استفتاء على تعديل دستورى لتقليص صلاحيات نظام الحكم الرئاسى فى كازاخستان

توجه الناخبون فى كازاخستان، أمس، للتصويت فى استفتاء على تعديل دستورى يطوى صفحة عهد الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذى حكم البلاد على مدى 30 عامًا إلى أن هزّت سلطته تظاهرات وأعمال شغب، فى يناير الماضى، أوقعت أكثر من 230 قتيلًا.
وفتح أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع فى كازاخستان أبوابها أمام المشاركين فى الاستفتاء الجمهورى على التعديلات الدستورية لتجريد الزعيم السابق نزارباييف من لقب «زعيم الأمة» الذى كان يمنحه سلطات واسعة النطاق، وقالت لجنة الانتخابات إن نسبة المشاركة بلغت 28.59% بعد 3 ساعات على انطلاق التصويت.
وتم وضع التعديلات تنفيذًا لخطة الرئيس الحالى، قاسم جومارت توكاييف، للإصلاحات السياسية، وتهدف لتسهيل الانتقال النهائى من نظام حكم رئاسى «فائق الصلاحيات» إلى جمهورية رئاسية ببرلمان مؤثر وحكومة خاضعة للمساءلة، مما يستدعى التخلى عن التركيز المفرط للسلطات لدى الرئاسة، بما فى ذلك من خلال تقليص مشاركة رئيس الدولة فى تشكيل مجلس الشيوخ وتأثيره فى عمل الهيئات التمثيلية والتنفيذية المحلية.
وتمنع التعديلات رئيس الدولة من الانضمام إلى الأحزاب السياسية خلال فترة ولايته، وينطبق هذا الحظر على كبار المسؤولين أيضًا، كما يمنع أقرب أقارب الرئيس من تولى مناصب قيادية فى مؤسسات الدولة، كما تهدف التعديلات إلى تعزيز احترام حقوق وحريات المواطنين، وإنشاء محكمة دستورية، وتثبيت مكانة مفوض حقوق الإنسان دستوريًا، وفرض حظر غير مشروط على عقوبة الإعدام. كما سيخلو الدستور فى حال إقرار التعديلات، من ذكر وضع وسلطات وامتيازات الرئيس الأول للدولة نور سلطان نزارباييف. وبحسب توكاييف، يُفترض أن يضع الاستفتاء حدًا للنظام «السوبر رئاسى» الذى لطالما حصر النفوذ بيد نزارباييف.
وكانت البلاد تعرضت لأسوأ أعمال عنف شهدتها منذ استقلالها فى 1991، وسبقتها احتجاجات سلمية على ارتفاع أسعار الوقود تطوّرت إلى صدامات بين قوات الأمن ومدنيين، وقبل الاضطرابات كان الرئيس قاسم جومارت توكاييف (69 عامًا) يعد الذراع اليمنى لنزارباييف، 81 عامًا، الذى تنحى فى 2019، لكنّه احتفظ بنفوذ سياسى كبير، وشكّلت الاضطرابات فرضة لتوكاييف للتحرر من نفوذ الرئيس السابق، ودعا توكاييف الشهر الماضى إلى تنظيم الاستفتاء على التعديل الدستورى.
وخلال الاضطرابات، اتّهم توكاييف «إرهابيين» بالسعى إلى الاستيلاء على السلطة وأعطى توجيهات للجيش ب«إطلاق النار بهدف القتل» خلال الاضطرابات، وفى 8 يناير الماضى، اعتُقل الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى فى كازاخستان كريم ماسيموف، المقرّب من نزارباييف، بتهمة الخيانة بعد إقالته فى أعقاب أعمال الشغب التى شهدتها البلاد، ما عزز التكهنات بصراع على السلطة. وبعد الأزمة، وجّه توكاييف انتقادات علنية لنزارباييف واتهمه بحماية «أثرياء» خلال عهده على حساب الشعب. وأُوقف ابن شقيق الرئيس السابق، خيرت ساتيبالدى، فى مارس الماضى بتهمة الاختلاس.
ويقيم كل من نزارباييف وتوكاييف علاقات وثيقة مع روسيا المجاورة، بالتوازى مع شراكات مع الغرب والصين.
وخلال أعمال الشغب طلب توكاييف من روسيا المساعدة، فأرسلت قوات لإعادة إرساء الأمن فى إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعى، التحالف العسكرى بقيادة موسكو. ومنذ الاضطرابات لم يظهر نزارباييف علنًا، لكنه دعا فى مقابلة حديثة إلى التصويت لصالح التعديلات الدستورية.