بعد قرار «الأعلى للإعلام».. هل يحق لمصر التحكم في محتوى «نتفليكس» و«ديزني»؟ (تقرير)

هل من حق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التدخل في المحتوى المقدم على منصات مثل نتفليكس وديزني؟ سؤال يتبادر إلى الأذهان بعد إصدار المجلس قواعد تنظيمية وتراخيص لمنصات المحتوى الإلكتروني، تشمل التزام تلك المنصات بالأعراف والقيم المجتمعية للدولة المصرية.
الدكتور ياسر عبدالعزيز، المستشار في مجالات الاتصال والإعلام، علق على بيان المجلس الأعلى للإعلام قائلا إن المجلس يمثل السيادة الوطنية على المجال الإعلامي في مصر، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن رأيه في طريقة أداء المجلس، لكنه يضمن حصول المُقيمين في مصر على محتوى إعلامي يتسق والمعايير المهنية، ويحافظ على اعتبارات الأمن القومي للوطنية المصرية، وهذا الدور يشمل الوسائط الوطنية والوافدة".
ياسر عبدالعزيز: «لا يتعارض مع حرية التعبير»
وأضاف «عبدالعزيز» في تصريحاته ل«المصري اليوم»، أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لديه حق ممارسة هذا الدور مع منصة نتفليكس وغيرها من المنصات، مؤكدا أن هذا الأمر لا يتعارض بالضرورة مع حرية الرأي والتعبير، كما أن هناك دولا أخرى تلزم نتفليكس بالحصول على ترخيص لضمان اتساق المواد التي تُبث عبرها مع حدود هذه الدول.
الناقد الفني طارق الشناوي، على على بيان المجلس الأعلى للإعلام في مصر بشأن التحكم في المحتوى المُقدم عبر منصات المحتوى الفني مثل نتفليكس وشاهد وديزني.
طارق الشناوي: «سلاحنا الوحيد هو تربية النشء»
وقال الشناوي في تصريح ل«المصري اليوم» إن «أول شيء المحتوى في المنصات الإلكترونية مثل نتفليكس وشاهد وديزني يرتبط بالتصنيف العمري، وهو أساس الأمر».
وأضاف قائلا: «اعتدنا منذ الصغر مشاهدة أفلام الأنيمشن، وكانت لا تحتوي على مشاهد منافية للآداب، وفكرة الرغبة في فرض أفكار مطلقة على المنصات مثل نتفيلكس، غير ممكنة».
وذكر أن «سلاحنا الوحيد في مواجهة الأعمال التي لا تتوافق مع القيم والعادات الشرقية، هو المناعة، بمعنى التربية السليمة للأولاد، أي يجب أن يكون الأطفال والمراهقين خاصة عندما يجدوا أن المحتوى يقع تحت تصنيف عمري فوق عمرهم الحالي لا يتابعوه، ويختاروا فقط الملائم لهم، ولكن فكرة المنع لا يمكن تطبيقها».
وقال طارق الشناوي «ده غير فكرة الممنوع مرغوب، أو باللغة العامية لو قفلنا الباب هيدخلوا من الشباك، لذلك يجب أن نهتم بتربية أولادنا بالشكل الصحيح، ونكون ثقافة المناعة وليس المنع، وأعتقد المجلس الأعلى للإعلام أصدر بيانه عندما وجد الإمارات العربية نشرت بيان، أصدر هو الأخر بيانًا».
وأردف قائلا «للتوضيح إذا يتم تصوير الأعمال الفنية في مصر، يكون لدى الأعلى للإعلام المصري حق الرقابة، ولكن إذا تم تصوير العمل خارج مصر حينها نفقد حق الرقابة عليه، مثل فيلم أصحاب ولا أعز بطولة منى زكي، فهو تم تصويره في لبنان لذلك لم نملك حق الرقابة على العمل، ولن نتمكن من منع عرض الأعمال بشكل كامل».
«الأعلى للإعلام»: «إلزام نتفليكس وديزني بقيم الدولة»
وأصدر المجلس الأعلى للإعلام بيانًا بعد زيادة عدد متابعي المنصات الإلكترونية التي تعرض المسلسلات والأفلام، بهدف الحفاظ على عُرف وقيم الدولة المصرية.
وجاء نص البيان الذي أصدره الأعلى للإعلام: «قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إصدار قواعد تنظيمية وتراخيص لمنصات المحتوى الإلكتروني مثل Netflix وديزنى".
وتابع نص البيان عن القواعد التي سيتم وضعها: «وتشمل التراخيص والقواعد التنظيمية التزام المنصات الُمشار إليها بالأعراف والقيم المجتمعية للدولة".