قال وزير الإعلام اللبنانى، جورج قرداحى، أمس، فى تصريحات لقناة «الجديد» اللبنانية، إن استقالته «غير واردة»، بعدما أثارت تصريحات له حول اليمن غضب السعودية، التى استدعت مع دول خليجية أخرى سفراءها من بيروت، فى الوقت الذى تتفاقم فيه الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، على خلفية تصريحات «قرداحى»، وجاءت تصريحات «قرداحى» بعدما قال وزير الخارجية اللبنانى إن «قرداحى» يدرس قرار الاستقالة من أجل مصلحة لبنان، بينما أكد البطريرك المارونى، بشارة الراعى، أمس، أنه يجب على الحكومة اللبنانية اتخاذ «خطوة حاسمة لنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية- الخليجية». وطردت السعودية السفير اللبنانى واستدعت سفيرها، وحظرت جميع الواردات اللبنانية، وحذت البحرين والكويت حذوها، بينما قالت الإمارات إنها ستسحب جميع دبلوماسييها من لبنان ومنعت مواطنيها من السفر إلى بيروت. ورأى خبراء ووسائل إعلام عربية أن الحكومة اللبنانية تأخرت فى اتخاذ الموقف المسؤول المفترض أن يصدر عن الحكومة، بدلا من الاكتفاء ببيانات لا تقنع الدول الخليجية بصدق نوايا لبنان الرسمية تجاهها، مما يطيل من أمد الأزمة وتداعياتها على الاقتصاد اللبنانى المتداعى. وقال وزير الخارجية اللبنانى، عبد الله بو حبيب، إن قرداحى يدرس مقترح الاستقالة، وكشف أن بيروت طلبت وساطة واشنطن لتقريب وجهات النظر مع أطراف الخلافات الحالية، وأوضح الوزير اللبنانى أن «اجتماع خلية الأزمة، أمس الأول، بحث أزمة تصريحات قرداحى، ونريد وقتا لأن هناك تعقيدات، وأوضح أن قرداحى مدرك للمصلحة اللبنانية وكرامته نحافظ عليها، وحول استنتاج البعض بأن طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتى من قرداحى تقدير الموقف هو إشارة للاستقالة، قال وزير الخارجية إن قرداحى يدرس هذا الاقتراح ويعرف أن مصلحة لبنان قبل مصلحته شخصيا، لكن عنده نوع من الارتباطات من أجل أخذ القرار، فى إشارة إلى حلفائه، موضحا أنه «ليس هناك موعد محدد للاستقالة، ولكن نتمنى أن يكون هناك قرار سريع»، واستبعد وزير الخارجية التكهن بإمكانية استقالة قرداحى، وأوضح أنه توجد مكونات عديدة فى لبنان وفئات كثيرة وعلى قرداحى التشاور معها، كما استبعد أن تؤدى تلك الأزمة مع دول خليجية لاستقالة حكومة ميقاتى. وفى المقابل، قال وزير الخارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، مساء أمس الأول، إن سبب الأزمة مع لبنان يعود إلى هيمنة وكلاء إيران على القرار السياسى اللبنانى، وأضاف أن هيمنة حزب الله على النظام السياسى فى لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذى جدوى، مؤكدا أن المملكة لا تتدخل فى شؤون لبنان ولا تملى عليه شيئاً، ولكنها تدعم أى جهود نحو إصلاح شامل يعيد إلى لبنان مكانته العربية.
