افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس عددًا من المشروعات السكنية بمدينة بدر، يتم من خلالها نقل سكان المناطق العشوائية إلى سكن بديل آمن. وقال الرئيس، خلال الافتتاح، إن الظروف الاقتصادية للدولة تغيرت ولن نقبل باستمرارها. وأضاف أنه تم رفع أجور العاملين بالدولة لحد أدنى 2400 جنيه للفرد، عندما تم رفع سعر رغيف العيش من 5 قروش إلى 18 قرشًا، فى حين كانت الأجور قبل رفع سعر العيش 400 جنيه فقط للفرد، لذلك نسعى لتحسين أوضاع الناس مع الزيادات، وقال إن الظروف الاقتصادية تغيرت، وهو ما يتطلب زيادة فى الأسعار، موضحًا أن حجم الدعم للمواطنين فى 10 سنوات يصل ل3 تريليونات جنيه، متابعًا: «فلوس الدعم موجودة بس لازم تتنظم». وتابع السيسى: «عاملين حسابنا العاصمة تدخل البورصة فى أقرب فرصة.. الملاءة المالية الموجودة فى صندوق الشركة 100 مليار جنيه، ونتحدث عن أموال سائلة تصل ل100 مليار جنيه لشركة العاصمة الإدارية»، لافتًا خلال حديثه إلى أن الدعم السنوى للدولة يصل إلى 3 تريليونات. وأضاف: «سهل عليا أزود الدعم على العيش والتموين، بدل مشروعات تطوير العشوائيات لكن الحياة الكريمة أهم»، مؤكدا أن تطوير الريف المصرى سيأخذ ثلث ميزانية الدعم ليعيش أهلنا فى الريف فى مكان آدمى به خدمات متكاملة. وتابع: «لازم أرتب ورق البلد لتصبح دولة ذات شأن، ولازم كل الناس تستقبل كلامى لأنى بختار الطريق الصعب أوى»، مشيرًا إلى أن الهدف من طرح الوحدات السكنية ليس المنافسة مع القطاع الخاص وإنما تحقيق التوازن. وشدد على أن النمو السكانى غير المخطط يعيق استراتيجية الدولة، ويعد مشكلة كبيرة فى ظل نقص الموارد. وأكد أن النمو السكانى الذى يفوق طاقة مصر يترتب عليه ممارسات وسلوكيات مثل التى كادت تدمر الدولة فى عام 2011. وقال: «أنا دائمًا بتكلم على أن قضية الوعى هى أخطر قضية تواجه المجتمع ليس فقط فى مصر بل فى كل مكان فى العالم، فالناس ترى واقعًا وتقول هذا الوقع من السبب فيه، ضعف المسؤولين أو لا يوجد إرادة سياسية لحل القضية، ولا إيه الحكاية.. الموضوع بكامله عبارة عن أمور مركبة تنتج حالة يصعب على الدولة تجاوزها. والمجتمع فى النهاية يريد أن يعيش ولكن ليس بمثل تلك الطريقة». وأكد الرئيس السيسى ضرورة الربط بين النمو السكانى والإشكاليات التى واجهت المجتمع خلال المائة عام الماضية، لافتًا إلى أن النمو السكانى قد لا يعد مشكلة فى الدول التى لديها موارد تمكنها من تلبية احتياجات سكانها، وأضاف أن الدول التى ليس لديها موارد كافية لتلبية مطالب سكانها تتصرف وفقًا لإمكانياتها المتاحة. ووجه الرئيس السيسى تساؤلًا إلى علماء النفس والاجتماع بشأن القيم والمبادئ والسلوكيات والطموح الذى يتسم به الأطفال فى تلك المناطق غير الآمنة، مؤكدًا أن ما تحقق على أرض الواقع فى مصر من 2011 وحتى الآن يعد فضلًا من الله، متابعًا أن «الوضع فى عام 2011 شهد تقاتلًا مع بعضنا البعض انعكس بشكل سلبى على الدولة كاد يتسبب فى ضياعها مثل الدول التى شهدت أوضاعًا فى المنطقة، والحل للوضع الحالى يكمن فى ضبط النمو السكانى وتنظيم إنفاقنا»، لافتًا إلى أن أى عائد للدولة من وراء المشروعات يستهدف تغيير حياة الناس، فالشقق السكنية التى ستسلمها الدولة للمواطنين يتراوح ثمنها ما بين 400 و450 ألف جنيه غير ثمن الأرض والمرافق، علاوة على تزويدها بالأثاث الذى قد تبلغ تكلفته 50 ألف جنيه بدون مقابل، وذلك احترامًا لأهلنا، لافتًا إلى أهمية تحمل المواطنين تكلفة الصيانة كالأسانسير أو المرافق للحفاظ عليها. وشدد على ضرورة إعادة ترتيب وصياغة الدعم المقدم للمواطنين حتى تتمكن الدولة من تنفيذ خططها، مشيرًا إلى أن الدولة وفرت للمواطنين شققًا سكنية بقيمة 500 ألف جنيه للشقة، وقال إن الدعم الذى تقدمه الدولة للمواطنين يبلغ 275 مليار جنيه سنويًّا، بما يعنى حوالى 3 تريليونات جنيه خلال 10 سنوات، مشيرا إلى أن تكلفة مشروع تطوير الريف