استنفار أوروبى لمواجهة تدفق المهاجرين عبر «بيلاروسيا»

توالت تحذيرات المفوضية الأوروبية وألمانيا وبولندا، من تفاقم أزمة المهاجرين على الحدود الشرقية لدول الاتحاد الأوروبى عبر بيلا روسيا، وأدت محاولات اختراق متكررة للحدود البيلاروسية البولندية إلى استنفار داخل الاتحاد الأوروبى.
وحذر رئيس الوزراء البولندى ماتوش مورافيتسكى، أمس، من أن الموجة غير المسبوقة من المهاجرين الذي يحاولون دخول بولندا بصورة غير قانونية من بيلاروسيا تهدد أمن الاتحاد الأوروبى برمته، وقال مورافيتسكى إن «إغلاق الحدود البولندية من مصلحتنا الوطنية، لكن استقرار وأمن الاتحاد الأوروبى برمته على المحك».
وأكد أن «هذا الهجوم الهجين من نظام الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشنكو يستهدفنا جميعا، لن نرضخ للتخويف وسندافع عن السلام في أوروبا مع شركائنا من الحلف الأطلسى والاتحاد الأوروبى».
ونفت بيلاروسيا الاتهامات بتدبير موجة الهجرة معتبرة أنها «لا أساس ولا مبرر لها». وحذرت، مينسك بولندا من القيام ب«استفزازات» على الحدود واتهمتها بتصعيد التوتر بصورة «متعمدة».
وقال المتحدث الرسمى باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر إن «مئات الأشخاص يتجهون نحو معبر كوشنيتسا الحدودى. حاولت مجموعة منهم أن تعبر الحدود»، معتبرًا أن العملية نظّمها «أشخاص مرتبطون بأجهزة خاصة من بيلا روسيا».
وبدوره، اعتبر حلف شمال الأطلسى «ناتو» استخدام مينسك المهاجرين «غير مقبول».
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن تدفق المهاجرين على حدود الاتحاد الأوروبى عبر بيلاروسيا «هجوم هجين» على الاتحاد، ودعت لاتخاذ إجراءات رادعة ضد مينسك. وقالت فون دير لاين في بيان: «أدعو بلدان الاتحاد الأوروبى لإقرار توسيع نظام العقوبات ضد سلطات بيلاروسيا المسؤولة عن هذا الهجوم»، وأضافت أن «السلطات البيلاروسية يجب أن تدرك أن الضغط على الاتحاد الأوروبى من خلال الاستغلال الوقح للمهاجرين لن يساعدها في تحقيق أهدافها».
ويدرس الاتحاد الأوروبى إمكانية فرض عقوبات على شركات الطيران للدول غير الأعضاء في الاتحاد التي تشارك في نقل المهاجرين إلى بيلاروسيا، وسيطلب الاتحاد الأوروبى مساعدة الأمم المتحدة في إعادة المهاجرين إلى البلدان التي قدموا منها.
وطالبت ألمانيا المفوضية الأوروبية ب«اتخاذ إجراءات» للحدّ من تدفّق المهاجرين من بيلاروسيا إلى بولندا، وقال وزير الداخلية الألمانى هورست سيهوفر: إنّ تدفّق المهاجرين مشكلة «لا تستطيع بولندا أو ألمانيا التعامل معها بمفردهما، ويجب أن نساعد الحكومة البولندية على تأمين حدودها».
واتهم الاتحاد الأوروبى مرارا، رئيس بيلاروسيا بتدبير موجة من المهاجرين واللاجئين، معظمهم من الشرق الأوسط، لمحاولة دخول الاتحاد الأوروبى، ردًا على عقوبات بروكسل على بلاده بعد حملة قمع وحشية استهدفت المعارضة.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، أمس، أنّ بولندا نشرت 10 آلاف جندى قرب الحدود المشتركة، وهو ما يعتبر «نشاطاً عسكرياً مهماً»، وخرقاً للاتفاقات الثنائية معها. وقالت الوزارة إنّ «اتهامات بولندا لنا بخرق حدودها، وافتعال أزمة المهاجرين على الحدود بين البلدين، لا تستند إلى أدلّة».