طارق الشناوى يرصد حياة «حسن حسنى» فى كتابه الأحدث «الجوكر»

«لدىّ قناعة بأننى قدمت فى حياتى ما كنت أعتقد أنه الصواب، أخطأت قطعًا، فأنا إنسان يخطئ ويصيب، ولكننى موقن بأننى لم أتعمد ذلك».. هكذا كان الجوكر حسن حسنى يرى نفسه، عاش إنسانًا، معطاءً، فنانًا، امتلك أدواته واتقن أدواره، فقدم للتاريخ أفلامًا ومسلسلات تعيش معنا حتى الآن، ووصل رصيده لأكثر من 400 عمل فنى.
فى 259 صفحة، صدر عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب «الجوكر.. حسن حسنى يروى سيرته»، للناقد السينمائى طارق الشناوى، فى 4 فصول، حيث تناول فى الفصل الأول، لمحات من مشوار حسن حسنى، وفيه تناول نماذج من الأفلام التى شارك فيها الفنان، منها المواطن مصرى، وعفاريت الأسفلت، وعبود على الحدود، واللمبى، واللى بالى بالك، وميدو مشاكل، عوكل، وزكى شان، أما الفصل الثانى، فعنونه ب«الإنسان والفنان وجهان لعملة واحدة»، حيث تناول شخص الفنان حسن حسنى بعيدًا عن الكاميرا، وعرض فى الفصل الثالث «إطلالة عن قرب» وتناول فيه كلمات عن الفنان من خلال 25 شخصية، بينهم رفيقة دربه زوجته ماجدة، وأخيرًا فى فصله الرابع رصد «فيلموجرافيا» أعمال الفنان الراحل من أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية وإذاعية ومسرحيات، واختتم الكتاب بألبوم صور وذكريات للجوكر حسن حسنى.
فى كتابه، استهل الناقد السينمائى طارق الشناوى حديثه عن الفنان حسن حسنى وقال: «ألقاب عديدة صارت ترتبط مباشرة باسم الفنان الكبير حسن حسنى. هل هو «الجوكر» إذ تتعدد الأدوار التى تسند إليه وقماشته الإبداعية قادرة على إقناعنا بها، أم أنه «المشخصاتى» الذى يذوب تمامًا فى مفردات الشخصية التى يؤديها، أم هو «الأسطى» الذى يصبح المرجعية التى يلجؤون إليها عندما يستعصى عليهم الدور، أم لعله بعد كل هذا العمر والعطاء أصبح «شيخ حارة التمثيل»...؟ كل الصفات السابقة يستحقها وعن جدارة حسن حسنى».
لعل من أبرز الأدوار التى يظل يتذكرها عدد كبير من الجمهور أفلام، عبود على الحدود مع الفنان الراحل علاء ولى الدين، والباشا تلميذ مع كريم عبد العزيز، وميدو مشاكل وزكى شان، واللمبى وعوكل، مع الفنان محمد سعد، وغيرهم الكثير، يقول «الشناوى»: «حسن حسنى تحول إلى تميمة نجاح للنجوم الجدد، وإذا لم تكن هناك دراما فإن قانون توزيع الضحك على حسب الأهمية يتيح لحسن حسنى الحصول على نصيب أوفر».
ويرى «الشناوى» أن حسن حسنى قادر على أن يتشكل إبداعيًا طبقًا للدور وما يفرضه عليه من تبعات، فلم يستطع أحد تنميطه فى قالب محدد، رغم أن السينما المصرية بطبعها وعلى سبيل الاستسهال تشجع الجميع على التنميط، لافتًا إلى أنه واحد من هؤلاء القادرين على توجيه مشاعرنا لكى نبكى أو نضحك.
فى حواره مع «الشناوى»، أشار الفنان حسن حسنى إلى سر نجاحه إذ قال إنه عندما يعرض عليه عمل يقرأ شخصيته بعين الممثل، وأكد «أجعل الشخصية هى التى تقودنى.. أترك نفسى لها تمامًا، أنا لا أفرض حسن حسنى على الشخصية، بل أتركها هى التى تفرض نفسها على حسن حسنى».
«شعلة نشاط».. هكذا وصفته زوجته ورفيقة العمر «ماجدة»، أوضحت أنه كان طفلا مبهجا متسامحا، تزوجا صدفة فى عام 1995، أثناء تصويره مسلسلا، وقالت عنه: «رغم أن لديك جبلا من الحنان تنثره على من حولك، لكنك طفل مشاغب حنون فيه الكثير من البراءة والكثير الكثير من الشباب، لذلك لم أر فيك الأب لى، أعترف أنك وقفت بجانبى كثيرًا فى أزمتى، وكما كنت سندًا للنجوم الشباب، فقد كنت سندًا لى فى الحياة.. أنا وأنت أقدارنا واحدة، وربنا من اختارنا لبعض، أقل ما يقال عنك من زوجتك أنك سندى وقوتى».
سجَّل «الشناوى» شهادات بعض الفنانين عن الراحل حسن حسنى، وفى معرض حديثهم عنه استعرضوا مواقف ولمحات من شخصه، كما وصفوه بعدة صفات، إذ قالت «يسرا» إنه «الخال» له بصمة مختلفة وصادقة وله كاركتر خاص به، أما إسعاد يونس فكانت تراه السهل الممتنع، وقالت عنه إنه كان «موهبة بلا شاطئ».
أما محمد العدل فوصفه ب«المشخصاتى كما يجب أن يكون»، كما وصفه عماد الدين أديب ب«مدرسة ينفرد بها عن غيره»، أما عبد الرحيم كمال فقال عنه إنه «الأب الشرعى والداعم لكل جيل الكوميديا».
وصفه وحيد حامد ب«شخصية مصرية على سجيتها»، أما المخرج شريف عرفة فقال عنه إنه «يملك الخلطة النادرة للموهوبين»، وقال عنه الفنان مصطفى خاطر إنه «بروفيسور الضحك ومايسترو المسرح الخاص ورمانة ميزان صناعة السينما».