كان الإسرائيليون واليهود يرون أن أدولف أيخمان مهندس المحرقة النازيةوظلوا منذ الخمسينيات يخططون للإيقاع به كما كان في 1954 مطلوبا من الحلفاء واعتقله الأمريكيون وهرب، وفى 1950 ذهب لإيطاليا وانتحل صفة لاجئ اسمه ريكاردو كليمنت وحصل على التأشيرة الأرجنتينية، وعلى مدى عشر سنوات عمل بعدة وظائف في بوينس إيرس، وأدولف أيخمان مولود بمدينة زولينجن، بألمانيا وفى 19مارس 1906 وبسبب مواهبه التنظيمية أسندت إليه مواقع قيادية مهمة منها إدارة ترحيل اليهود لمعسكرات الاعتقال في شرق أوروبا. وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا تم القبض عليه من قبل الجيش الأمريكى الذي لم يكن يعرف أن هذا الرجل (أوتوأيكمان) ليس سوى أيخمان. وفى 1946 هرب من السجن وتنقل بين بلدان أوروبا، متنكرا إلى أن حصل في 1950 على التأشيرة الأرجنتينية باسم (كليمنت ريكاردو)، وفى الأرجنتين تقلب في وظائف متواضعة ثم استقدم عائلته وفى الخمسينيات كان العديد من اليهود مهتمين بالعثور عليه وغيره من النازيين، وكان لوثار هيرمان العامل اليهودى الذي فر من معتقلات النازى إلى الأرجنتين استقر في بوينس أيرس مع عائلته في الخمسينيات وأصبحت ابنته سيلفيا على علاقة بعائلةأيخمان،فضلا عن علاقة عاطفية نشأت بين كلاوس ابن أيخمان وابنة هيرمان وكان كلاوس يخوض مفتخرا بتاريخ والده النازى وفى 1959 تأكد للموساد أن أيخمان في بوينس أيرس تحت اسم ريكاردو كليمنت وخطط للإيقاع به. وفى 1960 تهيأت أجواء اختطافه الذي تم على يد عناصر من الموساد في إحدى ضواحى بوينس أيرس «زي النهارده» في 11 مايو 1960وكان عملاء الموساد قاموا بانتظاره لدى وصوله إلى منزله من عمله بمصنع مرسيدس وهبط أيخمان من الحافلة وبدأ في السير إلى منزله، فاستوقفه أحد العملاء وطلب منه سيجارة وما إن وضع أيخمان يده في جيبه حتى قيده اثنان منهم وأفقدوه الوعى ووضعوه في سيارة وذهبوا به إلى منزل آمن إلى أن تم تهريبه على متن طائرة بضائع تجارية لشركة العال إلى إسبانيا ثم إلى إسرائيل يوم 21 مايو 1960 لتبدأ محاكمته يوم 11 أبريل 1961 ووجهت إليه 15 تهمة جنائية منها جرائم ضد الإنسانية وأصر أيخمان على أنه لم يكن سوى «عبدالمأمور» وفى 15 ديسمبر حكمت عليه المحكمة بالإعدام ولم يجد الاستئناف، وفى منتصف ليل 31 مايو 1962 نفذ فيه الحكم وتم إحراق جثمانه ونثر رماده في البحر الأبيض المتوسط، في المياه الدولية حتى لا يمكن أن يكون هناك أي نصب تذكارى في المستقبل.
