تجسد إحدى بطلات المقاومة خلال ثورة 1919.. هند صبرى: تدربت على حمل السلاح من أجل «دولت فهمى»

«دور ميترفضش»، هكذا وصفت الفنانة هند صبرى شخصية «دولت فهمى» إحدى بطلات المقاومة المصرية ضد الاستعمار الإنجليزى خلال ثورة 1919، والتى تجسدها فى فيلم «كيرة والجن» الذى تشارك به ضمن موسم عيد الأضحى السينمائى أمام الفنانين أحمد عز وكريم عبد العزيز، وعبرت «هند» خلال حوارها ل«المصرى اليوم» عن سعادتها بما حققه الفيلم من إيرادات ضخمة، وبفخرها لإضافة «دولت فهمى» إلى رصيدها الفنى، وكشفت عن صعوبات الدور وتدربها على السلاح لتقديمه، كما تحدثت عن تصوير الفيلم خلال 3 سنوات بسبب جائحة كورونا، وتداخل ذلك مع شخصيات أخرى قدمتها فى أعمال أخرى، إلا أن المخرج مروان حامد ساهم فى تركيزها فى تجسيد الشخصية، وكشفت «هند» عن استعدادها لتقديم جزء ثان من مسلسل «البحث عن علا»، وعن انتهائها من تصوير النسخة العربية من مسلسل THE GOOD WIFE.. وإلى نص الحوار:
■ ما الأسباب التى حمستك للمشاركة فى «كيرة والجن»؟
- أن العمل يجمع الثنائى المؤلف أحمد مراد والمخرج مراون حامد، وهما ثنائى فنى قوى نجح فى تقديم التجارب السينمائية الهامة من قبل، بالإضافة إلى أنه أول عمل سينمائى يجمع النجمين الكبيرين أحمد عز وكريم عبد العزيز، فالتجربة مختلفة ومميزة، وكل واحد فينا شارك فى هذه التجربة كان يعمل على توسيع صناعة السينما وليس مجرد فيلم، فصناع العمل كانوا حريصين على تقديم عمل تاريخى يدوم ويعيش لسنوات طويلة.
■ تجسدين شخصية وطنية لم يتحدث عنها التاريخ كثيرا.. كيف تعرفت عليها؟
- بالفعل المراجع والكتب التى تحدثت عن دولت فهمى قليلة للغاية، لكنى استعنت بكتاب للصحفى الكبير مصطفى أمين تحدث خلاله عنها، بالإضافة إلى سهرة تلفزيونية قدمت فيها الفنانة سوسن بدر الدور، ودولت فهمى هى إحدى بطلات المقاومة المصرية ضد الاستعمار الإنجليزى ورمز من رموزها، وسعدت جدًا بتجسيدها وفخورة بإضافتها إلى رصيدى وتاريخى الفنى، وأعتبر ذلك فرصة جيدة ليتعرف الجيل الجديد على هذه البطلة التى لا يوجد عنها الكثير من المعلومات فى المصادر التاريخية المتنوعة، وطالما حلمت بتجسيد مثلها على المستوى الشخصى.
■ ما الشىء الذى استفزك فى الشخصية وأجبرك على خوض التجربة؟
- هذه الشخصية أثارت انتباهى وفضولى لمعرفة المزيد عنها، فى ظل كونها رمزًا من الرموز النسوية التى قاومت الاستعمار الإنجليزى، وكان لها دور وطنى كبير وبارز، ومن النساء اللاتى تبنين الحركة النسوية، مما يعكس أهمية الدور الذى لعبته المرأة فى تاريخ مصر، ومن الصعب على أى فنانة أن ترفض مثل هذه الشخصية، أو تفكر مجرد التفكير فى التراجع عن تقديمها على الشاشة، لذا قبلت الدور دون أى تردد، وأعتبر أن تقديم مثل هذه البطلة القوية الملهمة شرف كبير لى.
■ هل هناك تشابه بين شخصيتك الحقيقية ودولت فهمى؟
- شخصية دولت فهمى لا تشبهنى إطلاقًا سواء فى مظهرها الخارجى أو طريقتها الاجتماعية، أو طريقة تعاملها مع الآخرين.
■ ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير؟
- جميع مشاهدى فى العمل صعبة جدًا، خصوصًا أن الفيلم يناقش حقبة زمنية تاريخية قديمة، كل شىء فيها مختلف عن عصرنا، بالإضافة إلى أنه ملىء بمشاهد الحرب والمعارك، لكن الأصعب بالنسبة لى كان مشهد النهاية، بالإضافة إلى أن أغلب المشاهد تم تصويرها ليلا، ودرجة البرودة كانت منخفضة للغاية.
■ فى الفيلم رأيناك تحملين السلاح وتستخدمينه.. هل تدربت على ذلك؟
- خضت الكثير من التدريبات فى إطار الاستعداد لهذا الدور، بداية من التدريب على حمل السلاح بطريقة معينة، لأن المسدس فى هذه الفترة كانت له طريقة مختلفة فى الإمساك والتصويب، كان لا بد أن أتعلمها وأتدرب عليها، حتى لا أعرّض نفسى أو طاقم الفيلم إلى الخطر.
■ «كيرة والجن» يعد التجربة الثانية لك التى تجسدين فيها شخصية تاريخية بعد «الكنز»، ما شعورك؟
- أنا محظوظة، وأشعر بالفخر، خاصة- كما قلت- أننى سبق أن قدمت دور الملكة «حتشبسوت» فى فيلم «الكنز»، والآن أجسد شخصية «دولت فهمى»، وكأننى محظوظة بتقديم الشخصيات النسائية القوية فى التاريخ، التى طالما حلمت بتجسيدها على الشاشة.
■ حتشبسوت أم دولت فهمى التى أرهقتكِ فى تجسيدها؟
- قطعا دولت فهمى.. فهى من أكثر الشخصيات صعوبة فى التجسيد، ولو قارنتها ب«حتشبسوت» أرى أنها أصعب بكل تأكيد فى التحضير والتفاصيل، ومع ذلك لا يمكن أن أنكر سعادتى الشديدة بها، فعلى الرغم من صعوبتها فإنها شخصية مختلفة وأحببتها جدًا.
■ هل ترين أن هناك تقصيرا فى تقديم الأعمال التاريخية؟
- بكل تأكيد هناك نقص فى تقديم هذا النوع الهام من السينما، وأرى أنه آن الأوان لتقديم سينما تاريخية رغم ما تحتاجه من إمكانات ضخمة على كل المستويات، وأن نثبت أننا على قدر المسؤولية فى تقديم سينما مختلفة للأجيال الجديدة، ترسخ فيهم معنى الوطنية.
■ الفيلم تم تصويره فى مدة 3 سنوات تقريبا وشاركت فى أكثر من عمل خلال نفس الفترة.. هل مثل لك صعوبة فى التناغم مع الشخصية؟
- هذا الأمر هو أصعب ما واجهنى فى الفيلم، فتوقف الفيلم أكثر من مرة بسبب جائحة كورونا وتبعاتها، جعلنا نصور فترة ونتوقف ثم نعود، ما جعل من الصعب جدًا العودة إلى تفاصيل الشخصية مع كل عودة، خاصة مع تقديم شخصيات أخرى فى أعمال أخرى، لكن الحمد لله بفضل مروان حامد وإصراره، كنا كفريق عمل ننجح فى العودة إلى امتلاك الشخصية مع أول دوران للكاميرا من جديد، وكان مروان يشعرنا بالطمأنينة ويطلب منا الهدوء، ويؤكد أننا لسنا الوحيدين الذين عانينا من هذه الأزمة، بل كل صنّاع السينما فى العالم، ضاربًا المثل بالفيلم الأخير لتوم كروز، الذى استغرق تصويره 3 أعوام، وها هو الآن تتخطى إيراداته المليار دولار.
■ التعاون الرابع لك مع مروان حامد.. كيف وجدته؟
- مروان حامد من المخرجين المميزين والمختلفين، فالميزة فى مروان حامد أنه مخرج يهتم بالنص وذلك نظرًا لأنه نجل الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، ولذلك دائمًا أفلامه تجدها مع أحمد مراد أو عن نص قوى، وهو من المخرجين الذى يثق فيهم الفنان ثقة عمياء.
