لاقت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، إلى لبنان، انتقادا من قبل بعض القوى السياسية اللبنانية، وهو ما أكده حزب الوطنيين الأحرار بأن هنيّة غير مرغوب به ولبنان ليس منصة صواريخ لأحد. وسأل حزب الوطنيين الأحرار في بيان له قائلا: «ألا يكفينا العراضات المتفرقة التي تشهدها الساحة اللبنانية حتى تكتمل بحضور ضيف غير مرغوب بوجوده»، واستنكر الحزب ما اعتبره «الاستهتار بالقيم والأخلاقيات الدبلوماسية باستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطريقة رسمية فهو لا يمثل سوى المجموعات المنتمي إليها والموضوعة تحت العقوبات"، مشددا على أن "لبنان ليس منصة صواريخ لأحد، وفقا لما نقلت»بوابة العين«. ويزور هنية بيروت حيث التقى على رأس وفد من حماس، الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وعددا من الشخصيات السياسية ورؤساء أحزاب لبنانية بينهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله. وتحدث هنية في تصريحاته من بيروت عن «وحدة الساحات»، في إشارة إلى التنسيق والوحدة بين الفصائل العسكرية التي تدعمها طهران. و اعتبر النائب في حزب الكتائب نديم الجميل أن الرئيس اللبناني ميشال عون باستقباله إسماعيل هنية، يتنازل عن السيادة ويتجاهل الشهداء. وقال عبر حسابه على «تويتر»: «رئيس الجمهورية وهو رمز السيادة الوطنية، باستقباله إسماعيل هنية يتنازل عن السيادة ويتجاهل الشهداء الذين سقطوا من أجل تحرير لبنان ويكرس شرعية المنظمات الفلسطينية المسلحة على أرضه، ويعزز تموضع لبنان في محور الممانعة الذي يخرجه من محيطه العربي»، وتوجه إلى عون قائلا: «كفى تنازلات يا فخامة الرئيس». وذكرت جمعية «لقاء سيدة الجبل» أن كل هذا يحدث في وقت يغرق لبنان أكثر فأكثر في بحر أزماته السياسية والمعيشية بينما تتهرّب السلطة السياسيّة من أدنى مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني، إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يجد متّسعًا من الوقت لاستقبال إسماعيل هنيّة الذي قاطعت السلطة الفلسطينية نشاطاته في لبنان، بينما أضفى الرئيس عون طابعًا رسمياً على زيارته وغطّى مواقفه المستهجنة والمرفوضة من غالبية الشعب اللبناني التي لا تريد أن يكون وطنها منصّة لإطلاق الرسائل الإقليمية، ولا أرضاً منذورة للحروب الداخلية بعوامل خارجية ومحلّية«. وأضاف البيان: تستنكر زيارة هنّية إلى لبنان ويدين المواقف التي أطلقها خلالها، ويحمّل رئيس الجمهورية بصفته رأس الدولة ومقسم اليمين على الدستور اللبناني، المسؤولية المباشرة في تغطية خرق إسماعيل هنيّة للسيادة الوطنية من خلال إطلاق مواقف لا تمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة«. وحذّر لقاء سيّدة الجبل مجدّداً «من مغبّة التساهل السياسي أمام إقحام لبنان أكثر فأكثر في سياسات المحور الإيراني في المنطقة. وأضاف أنه يدعو تكراراً القوى السياديّة والوطنية خاصةً الممثلة في مجلس النواب إلى تبنّي خريطة الطريق الوحيدة التي تكفل خروج لبنان من أزماته الخطيرة، وهي تبدأ وتنتهي بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية بشأن لبنان، كما الالتزام بمبادرة السلام العربي،، وتابع: «أمّا الطرق الأخرى فهي كلّها تودي بلبنان نحو مزيد من الانقسام والانهيار والتداعي».