طه حسين فى هندسة الإسكندرية

عنوان هذه الرسالة ليس مبالغة بل حقيقة تعاينها إدارة وهيئة تدريس وطلاب كلية الهندسة جامعة الإسكندرية!!.. «نورهان عبدالمنعم حسين» طالبة بالفرقة الإعدادية بهندسة الإسكندرية، متفوقة، ومجتهدة، ولديها عزيمة حديدية، وفى نفس الوقت فإن الله -جلت حكمته وتبارك اسمه- اختبرها بمرض الضعف الشديد فى النظر، لكن بالرغم من ذلك فإنها دائما مبتسمة ومتفائلة ومرحة!
اعتادت أن تحضر إلى مكتبى فى الصباح بصحبة والدتها لتطلب منى برقة شديدة أن أقوم بتوفير ورقة أسئلة الامتحانات بخط كبير، حتى تتمكن من قراءة الأسئلة.. وأمام هذا الإصرار الشديد لاستكمال التعليم الهندسى، فإن الله سخر لها كل إمكانيات الكلية وإدارتها، يأتى فى مقدمتهم الأستاذ الدكتور وكيل الكلية لشؤون الطلاب والتعليم -وبتأييد كامل من الأستاذ الدكتور عميد الكلية- قام سيادة الوكيل بالبحث فى محال مختلفة بالإسكندرية عن عدسة مكبرة حتى تتمكن الطالبة نورهان من استخدامها أثناء الامتحانات،
وفى نفس الوقت قامت الأستاذة وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمى -بصفتها أستاذة العمارة بالكلية- بتوفير حامل متحرك من قسم عمارة حتى تتمكن الطالبة نورهان من وضع العدسة المكبرة عليه أثناء تأدية الامتحانات، وقام الأستاذ الدكتور وكيل الكلية لشؤون البيئة وخدمة المجتمع بتوفير منضدة رسم جديدة ذات أبعاد كبيرة حتى يمكن استخدامها أثناء تأدية امتحان مادة الرسم الهندسى.
الشىء المفرح والمشجع أن نتيجة الطالبة نورهان فى الفصل الدراسى الأول كانت تفوقاً كاسحاً فى جميع المواد التى تم الامتحان فيها، وطبقاً لما أخبرتنا به فقد أدت امتحانات مقررات الفصل الدراسى الثانى بنفس التفوق أيضا!
إنها فى الحقيقة نموذج مشرف للطالب المجتهد الذى لا يستسلم للمرض، بل يتجاوز جميع الصعوبات بروح عالية، وإصرار، وعزيمة!! نتمنى لها التوفيق فى دراستها الهندسية، ونتمنى لها مستقبلاً مشرفاً بإذن الله.. وكم بك يا مصر من نماذج رائعة ومشرفة.
minab@aucegypt.edu