■ الفيلم ينافس فى موسم عيد الأضحى.. هل ترين وجوده بين أكثر من فيلم فى صالحه أم ضده؟
- بداية هو ليس فيلما يطرح للعيد، ولكن ما أتمناه أن يكمل نجاحه، بل يعجب الجمهور، فالفيلم يؤرخ لحقبة زمنية مهمة فى التاريخ المعاصر، والمنافسة التى تتحدث عنها مع الأفلام الأخرى فى الحقيقة لا تشغلنى، ولكن ما يشغلنى منافسة نفسى والأدوار التى أقدمها، فأملى أن يجد الجمهور بالدور الذى أقدمه إضافة إلى الأدوار التى سبق أن قدمتها.
■ تعاونت مع أحمد عز أكثر من مرة.. وهذه المرة الثانية مع كريم.. لكن هذه المرة يجتمعان معا فى عمل واحد.. كيف ترين تلك الخطوة.. وكيف كانت الكواليس بينكم؟
- أول يوم كنت مرعوبة رغم أنهم أصدقائى على المستوى الشخصى، وأعتبر ما حدث فى «كيرة والجن» تعاونًا تاريخيًا، ويمكننى أن أصفه ب «العظيم»، وسعيدة جدًا بوجودى فى عمل يحمل اسم نجمين بحجم أحمد عز وكريم عبدالعزيز، وأرى أن وجودهما فى عمل واحد إضافة كبيرة للصناعة، ويجب أن يتكرر ذلك فى أفلام عديدة تجمع بين النجوم الكبار.
■ هل كان هناك خلاف فى وجهات النظر بين النجمين داخل الكواليس؟
- إطلاقا.. بالعكس اكتشفت فى عز وكريم العديد من الجوانب الجديدة، وبينهما كيميا وانسجام من نوع خاص، يظهر بشكل واضح على شاشة السينما، وأعتقد أن الجمهور لمس ذلك فى أول عمل يجمعهما سينمائيًا، بعد ظهورهما مؤخرًا فى مسلسل «الاختيار 3»، فهذه المرة الموضوع مختلف ومثير.
■ تداولت صفحات على السوشيال ميديا أن هناك خلافا دب بين عز وكريم فى الكواليس.. هل هذا صحيح؟
- عز وكريم كانا قريبين بشكل كبير فى الفيلم، ولم تحدث أى أزمة بينهما، وكل ما تردد فى هذا الشأن عار تمامًا من الصحة، فقد اقتربا بشكل كبير من بعضهما البعض، ونشأت بينهما صداقة من نوع خاص، وأعتبر نفسى محظوظة بوجودى فى عمل يشارك فيه النجمان اللذان سبق أن تعاونت مع كل منهما على حدة.
■ وماذا عن الكواليس؟
- شعرت بارتياح كبير فى الكواليس، لكن لم أنس أنهما أكبر نجمين فى العالم العربى، وأننا نعمل تحت إدارة مروان حامد فى عمل ضخم من الناحية الإنتاجية، لذا كان لدىّ إحساس كبير بالمسؤولية، وتوقعت أن الفيلم «هيكسر الدنيا» فى الإيرادات والنجاح، بسبب جمعه بين أحمد عز وكريم عبدالعزيز، نظرًا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها النجمان.
■ بعد «كيرة والجن».. ماذا تخبئ هند صبرى لجمهورها؟
- أعمل فى الوقت الحالى على الجزء الثانى من مسلسل «البحث عن علا»، المقرر عرضه عبر شبكة «نتفليكس»، فالمسلسل رغم صغر عدد حلقاته إلا أنه لاقى ردود أفعال واسعة وصلت إلى دول الخليج، وليس فقد داخل مصر، أعلم أن ال 6 حلقات ليست كافية وأعتذر للمشاهدين لكننا تعبنا جدا كى ننجزها، وإن شاء الله سنتابع التفاصيل فى الجزء الثانى، بالإضافة إلى أننى انتهيت من تصوير عدد من مشاهد مسلسل جديد ينتمى للدراما الطويلة مأخوذ من فورمات أجنبى يحمل اسما مبدئيا «فى مهب الريح»، فى عدد من الأماكن الخارجية فى القاهرة، ومن المقرر تصوير عدد من المشاهد فى أبوظبى خلال الفترة المقبلة، وهو العمل المأخوذ من المسلسل الأمريكى The Good Wife، والذى نال نجاحًا كبيرا وقت عرضه، ومن المقرر عرضه قبل نهاية العام الحالى.