رئيس الوزراء يصطحب نظيره الهندى فى جولة بمنطقة الأهرامات

اصطحب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ظهر أمس، رئيس مجلس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، في جولة بمنطقة الأهرامات بالجيزة، في إطار زيارته إلى مصر بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وحرص رئيس وزراء الهند على التقاط الصور التذكارية، والاستماع إلى شرح حول أبرز معالم المنطقة، للتعرف على القيمة التاريخية والحضارية لها.
وفى ختام الجولة أهدى رئيس مجلس الوزراء، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، إلى الضيف الهندى الكبير، مستنسخًا لقناع توت عنخ آمون، كتذكار يعبر عن الحضارة الفرعونية القديمة.
رئيس وزراء الهند خلال استقباله المفتى
يشار إلى أن الزيارة الجارية لرئيس مجلس وزراء الهند إلى مصر، تضمنت إلى جانب زيارة منطقة الأهرامات، زيارة مسجد الحاكم بأمر الله بالقاهرة التاريخية، كأحد معالم الحضارة الإسلامية.
ويعد مسجد الحاكم بأمر الله، الذي تم ترميمه بمشروع لوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع وزارة الأوقاف وطائفة البهرة، عقب إغلاقه لسنوات طويله، وانتهى الترميم وافتتاحه في فبراير الماضى، وبالأمس زاره رئيس وزراء الهند ناريندا مودى، وكان في استقباله الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على هامش زيارته الرسمية الحالية للقاهرة. واصطحب «وزيرى» رئيس وزراء الهند والوفد المرافق له في جولة داخل المسجد، استعرض خلالها تاريخ المسجد وقيمته التاريخية والأثرية. وعقب انتهاء الزيارة، حرص الدكتور مصطفى وزيرى على تقديم هدية تذكارية لرئيس وزراء الهند عبارة عن نموذج لمركب مصرى قديم تعبيرًا عن التعاون بين مصر والهند، ولاسيما في مجال التجارة منذ أقدم العصور. وأعرب رئيس وزراء الهند عن إعجابه الشديد بالمسجد والنقوش المنحوتة على جدرانه ومداخله، وسعادته بزيارة هذا المسجد الأثرى المهم. يُذكر أن مسجد الحاكم بأمر الله يعود تاريخه للعصر الفاطمى، وهو رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثانى أكبر المساجد الأثرية في القاهرة بعد مسجد أحمد بن طولون. وتضمنت أعمال ترميم المسجد معالجة الواجهات الداخلية للمسجد، واستكمال المرحلة النهائية لمعالجة الرطوبة والأملاح بحوائط المسجد، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، والتى تضمنت دهانات الأعمال الخشبية والمنبر ومعالجة رخام المحراب، وشبكة الكهرباء وتركيب مشكاوات الجامع. وبدأ بناء المسجد في الفترة بين 365 إلى 386 هجريًا، وانتهى عام 403 هجريًا، ومُنشِئه هو الخليفة العزيز بالله، ومن بعده ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله، الذي أكمل بناء الجامع، فسُمى بجامع الحاكم. ويقع الجامع في نهاية شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، بجوار باب الفتوح، حيث كان المسجد وقت تشييده خارج أسوار القاهرة القديمة التي شيدها جوهر الصقلى، ثم أصبح داخل حدود المدينة بعد أن قام بدر الجمالى بتوسعة المدينة وتشييد الأسوار الحالية.
وفى سياق متصل، استقبل رئيس الوزراء الهندى ناريندا مودى، أمس الأول، الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في مقر إقامته بالقاهرة، في مستهل زيارته الرسمية لمصر، حيث وجَّه المفتى الشكر لرئيس الوزراء الهندى على زيارته للقاهرة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للهند.
وقال ناريندا مودى: «نقدر ما تضطلعون به في مصر والعالم من إيصال سماحة الإسلام في وقت تزداد فيه التحديات من حولنا»، مضيفًا أنه كان يتابع زيارة مفتى الجمهورية الأخيرة للهند يومًا بيوم، مؤكدًا أن الزيارة بعثت برسالة محبة وسلام لجميع الشعب الهندى من أرض الحضارة والعلم. وتابع: «سنساعد في إنشاء مركز للدعم التكنولوجى في دار الإفتاء المصرية إيمانًا منا بضرورة استعانة القيادات الدينية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لضمان إيصال الرسالة الدينية الصحيحة».
وأضاف أن الهند تؤمن بدور الدين في تعزيز قيم السلام والتعاون والوئام بين الناس كافة، مشيرًا إلى أن الهند قدمت نموذجًا للعالم يبرز أهمية احترام التعددية الدينية والعِرقية والثقافية.
وقدم رئيس الوزراء الهندى دعوة جديدة إلى مفتى الجمهورية لزيارة الهند، مؤكدًا: «سوف أصطحب فضيلتكم لزيارة بعض الأماكن التاريخية التي أشرفت على ترميمها».
من جانبه، قال الدكتور شوقى علام: «إن زيارتى الأخيرة للهند كشفت عن قرب القواسم المشتركة بين الشعبين الكبيرين المصرى والهندى في العيش المشترك والمواطنة وسيادة القانون»، مؤكدًا دور الدين الصحيح في إحلال السلام والتقارب بين الشعوب وأنه لم يكن أبدًا سببًا في زرع الفتن والشقاق«.
وأضاف المفتى:»هناك جماعات دينية انحرفت بتعاليم الأديان لتحقيق مصالح خاصة، ودورنا هو كشف عوار هذه الجماعات، ولاحظنا أن الفتوى محركة لأغلب الجماعات الإرهابية، لذا اتخذنا التدابير الوقائية والعلاجية حتى تظل الفتوى محققة للاستقرار المجتمعى والسلام العالمى».
وأكد دور دار الإفتاء في تحقيق التنسيق والتشاور بين كبار المفتين حول العالم حتى تسود قيم السلام والتعايش السلمى بيننا جميعًا، مشيرًا إلى أن الفتاوى التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية تصبُّ جميعها في تحقيق الاستقرار المجتمعى، سواء ما يتعلق بحقوق المرأة أو علاقة المسلم بغير المسلم أو غيرها من القضايا الحياتية.
كما وجَّه المفتى الشكر والتقدير للسفارة الهندية بالقاهرة نظير دورها الإيجابى في تعزيز التعاون المشترك بين مصر والهند وللتنسيق الكبير مع دار الإفتاء المصرية بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك.