انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.. الجمهوريون يفتربون من الأغلبية (تقرير)

أظهرت نتائج أولية أن الجمهوريين باتوا قريبين من انتزاع السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، التي جرت أمس الأول، من الديمقراطيين، الذين ينتمي إليهم الرئيس جو بايدن، ويترقب ملايين الأمرركيين من سيفوز بأغلبية مقاعد الكونجرس بشقيه النواب والشيوخ، ومنصب الحاكم في 36 ولاية، بعدما جرت عملية التصويت على اختيار ممثليهم ل 35 مقعدا في مجلس الشيوخ، وجميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435.
وكان قد وصف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقب الإدلاء بصوته في انتخابات تجديد الكونجرس في ولاية فلوريدا، إدارة الديمقراطيين في البلاد ب«المُدمرة».
ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية، في الساعات الأولى من صباح أمس، أن الجمهوريين حسموا 199 مقعدا بمجلس النواب مقابل 178 للديمقراطيين. وللسيطرة على مجلس النواب، لابد للجمهوريين من الحصول على 218 مقعدا من أصل كل المقاعد ال435 الخاضعة للتنافس فيه.
وفي مجلس الشيوخ، حصل الفريقين على التعادل، وبالنظر إلى أن لنائبة الرئيس كامالا هاريس التي تترأس جلسات المجلس حسب القانون، الصوت المرجح في حالات التعادل، وفى الوقت نفسه أظهرت النتائج الأولية أن، رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ستحافظ على مقعدها بمجلس النواب عن كاليفورنيا ب 82% من الأصوات.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الجمهوريين الأوفر حظًا إلى حد بعيد في الفوز بالمقاعد الخمسة التي يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنحصر في سباقات محتدمة في بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا، فيما أكدت تعطل العشرات من آلات فرز وعد الأصوات في مقاطعة ماريكوبا في ولاية أريزونا ما أدى إلى اندلاع موجة من مزاعم تزوير الناخبين عبر وسائل الإعلام اليمينية .
وأعلنت ولاية إلينوي تعرضها لهجوم إلكتروني سيؤثر على آلية التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وقالت الولاية إن «الهجوم الإلكتروني الذي تتعرض له هدفه زعزعة استقرار الديمقراطية في أمريكا، وفي ولاية أريزونا، قال مسؤولو مقاطعة ماريكوبا، إن المشاكل المتعلقة بآلات فرز بطاقات الاقتراع بما في ذلك رفض أوراق الاقتراع الصحيحة أو فشلها في قراءة بطاقات الاقتراع بنجاح، أثرت على حوالي 40 مركزًا للاقتراع في المقاطعة التي يوجد فيها 223 مركزًا.
من جانبه أعرب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي عن ثقته في أن حزبه سينتزع السيطرة على المجلس من الديمقراطيين بزعامة الرئيس جو بايدن بعد انتخابات التجديد النصفي.
وقال مكارثي، من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب«، بعد أن أظهرت النتائج الأولية أن الجمهوريين على وشك الحصول على العدد الكافي من المقاعد للسيطرة على مجلس النواب، وإن كان ذلك على الأرجح بأغلبية أقل مما كان متوقعا، وقبيل ظهور النتائج الأولية قال مكارثي:»عندما تستيقظوا غدا، سنكون نحن الأغلبية و(رئيسة مجلس النواب زعيمة الأغلبية الديمقراطية) نانسي بيلوسي (ستكون) الأقلية«.
وأشارت توقعات قناة «فوكس» إلى فور الجمهوريين ب192 مقعدا في النواب الأمريكي مقابل 164 لدى الديمقراطيين، فيما تحدثت شبكة «إن بي سي» عن حصول الجمهوريين على 218 مقعدا مقابل 217 للديمقراطيين، وسي إن إن عن 193 مقعدا للجمهوريين و170 مقعدا لمنافسيهم.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الجمهوري تشاك جراسلي (89 عاما) السناتور عن ولاية أيوا منذ العام 1981، فاز بمقعد في مجلس الشيوخ لولاية ثامنة، حسب قناتَي «إن بي سي» و«سي بي إس»وقد خاض منافسة هي الأكثر حدة له منذ 42 عاما في مواجهة الديموقراطي والعسكري الكبير السابق مايكل فرانكن.
وسيكون تشاك جراسلي قد بلغ 95 عاما في نهاية ولايته الجديدة هذه، وقد قام بحملة هذا العام تركّزت على التضخم. وقدّم له دونالد ترامب دعمه وإن اختلف معه بشأن عدد كبير من القضايا.
وشغل جراسلي منصب الرئيس الموقت لمجلس الشيوخ من 2019 إلى 2021 وكان بذلك الشخصية الثالثة في ترتيب الخلافة في حال عجز الرئيس، بعد نائب الرئيس والرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب.
وفى مقاربة، فاز الشاب ماكسويل فروست، البالغ 25 عاما، بمنصب أول عضو في الكونجرس الأميركي، حيث ينتمي إلى الجيل «زد» مع فوزه عن الحزب الديموقراطي، وغرّد فروست على تويتر «لقد فزنا وصنعنا التاريخ لسكان فلوريدا وللجيل زد ولكل شخص يؤمن بأننا نستحق مستقبلا أفضل».
والجيل «زد» مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية ويتميز أفراده بقدراتهم في استخدام التكنولوجيا والتكيف معها، وسينضم فروست الأميركي من أصل إفريقي الذي نشأ على يد أم بالتبني من أصل كوبي إلى غالبية من المشرعين من ذوي البشرة الأبيض والشعر الرمادي في مجلس النواب الأميركي حيث معدل الأعمار 58 عاما.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن بلاده تتابع سير انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، لكنها لا تعقد آمالا كبيرة على هذه الانتخابات من حيث تأثيرها على العلاقات الثنائية، مؤكدا بأن الانتخابات رغم أهميتها، لن تساعد بأي حال من الأحوال في تحسين العلاقات الروسية الأمريكية، وتابع: هذه الانتخابات لا يمكنها أن تغير شيئا جوهريا. لطالما العلاقات سيئة وستبقى كذلك.