وداعًا يحيى الرخاوي.. الطبيب النفسي «الأديب»

غيّب الموت الطبيب، الأديب، يحيى الرخاوى، أستاذ الأمراض النفسية بكلية طب قصر العينى، أمس، عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد أن شهدت حياته العملية العديد من المحطات المهمة والآراء الدقيقة حول النفس البشرية وتعقيداتها.
فى عام 1933، شهدت محافظة القاهرة الصرخة الأولى لميلاد «الرخاوى»، ليحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1957، وبعدها الدكتوراه فى الطب النفسى عام 1963، ثم دبلوم الأمراض النفسية والعصبية عام 1961، وشهدت حياته العملية نشاطًا ملحوظًا بين عمله طبيبًا، وتأليفه ما يزيد على 40 كتابًا، إلى جانب إشرافه على 34 دراسة علمية للماجستير والدكتوراه.
تأثر بنجيب محفوظ وكتاباته؛ فكان أحد «حرافيشه»، ليضعه القدَر بعد ذلك أمام مسؤولية علاجه، بعد تعرض «أديب نوبل» لمحاولة اغتيال على يد شابين، أصبح على أثرها غير قادر على الكتابة أو تحريك يديه إلا بصعوبة شديدة، ليصبح «الرخاوى» مسؤولًا عن تمارين كتابة يومية ملأت العديد من الدفاتر.
كان ل«الرخاوى» دور مجتمعى مؤثر، حيث دأب على تنظيم مجموعة علاجية فى قصر العينى لمدة تجاوزت ال50 عامًا، فى ميعاد ثابت، وهو الأربعاء من كل أسبوع، الساعة 7.30 صباحًا، يفتتحها بجملة «إحنا بنتكلم هنا ودلوقتى»، وعلق أحد تلاميذه على خبر وفاته بقوله: «درجة إصراره على الحياة والعمل والتحدى تدفع مَن يعرفه ويؤمن به إلى الاعتقاد بأنه لن يموت».
ونعى الدكتور أيمن عامر، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، الدكتور يحيى الرخاوى، قائلًا إنه كان يُعد واجهة علم النفس والسيكولوجيا فى القضايا التى تُطرح، وبجانب ذلك، فهو مفكر كبير وفنان وشاعر وإنسان صاحب نظرية خاصة؛ يمكن أن نطلق عليها «مدرسة الرخاوى».