روائى مصرى تنبأ بتوقف منصات التواصل فى «كاتاتونيا»

رواية «كاتاتونيا» هى العمل الأحدث للكاتب سامح مبروك، وقد تزامن طرحها مع حدث كبير هزَّ العالم لسبع ساعات، حينما حدث انقطاع تام لعدد من منصات التواصل الاجتماعى مما جعل القنوات الإخبارية تضج بالمتابعات والأخبار عن تطوراته والبحث فى أسبابه دون الوصول لمحض نتيجة ولا استنتاج، اللهم إلا الكشف عن مدى هشاشة الأنظمة الحاكمة لتلك المنصات.
وربما أزاح هذا الانقطاع المفاجئ الستار عن التساؤل المؤرق الذى يتحاشى المجتمع ككل طرحه، ماذا يحدث لو فقدنا بالكلية تلك المنصات؟ ماذا يحدث لو غابت شمس التكنولوجيا عن العالم بالكلية؟ هل سيغرق العالم كله فى ظلام دامس لا فجر له؟ إن كنت بالفعل تبحث عن إجابات لتلك الأسئلة الوجودية فيتوجب عليك قراءة رواية «كاتاتونيا- أعراض انسحاب»، لعلك تجد الجواب، فقد عمد الكاتب سامح مبروك من خلال روايته الجديدة التى تصدر عن دار الحلم للنشر والتوزيع، أن يرسم بدقة حالة المجتمع الحالى ومدى الترهل الذى وصل إليه بعدما أحكمت الشبكة العنكبوتية بمنصاتها المختلفة خيوطها حول حياة البشر.
وأصبحت هى المحرك الرئيسى لسكناتهم قبل حركاتهم، ثم يطرح الكاتب تلك القضية الوجودية بمشهد درامى سوداوى، حيث يصف تلك اللحظة التى يسقط فيها العالم فى جُبِّ الظلام الدامس بعد انقطاع كافة أشكال التكنولوجيا إثر تعرضه لهجمة سيبرانية مدمرة. ثم يصف الكاتب بدقة تلك الحالة التى اجتاحت العالم بعد فقدان المحرك الأساسى لحياة البشر وما عاناه البشر من حالة اكتئاب وصلت لدرجة مرض «كاتاتونيا»، ويزين الكاتب روايته بنهاية غير متوقعة تصدم القارئ وتجعله يفكر كثيرًا ويتساءل: أيُعقل أن يحدث هذا بالفعل؟ بالفعل رسم الكاتب سامح مبروك فى روايته «كاتاتونيا- أعراض انسحاب» الصورة القاتمة للمجتمع قبل وبعد انسحاب التكنولوجيا منه بدقة وبراعة متناهية، وبطريقة تجذب القارئ من البداية إلى النهاية.