الأمن يحاصر جامعة طهران ويعتقل عشرات الطلاب.. ماذا يحدث في إيران ؟ (تقرير)

محاصرة جامعة طهران تصدرت محركات البحث، حيث تستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في اجتياح البلاد للأسبوع الثالث، وأثناء هذه الاحتجاجات اشتبكت قوات الأمن مع طلاب جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران مساء الأحد، وذكرت التقارير أن عددًا كبيرًا من الطلاب حوصروا في موقف للسيارات كان محاطًا برجال الأمن، وأظهرت مقاطع الفيديو الطلاب وهم يهربون مع سماع دوي طلقات الرصاص، وفقًا لما نشرته شبكة BBC.
اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية قبل ثلاثة أسابيع، بعد وفاة مسها أميني في مستشفى إيراني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بدعوى عدم امتثالها لأنظمة الحجاب في البلاد، واستمرت الاحتجاجات حتي أول أيام الدراسة مما تسبب في قيام الأمن الإيران في محاصرة جامعة طهران .
ووصف المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، في أول تعليق علني له، وفاة مهسا أميني بأنها «حادثة مريرة حطمت قلبي بشدة»، ولكنه استنكر الاحتجاجات التي عمت إيران ووصفها بأنها «أعمال شغب»، زاعمًا أنها من تخطيط الولايات المتحدة وإسرائيل «وكذلك عملاؤهما المأجورون بمساعدة بعض الإيرانيين الخونة في الخارج».
دخلت أميني، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عامًا، في غيبوبة بعد ساعات من اتهامها الضباط في العاصمة بخرق القانون الصارم الذي يطالب النساء بتغطية شعرهن بالحجاب، وتوفيت في المستشفى بعد ثلاثة أيام.
وزعمت أسرتها أن الضباط ضربوا رأسها بهراوة وضربوا رأسها بإحدى سياراتهم، وقالت الشرطة إنه لا يوجد دليل على أي سوء معاملة وأنها عانت من «قصور مفاجئ في القلب».
وبدأت الاحتجاجات في جنازتها في 17 سبتمبر وانتشرت في جميع أنحاء البلاد لتصبح أسوأ اضطرابات تشهدها إيران منذ سنوات، وكان الأحد هو أول أيام الفصل الدراسي لطلاب السنة الأولى الملتحقين بجامعة الشريف للتكنولوجيا.
محاصرة جامعة طهران
وذكرت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية أن محاصرة جامعة طهران حدثت بعدما تجمع نحو 200 طالب تجمعوا في الحرم الجامعي بعد ظهر الأحد وبدأوا ورددوا شعارات من بينها «المرأة والحياة والحرية» و«الطلاب يفضلون الموت على الإذلال»، وأضافت أنه مع استمرار التظاهرة، أصبحت الشعارات أكثر تطرفا وموجهة ضد المؤسسة الدينية.
حتى اندلعت الاشتباكات في وقت متأخر من بعد الظهر، عندما وصلت قوات الأمن إلى الحرم الجامعي وقامت ب محاصرة جامعة طهران، وأفادت مهر أن أفراد الأمن أطلقوا الغاز المسيل للدموع وكرات الطلاء، مما دفع بعض الطلاب إلى الفرار إلى أحد مواقف السيارات بالجامعة.
Breaking: #Iran security forces have laid siege to #Sharif university of Tehran. Many students and professors have been beaten up، some students are entrapped inside. The security forces are rounding up students. Shots can be heard in these videos… #MahsaAmini pic.twitter.com/gx9Bugu4ea
— Rana Rahimpour (@ranarahimpour) October 2، 2022
وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، شوهدت مجموعة من الأشخاص يحاولون الفرار عبر مرآب للسيارات، بعد محاصرة جامعة طهران، بينما تلاحقهم قوات الأمن على دراجات نارية، وظهر فيديو أخر أشخاصًا يركضون بينما يلاحقهم سائقو الدراجات النارية على طول الشارع، ويمكن سماع طلقات نارية وكذلك هتافات «الموت لخامنئي».
قال مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره الولايات المتحدة، بعد محاصرة جامعة طهران، إن مقطع فيديو ثالث يظهر «متظاهرا محتجزا يُنقل بعيدا ورأسه بالكامل ملفوف بالملابس» من قبل اثنين من أفراد الأمن على دراجة نارية، أحدهما أطلق النار على المرأة التي كانت تصور.
Students are being chased by security forced through university car park. #Sharif #Iran #MahsaAmini pic.twitter.com/mUGxRqvBG2
— Rana Rahimpour (@ranarahimpour) October 2، 2022
ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات إيران
فيما أفادت التقارير أن عددًا من الطلاب تعرضوا للضرب أو إطلاق النار عليهم بالبنادق، أثناء محاصرة جامعة طهران، وتم اعتقال 30 إلى 40 طالبًا، بينما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية، أن الهدوء عاد بعد أن سافر وزير العلوم محمد على زلفيجول إلى الحرم الجامعي للتحدث مع الطلاب وقوات الأمن.
وأكدت وكالة مهر أن الفصول الدراسية في الجامعة عُلقت يوم الاثنين وتحولت إلى دراسة عن بُعد «بعد محاصرة جامعة طهران وضرورة حماية الطلاب»، وعلى الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى، إلا أن الليلة الماضية شهدت تصعيدًا في الاحتجاجات في طهران والعديد من المدن الأخرى، فيما قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، يوم الأحد إن ما لا يقل عن 133 شخصًا قتلوا على أيدي قوات الأمن حتى الآن بينهم 41 محتجا.