قبيل الانتخابات الرئاسية لجنوب إفريقيا.. مرشحان بالحزب الحاكم وكلمة «فساد» تلاحق مساعي «رامافوزا» لولاية ثانية

يخوض، مرشحان، بحزب «المؤتمر الوطني»، الحاكم، في جنوب إفريقيا، منافسة شرسة، لزعامة الحزب ومن ثم خوض غمار السباق الرئاسي، بشكل رسمي، وسط حالة من التوتر السياسي، وملاحقة اتهامات الفساد لكلا المرشحين، على وقع تلويح المعارضة بتحول الحزب الحاكم ل«حاضنة فساد».
و بدء أعضاء «حزب المؤتمر الوطني»، ليل أمس الأول الأحد، التصويت، على انتخاب زعيم حزبهم، وسط حالة من الانقسام بين، الزعيم الحالي للحزب ورئيس البلاد، سيريل رامافوز، ووزير صحته الأسبق، زويلي مخيزي.
أدلى، في مدينة جوهانسبرج، أكثر من 4000 ناخب بأصواتهم، كممثلين عن أفرع الحزب في مقاطعات جنوب إفريقيا التسعة، لحسم مصير سبعة مناصب قيادية عليا بالحزب يتصدرها زعيم الحزب، ونائبه، والأمين العام للحزب، فيما يينتظر الناخبون الإعلان عن النتائج ليل الإثنين، وذلك وفقًا لشبكة «تي في 5 موند» الفرنسية.
وأظهر المؤتمر ال55 ل«حزب المؤتمر الوطني»، الذي بدأ السبت ويستمر لخمسة أيام، حالة غير مسبوقة، من الانقسام حول المرشحين المتنافسين، على وقع اتهام المعارضة لكل من «رامافوزا» و«مخيزي» بالفساد من جانب، وتراشق مرشحا حزب المؤتمر بالاتهامات من جانب آخر؛ إذ يتهماتهام كليهما الآخر بشراء الأصوات.
ويترقب الشارع الجنوب إفريقي، نتائج الانتخابات «الأشرس»، في الحزب الحاكم، والمعتزم إعلانها ليل، الإثنين، حسبما أفاد به مسؤول انتخابي، وقيادي كبير بالحزب لوكالة «فرانس برس».
وتلاحق كلمة «فساد» كلا المرشحين؛ فبينما لم ينج الرئيس الحالي، «رامافوزا» من فضيحة مزرعة «فالا فالا» التي اتهم فيها بالاستيلاء على حزمة دولارية من المال العام في مايو الماضي، عُزل منافسه ووزيره الأسبق من الحكومة، زويلي مخيزي، من الحكومة لتهم مشابهة، فيمات تلوح المعارضة بأن الحزب الذي تأسس لأهداف ثورية، واكتسب شعبيته، من مناهضة نهب مقدرات البلاد، ونبذ التمييز العنصرى، تحول ل«حاضنة فساد»
صرح، المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بول مبابي، أمس الأول، بأن حالة عدم التوازن السياسي التي يمر منها الحزب الحاكم وانقسامه تهدد مستقبل الحزب واصفًا المرحلة الحالية بأنها الأخطر في تاريخ الحزب منذ تأسس عام 1994.
ورجح المحلل السياسي، بجامعة تشوان للتكنولوجيا، ليفي ندو، في تصريحات خاصة، ل«تي في 5 موند، أن يحظى رامافوزا بأغلبية أصوات ناخبي الحزب.
و ينافس الرئيس الحالي، «رامافوزا» بشدة الحلف الموالي لسلفه المعزول، جاكوب زوما، مكثفين أصواتهم لغريمه، «مخيزي» كما أنه يواجه موقفًا حرجًا جراء فضيحة مزرعة «فالا فالا».
وبرز الرئيس الحالي، سيريل رامافوزا كزعيم لحزب المؤتمر بعد اتهام سلفه«رامافوزا» بالفساد وسجنه، عام 2017 لكن صورته اهتزت، بعدما اتهم في فضيحة فساد مالي فيما عرف ب«فضيحة مزرعة فالا فالا».
وبعد 4 سنوات من عزل سلفه جاكوب زوما إثر اتهامه بالفساد، واجه رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، خطر العزل بالطريقة ذاتها، بعد اتهامه بالتستر على سرقة 4 ملايين دولار نقدًا من مزرعة تابعة للرئاسة، في مايو 2020.
وطالبت أحزاب معارضة، الرئيس «رامافوزا» الذي لا يزال يمارس صلاحياته، مطلع نوفمبر الماضي، بالتنحى من منصبه، إثر النتائج التي أعلنتها لجنة التحقيق فيما يعرف ب«فضيحة مزرعة فالاه فالاه»، داعية إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك بعدما وصفت لجنة التحقيق التي يرأسها رئيس قضاة سابق، تفسيرات الرئيس بشأن اتهامه بالتستر على سرقة المزرعة بأنها «غير منطقية».
ويخشى مراقبون من تمسك رامابوزا بالحكم، ما يدفع نحو «ثورة شعبوية» أو «أعمال عنف» كالتى شهدتها جنوب إفريقيا، بعد عزل سلفه جاكوب زوما، التي خلفت 100 قتيل ومئات المصابين، أو على الأقل تطيح بمكاسب «الإصلاح الاقتصادى»، والتعافى النسبى الذي حققته الدولة منذ نهاية العام 2018، في وقت لن تتحمل فيه البلاد تبعات أي توتر سياسى أو اجتماعى، فلم تكد جنوب إفريقيا تنجو من موجة ركود تعرض لها اقتصادها منذ نحو عقد.