الأزمة المناخية خطر جديد داهم يهدد الحياة البشرية، وينذر بكوارث غير مسبوقة، وعواقب اجتماعية وخيمة، لعل أبرزها تعرض الملايين من البشر للعبودية الحديثة والبيع والشراء كالسلع. ويرغم القحط والجفاف والفيضانات، الناجمة عن تلك التغيرات، العمال من المناطق الريفية على الرحيل، مما يؤدى إلى استغلالهم فى المدن، حسبما حذر تقرير جديد أصدره المعهد الدولى للبيئة والتنمية، والذى أوضح أن ملايين البشر سوف يضطرون إلى مغادرة منازلهم بسبب الجفاف الشديد والفيضانات الكاسحة، مما يعرضهم على مدى العقود المقبلة إلى الوقوع فى براثن النخاسين. أكد التقرير أن الأزمة المناخية العالمية والتكرار المتزايد لكوارث الطقس، والتى تشمل الحرائق الكبرى، تسبب فى تأثير مدمر على أرزاق الناس الذين يعيشون بالفعل فى فقر مدقع، مما يجعلهم عرضة للعبودية. وقال الباحثون بالمعهد الدولى للبيئة والتنمية، والصندوق الدولى لمكافحة العبودية، إن الجفاف فى شمال غانا دفع الشباب من الجنسين إلى الهجرة إلى المدن الكبرى، حيث بدأت نساء كثيرات العمل فى مهن شاقة كحمل الأمتعة، مما يعرضهن إلى الاتجار والاستغلال الجنسى و«عبودية الديون»، وهو نوع من العبودية الحديثة، والذى يتورط بسببه العاملون فى العمل ويتعرضون للاستغلال حتى يتم سداد الدين الذى عادة ما يكون «ضخما». وذكر البنك الدولى فى تقديراته أن تأثير الأزمة المناخية، والذى يتمثل فى ضعف إنتاج المحاصيل، وشح المياه وارتفاع مناسيب البحار، سوف يجبر بحلول عام 2050، ما يزيد على 216 مليون شخص عبر ست مناطق من بينها إفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية، على مغادرة منازلهم. ووجد الباحثون بمعهد البيئة وصندوق مكافحة العبودية أن هؤلاء المهربين يستهدفون الأرامل والرجال اليائسين من عبور الحدود إلى الهند للبحث عن عمل ودخل مالى، ومن ثم يجبر ضحايا الاتجار فى البشر غالبا على العمل الشاق والدعارة، بينما يعمل البعض فى ورش ومصانع صغيرة على طول الحدود. وقال مستشار التغيرات المناخية والعبودية الحديثة بالصندوق الدولى لمكافحة العبودية، فان ويت: «بحثنا يلقى الضوء على ما يمسى تأثير الدومينو الناجم عن التغيرات المناخية، على حياة ملايين البشر»، مشيرا إلى أن تقلبات الطقس العنيفة تساهم فى تخريب البيئة، وتجبر الناس على مغادرة منازلهم وتتركهم عرضة للاتجار والاستغلال والعبودية.
