أشار المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إلى أن ما حققته مصر خلال السنوات الماضية أمر مهم ومبهر، بداية من الاستفادة من أصول الغاز والتحول إلى سوق الكهرباء، حيث استطاعت أن تحقق فائضًا بعد العجز، ما أحدث فارقًا فى مجال الطاقة الشمسية، غير أن زيادة الدعم أدت إلى جذب كميات هائلة من الاستثمارات من المؤسسات المالية ورأس المال الخاص، إلى جانب النجاحات التى حققتها فى قطاع الكهرباء. وأضاف «بيرول» أن مؤتمر «إيجبس 2022» ينعقد فى لحظة فارقة لمصر ولإفريقيا وللعالم على صعيدى المناخ والطاقة، فى ظل التحديات الفارقة التى يواجهها العالم اليوم، خاصة تغيير المناخ، لافتًا إلى أن اختيار مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف لمواجهة التغيرات المناخية «Cop27» ممثلة عن إفريقيا، مسؤولية كبيرة. وأوضح «بيرول» أنه فى ضوء هذه التطورات وعقب طلب الحكومة المصرية، فإنه يتطلع إلى انضمام مصر إلى الوكالة الدولية للطاقة كعضو مشارك، واستكمل: «نهتم بتعميق التعاون وعلى استعداد لتقديم أى دعم خلال السنوات القادمة.. فالنفط وأسعار الغاز اليوم أصبحت فى منطقة خطرة، كل الأسواق بعد أن شهدت نموًا استثنائيًا فى أسعار النفط، شهدت نموًا فى الإنتاج من الولاياتالمتحدة وكندا والبرازيل، لكن هذا ليس كافيًا، والبلدان المنضوية تحت (أوبك بلس) لديها أهداف ناجحة، لكن هناك فجوة متزايدة بين الغايات التى وضعوها والإنتاج اليوم»، معربًا عن أمله أن تقوم بلدان «أوبك بلس» بتقليص هذه الفجوة، باعتبارها شريكًا مسؤولًا فى أسواق الطاقة، وتوفير أحجام وكميات كبيرة بحيث يستطيعون تلافى أى مشكلات. وتابع «بيرول»: «فيما يتعلق بالغاز الطبيعى نشهد أيضًا ارتفاعًا فى الأسعار لا سيما فى أوروبا، وهذا فى رأيى أمر مصطنع، فإن تسييس قطاع الغاز فى أوروبا ليس فى صالح أى شخص.. لا المنتجين ولا المستخدمين، ولذلك أتوجه بالشكر لكثير من مقدمى الغاز الطبيعى الذين يوفرونه لأوروبا من الولاياتالمتحدة وصولًا إلى قطر، مرورًا بمصر»، لافتا إلى أن بلدان مثل «النرويج وأذربيجان» أيضًا قامت بزيادة إنتاجها، لذا يجب تلافى أى انخفاض شديد أو تسييس لقضايا الطاقة. وأكد أن مواطنى إفريقيا مسؤولون على الأقل عن 2% من الانبعاثات العالمية التى تحدث تغير المناخ، ومع ذلك فإن الآثار المعاكسة لتغير المناخ تقع أكثرها فى هذه القارة، وأضاف: «هناك مناقشات حول إيجاد حلول لمشكلات المناخ، لكن علينا أن نتأكد أن إفريقيا لا تحمل عبئًا ضخمًا لا يمكنها أن تقوم به، خاصة فى التحول للطاقة النظيفة.. هناك أقل من 4% ممن لديهم القدرة على الحصول على الكهرباء فى إفريقيا جنوب الصحراء، وهى بالطبع مشكلة كبيرة، فعندما ننظر إلى هذه القارة نجد أن لديها قدرة هائلة لإنتاج الطاقة والموارد المعدنية.. فالطاقة الشمسية نعمة كبيرة تنعم بها.. سيكون هناك اجتماع بين الاتحاد الأوروبى وإفريقيا فى بروكسل خلال أيام». وكشف أن حجم الطاقة الشمسية التى يتم إنتاجها فى كل إفريقيا هو نصف الطاقة الشمسية التى تنتج فى بليجكا فقط، لذا لا يمكن حل مشكلة الكهرباء فى إفريقيا فقط بالاعتماد على الطاقة الشمسية، حيث يجب الاعتماد على الغاز الطبيعى المتوفر لديها، لا سيما فى الدول التى تحتاج بشدة هذه الموارد، فعلى سبيل المثال هناك أقل من 40% فى موزمبيق يحصلون على الكهرباء، رغم وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعى بها، واستكمل: «الوصول للكهرباء فى إفريقيا بصورة عامة هو مشكلة كبرى وكثيرًا ما ننساها، فاليوم أكثر من 900 مليون شخص فى هذه القارة يستخدمون طرقًا بدائية للطهى، ووفقا لأرقامنا هذا يؤدى سنويًا إلى وفاة نصف مليون شخص بسبب الأمراض التنفسية.. ومصر ستمثل إفريقيا فى مؤتمر الأطراف ال27 وستنصب كل الأعين عليها، وستتلقى الكثير من الاقتراحات من العديد من الدول حول مشكلات الطاقة». واقترح المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية أن تكون الأولوية لكيفية الجمع بين المؤسسات المالية وإقامة الآليات من أجل توفير وتسريع الاستثمار فى إفريقيا وقطاع الطاقة فيها، وهذا سيكون أولوية كبيرة لمصر لكى تساعد القارة للحصول على الطاقة وتعزيز نموها وتنميتها الاقتصادية، وتابع: «من الممكن أن تأخذ شركات النفط والغاز فى مصر موضعها المناسب فى التاريخ، وتساعد فى الوصول إلى تكنولوجيا الطاقة النظيفة، مثل احتجاز الكربون وتخزينه، ما يحتاج إلى استراتيجيات كبيرة وخبرة واسعة لكى تساعد فى الحصول على هذه التكنولوجيا فى وقت قريب، وهى مسؤولية كبيرة على الرعاة فى هذا المعرض.. أعين العالم ستصبوا نحو مصر هذا العام، وبمعرفتى بما حققته، فمن الرائع أن تكون هى الشخص المسؤول عن الحفاظ على استدامة هذا الكوكب».