عثرت السلطات في ملاوي بإحدى غابات مقاطعة مزيمبا الواقعة شمال البلاد، على جثث أربعة مهاجرين إثيوبيين كانوا في طريقهم إلى جنوب إفريقيا، بعد يومين من استخراج 26 جثة أخرى من ذات الغابة. وحتى الآن لم يصدر تعليق رسمي من السلطات الإثيوبية عن واقعتي العثور على رفات المواطنين الإثيوبيين ونقلت «الجارديان» عن شرطة ملاوي قولها إنه جرى العثور على الجثث على بعد أقل من ميل واحد من حيث تم استخراج رفات 25 آخرين في محمية غابات متانجاتانجا في منطقة مزيمبا الشمالية. وأوضح وزير الداخلية جان سينديزا، الذي زار الموقع، أن الشرطة لا تزال تفتش المنطقة المحيطة بالمقبرة الجماعية، واصفًا تلك الواقعة بالمروعة والمحزنة للبلاد. ونقلت «CNN» عن الوزير نفسه قوله لبرنامج «فوكس أون أفريكا» الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، إن المهاجرين غير الشرعيين لا يستحقون مثل هذه النهايات المأساوية، لذا يجب التعامل بحزم مع المتاجرين بالبشر. ويُعتقد أن الضحايا كانوا من المهاجرين الإثيوبيين الذين اختنقوا أثناء تهريبهم إلى العاصمة ليلونجوي على بعد 150 ميلا جنوبا. ويُعتقد أيضا أن النقابات في ملاوي تضم ذوي النفوذ، إذ إنه في 2020 قضت المحكمة العليا في ملاوي على وزير الداخلية السابق أولادي موسى وضابط جوازات بالسجن لمدة خمس سنوات لمساعدة غير الملاويين في الحصول على جوازات سفر للبلاد بشكل غير شرعي. وقال بيتر كالايا المتحدث باسم دائرة شرطة ملاوي، إن «الأدلة التي جرى جمعها من مكان الحادث تظهر أن الضحايا هم مواطنون إثيوبيون، وتنتظر خدمة شرطة ملاوي حاليًا تقرير تشريح الجثث من أخصائيي الطب الشرعي، الذي سيحدد السبب الفعلي للوفاة». وأضاف: «جميع الضحايا من الذكور وتتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة، وبين يناير وسبتمبر من هذا العام، اعترضت الشرطة 221 مهاجرًا غير شرعي، من بينهم 186 من إثيوبيا، وتحث دائرة شرطة ملاوي الجمهور على إبلاغ السلطات بسرعة بأي مهاجر غير شرعي مشتبه به». وقال باسكوالي زولو المتحدث باسم وزارة الهجرة وخدمات المواطنة، إن الوفيات كانت «مفجعة ومحزنة للغاية.. إننا نقوم بإشراك جميع الشركاء، بما في ذلك الشرطة والمخابرات والعاملين في المجال الطبي، للتأكد من هويتهم وما الذي يحدث في هذه الغابات، التقارير التي نتلقاها هي أن بعض بطاقات الهوية تظهر أن هؤلاء الأشخاص من إثيوبيا، لا يمكنني إلقاء المزيد من الضوء حتى ينتهي التحقيق وسنقوم بتحديث الجمهور بعد ذلك». The number of bodies found buried on a mass grave in Mzimba is at 26. Police, prison, immigration officers and health officials are yet to bury the bodies. The discovery has shocked group village headman Bwanaholo who believes the deceased were immigrants. pic.twitter.com/qYHMaHokp4 — Times 360 Malawi (@Times360Malawi) October 19, 2022 وقال إن وزارته كانت تعمل على منع تهريب الأشخاص بالمهاجرين إلى ملاوي، وبمجرد اكتشاف المتورطين «سيأخذ القانون مجراه بالكامل». وأضاف أن المجرمين يستغلون أوضاع الحرب ويأس الناس لكسب المال بسرعة، ومنذ أغسطس أعيد أكثر من 190 رجلًا إلى إثيوبيا. وفي وقت سابق من هذا العام، قامت حركة التحول المتحدة، وهي أحد الأحزاب السياسية في ملاوي، بإيقاف سكرتيرتها الإقليمية، بعد أن زُعم أنها استخدمت سيارة تابعة للحزب لنقل مهاجرين غير شرعيين إلى البلاد. وفي يونيو من هذا العام، أفاد أكثر من 500 مهاجر إثيوبي بأنهم تقطعت بهم السبل في البلاد وطالبوا بالعودة إلى ديارهم، وفقًا لعملية التحقيق التي أجرتها السلطات الإثيوبية بدعم من المنظمة الدولية للهجرة. وملاوي هي بلد عبور للمهاجرين الذين يسافرون برًا إلى جنوب إفريقيا، والمعروف باسم «الطريق الجنوبي»، الذي يستخدمه بشكل أساسي «المهاجرون غير الشرعيين» من إثيوبيا والصومال بحثًا عن فرص حياة وكسب المال. العثور على مقبرة جماعية جديدة لإثيوبيين في ملاوي ووجدت دراسة أصدرتها المنظمة الدولية للهجرة في مايو من هذا العام، أن الطريق محفوف بالمخاطر بسبب المسافة الطويلة المقطوعة والمعابر الحدودية المتعددة، فضلا عن الاعتماد على السماسرة والمهربين والوسطاء غير الشرعيين. العثور على مقبرة جماعية جديدة لإثيوبيين في ملاوي