محملة بالمعونات.
وأضاف أنه من المتوقع أن ينتج عن زيارة فيدان لمصر ولقاءاته مع وزير الخارجية المصرى والرئيس السيسى، ما سيكون له بالغ الأثر على الأوضاع، مشيرًا إلى أن انتهاج تركيا ومصر والدول الخليجية سياسة موحدة تجاه القضية الفلسطينية سيدفع الولايات المتحدة لإعادة ترتيب أوراقها؛ ما سيشكل ورقة ضغط على الجانب الإسرائيلى والذهاب إلى حل سياسى منطقى بعيدًا عن المسار العسكرى لأنه ذو نهاية مجهولة.
وأشار إلى أنه إذا اشتعلت شرارة الحرب في الشرق الأوسط فستصل آثار هذه الشرارة إلى كل دول العالم.