يقوم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بأول زيارة خارجية له منذ أن خضع في شهر يوليو الماضي لجراحة في الأمعاء. وتستغرق زيارته لوسط أوروبا أربعة أيام، والتي لن تكون بمثابة اختبار لحالته الصحية فحسب، ولكنها ستنطوى على واحدة من أكثر اللحظات الغريبة في باباويته، والتي تتمثل في لقائه مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والذي ينتمي إلى تيار شعبوي، فضلا عن كونه زعيم يميني من النوع الذي يزدريه البابا، حسب تقرير لوكالة أسوشيتيد برس اليوم . ومن المقرر أن يقضى البابا فرانسيس سبع ساعات فقط في بودابست غدا الأحد، قبل أن يتوجه في في جولة تستغرق ثلاثة أيام لسلوفاكيا المجاورة . ولفت التقرير إلى أن خط سير الرحلة غير المتوازن يشير إلى أن فرانسيس يرغب في تجنب منح أوربان حقوق المفاخرة والدعم السياسي والفرص في التقاط الصور التي تأتي مع استضافة البابا للقيام بزيارة رسمية ملائمة . وأعرب منظمو الرحلة عن إصرارهم بأن فرانسيس لا يزدري المجر، مشيرين إلى أن الكنيسة والدولة المجرية وجهوا له الدعوة لاختتام مؤتمر دولي حول القربان المقدس غدا الأحد . في حين قال سكرتير عام المؤتمر القس كورنيل فاربي :«إذا تم دعوتي إلى مأدبة عشاء فحسب، فإنني لا أستطيع أن أمضي الليل كله هناك» . ونبه التقرير إلى أن أوربان معروف بموقفه المتشدد إزاء الهجرة ووصفه مرارا لحكومته بأنها مدافعة عن «الحضارة المسيحية» في أوروبا، وأنه الحاجز المنيع ضد الهجرة من الدول ذات الأغلبية المسلمة، مستطردا بأنه رفض في عام 2005 توطين اللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا للمجر وأقام سياجا حديديا على طول الحدود الجنوبية لبلاده لمنع دخول طالبي اللجوء من دول الاتحاد الأوروبي . و أشار إلى تضامن فرانسيس طويلا مع المهاجرين واللاجئين، حيث اصتطحب معه نحو عشرة لاجئ سوري مسلم مع إلى وطنه أثناء رحلة في معشكر لاجئين باليونان، كما انتقد ما وصفه ب«الشعبوية القومية» التي تمثلها حكومات مثل حكومة المجر .