المصرى وتزويده بالمرافق كالصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء وتبطين الترع والصحة والتعليم وغيرها تتراوح ما بين 700 و800 مليار جنيه على مدى 3 سنوات. وأشار إلى أن معدلات تغطية الصرف الصحى فى القرى ارتفعت إلى 40% حاليًّا مقابل 12-13% عند توليه المسؤولية، وأن الدولة ستتولى تنفيذ تغطية ال60% الباقية من الصرف الصحى، وأن تكلفة مشروع تطوير الريف المصرى تعادل ثلث فاتورة الدعم المقدم للمواطنين وذلك لتغيير حياة أكثر من 50 مليون مواطن وبما يمكنهم من توفير حياة كريمة لهم. وأكد أنه لن يتم إلغاء الدعم بل سيعاد تنظيمه، مشددًا على أنه سيتصدى للقضايا المرتبطة به وإعادة ترتيب كل الأوراق لكى تكون مصر دولة ذات شأن، وأنه قد اختار الطريق الصعب بدلًا من السهل. وقال الرئيس «أنا مش هلغى الدعم ولا حاجة متخافوش إنما سأعيد تنظيمه.. وسأتصدى للقضايا كما تصديت لها من قبل ولن أسمح لبلدنا أن يبقى فيها الكلام ده، لابد من ترتيب أوراق البلد حتى تكون دولة ذات شأن، وكل الناس تدرك أننى اخترت الطريق الصعب للغاية بدلا من السهل الذى كان سيترتب عليه ترك وضع الغلابة كما هو مع زيادة الخبز ودعم التموين، نحن لا يجب أن نعيش هكذا بل يجب أن نعيش بشكل آدمى محترم». وأضاف أنه يتحدث فى القضايا ويصر عليها، ليس من منطلق وجهة نظر بل عن دراسة متعمقة للأوضاع فى مصر استمرت 50 عامًا. وتابع: «إحنا قاعدين نشتغل ربنا وحده اللى يعلم والحكومة وكما قلت قبل ذلك تتعذب معى وستتعذب وأى مسؤول سيعمل فى الدولة لازم هيتعذب لأن ظروف بلدنا تتطلب منا أن نتعذب لكى نحول حياة الناس والبلد من لا دولة إلى دولة، البلاد اللى تبقى كده دى بلاد مش عايشة، البلاد اللى زى كده مش شايفة الدول الأخرى وليس لها مستقبل، والأطفال الذين ينشأون فى تلك المناطق غير الآمنة قد يعملون على الإضرار ببلادهم لأنهم لم يستفيدوا منها، والشخصية التى ستنشأ فى مثل هذه الحياة لن تكون سوية وقادرة على العطاء». وأضاف أن حديثه عن منظومة رغيف الخبز أثار استغراب الناس، ضاربًا مثالًا برغيف الخبز الذى كانت تبلغ تكلفته 18 قرشًا كان يُباع بقرشين، لافتًا إلى أن تكلفة رغيف الخبز حاليًّا 65 قرشًا ويباع بخمسة قروش، وقال إن زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 2400 جنيه حاليًّا مقابل معدل يتراوح ما بين 400 و500 جنيه عام 2011، يستهدف مواجهة ارتفاع الأسعار بتحسين أحوال الناس المعيشية، مؤكدا أن هذا الأمر يستلزم ضبط النمو السكانى. وتابع الرئيس: «ذلك الدعم- الذى كان يقدم من 30 سنة لنحو 30 مليون مواطن- يقدم حاليًّا لنحو 70 مليون مواطن، وهو ما خلق أزمة تتعلق بزيادة قيمة السلعة وحجم المستفيدين، وهذا أمر لا يمكن أن نستمر فيه، وفى هذه الحالة يستوجب توفير الخبز لعدد ضخم من السكان، وهو ما لا تستطيع أى دولة أن تقدر عليه». وقال الرئيس السيسى إن أمانة المسؤولية تقتضى قيامه بالتصدى للمشكلات التى نواجهها وعدم ترحيلها للأجيال القادمة، مشيرا إلى أنه لن يكون موجودا فى السلطة عندما يتم توفير رغيف الخبز لنحو 120 أو 130 مليون مواطن. وتابع الرئيس: «هل أنا سأبقى فى الوقت الذى يقدم فيه رغيف الخبز إلى نحو 120 أو 130 مليون مواطن.. لا طبعا لن أكون موجودا لكن أرجو أن ننتبه بأن الأمانة تقتضى أن تكون فاهمًا ما يحدث والتعامل معه وعدم تجاهله.. لكن أنا لو قلت أنا مش هبقى موجود فى الوقت ده واللى موجودين ربنا يوفقهم وأنا كنت شايف وفاهم اللى هيحصل للبلد دى بالطريقة اللى إحنا ماشيين بيها دى، ربنا هيحاسبنى وهيقولى إنت كنت فاهم وساكت ليه.. هقوله أصل أنا كنت عايز أستمر كنت عايز أفضل على الكرسى على طول فلازم أخلى بالى.. هيقولى الكرسى ده أنا اللى جبتك فيه وأنا اللى همشيك منه.. مالك الملك يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.. لا أحد بيجيب حد ولا أحد بيمشى حد طيب إنت عملت كده ليه أقوله إيه أنا ساعتها؟!».