كنائس المنيا تستعيد بهاءها بعد محو آثار «إرهاب الإخوان»

أعادت الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2» أجواء وذكريات أحداث العنف التى شهدتها المنيا، على يد جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارهم، وامتدت إلى تخريب عدد من الكنائس فى المحافظة، منذ 8 سنوات، وكانت كنيسة الأنبا موسى بمدينة المنيا تعد آخر الكنائس التى أعادت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إعمارها، وتم تسليمها لمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالمحافظة.
ففى 5 يناير 2020 أدى أقباط مدينة المنيا أولى الصلوات فى كنيسة الشهيد الأنبا موسى الأسود، بعد سنوات من تدمير الإخوان كنيستهم فى أحداث عنف فض اعتصامى رابعة والنهضة، وكنيسة الأنبا موسى بالمنيا هى الكنيسة التى تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته خلال قداس عيد الميلاد المجيد فى 2017 بالكاتدرائية بالقاهرة، حيث تعد آخر كنيسة فى مصر تتم إعادة إعمارها، وذلك بعد إعمار كل الكنائس والمؤسسات القبطية، التى خربت على يد الإخوان فى عام 2013.
وبشكل عام تغيرت الأجواء فى عشرات الكنائس مقارنة بالأعوام الماضية، بعد أن كست الفرحة جدران الكنائس وتلألأت أيقوناتها الجميلة على الجدران ومحيت آثار الحرق، وذلك بتكفل القوات المسلحة بأعمال إعادة الإعمار والترميم بتلك الكنائس، والتى كانت تعرضت للحرق والتدمير بيد الإرهاب فى أغسطس 2013.
ويؤدى أقباط المنيا صلوات قداس عيد الميلاد فى أجواء مختلفة مقارنة بالأعوام الماضية، بعد أن كست الفرحة جدران الكنائس وتلألأت أيقوناتها الجميلة على الجدران ومحيت آثار الحرق، وذلك بتكفل القوات المسلحة بأعمال إعادة إعمار وترميم تلك الكنائس.
وقال المهندس باسم يوسف، أمين خدمة بكنيسة الأنبا موسى بالمنيا، إن مطرانية المنيا قامت بشراء الكنيسة من الجمعية اليونانية عام 1983، وكانت مساحة الكنيسة صغيرة جدا، وعلى مدار سنوات عديدة تم أخذ تصريح بتوسعة الكنيسة والحصول على رخصة مبانى رقم 268 فى يناير عام 2001، ولم يكن الأمر يسيرا، حيث استمرت الإنشاءات حتى افتتحت الكنيسة فى يوليو 2011، وسط فرحة كبيرة بعد انتظار دام 10 سنوات فى الإنشاءات، إلا أن فرحة الكنيسة لم تدم طويلا، حيث أحرقت الكنيسة ودمرت بالكامل مع بيت أحد رعاة الكنيسة فى 2013.
الملفت أن الكنائس التى تعرضت للحرق والنهب على يد الإرهابيين، شهدت على مدار الأعوام الماضية توافد أقباط من خارج المحافظة ومن مدن وأحياء لا يقيمون بها، وعندما سألناهم عن سبب تواجدهم للصلاة فى تلك الكنائس وعدم الصلاة فى كنائس المناطق التى يقيمون بها، قالوا إنهم يشعرون بنوال بركات مضاعفة عندما يصلون فى هذه الكنائس.
وقال أمجد كيرلس، جئت للصلاة بكنيسة الأنبا موسى بعد التدمير رغم من عدم تهيئة المكان بشكل كامل وبعده عن محل سكنى، إلا أننى أشعر وأنا موجود فيه للصلاة بأننى جزء من تاريخ مصر، مؤكدا أننا بعد عدة سنوات سنقرأ ويقرأ أبناؤنا كل ما نعيشه فى كتب التاريخ.
وقدم الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، الشكر للرئيس السيسى الذى أعطى تعليماته بالبدء الفورى بإعادة إعمار ما تم الاعتداء عليه فى 14 أغسطس، كما قدم مكاريوس الشكر للقوات المسلحة على الجهد الكبير الذى تبذله فى ذلك، قائلا: 7 سنوات من العمل الجاد فى عشرات الكنائس والشكر للرئيس والقوات المسلحة.
وأكد الأنبا «مكاريوس» أن احتفال الأقباط الأرثوذكس بالمنيا فى كنيسة محروقة مهدمة، فى الأعياد على مدار الأعوام السبعة الماضية، خلق فرحة لا توصف فى قلوب المسيحيين، عكس ما توقعه البعض، أن الحسرة أو تذكر الهيئة السابقة للكنيسة قد يثير الشجون فى نفوس المصلين.
وقال «مكاريوس»: إن الذين صلوا قداسات الأعياد فى الكنائس المحروقة والمدمرة سيذكرون دوما أنه العيد، فلم أر احتفالا بالأعياد بمثل هذا الفرح القلبى والرضا والوقار.
ولفت أسقف عام المنيا إلى أن القوات المسلحة قسمت أعمال إعادة الإعمار على 3 مراحل، وأن المناطق التى خصصت للترميم فى المرحلة الأولى هى الأكثر تضررا، والتى تتطلب عملا أكثر كثافة.
وكشف مكاريوس أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تولت ترميم أو بناء كنائس وهيئات قبطية بخمس محافظات على مستوى الجمهورية، هى: المنيا، وأسيوط، وسوهاج، وبنى سويف، والفيوم.
وتعد المنيا خير شاهد على وفاء رئيس الدولة بوعوده فى قضية إعادة إعمار الكنائس المصرية، حيث تعد المحافظة أكثر المناطق التى تعرضت لأعمال عنف وتخريب واسعة على يد الإخوان وأنصارهم فى أغسطس 2013، تصل إلى نسبة 65 % من مجموع الاعتداءات، والتى شملت نحو 19 كنيسة ومؤسسة، فضلا عن مئات المنازل والمتاجر التى يمتلكها أقباط.
وعلى مدار ثلاثة أيام متصلة، هى الفترة من 14 حتى 16 أغسطس 2013، شهدت المنيا موجة عنف بالهجوم على أكثر من 20 كنيسة ومؤسسة قبطية للطوائف الثلاث، الأرثوذكسية، والكاثوليكية والبروتستانتية، والذى خلف نحو 16 كنيسة ومنشأة محترقة بعد نهبها وتدميرها، بخلاف المؤسسات التى تعرضت لتخريب جزئى.
وكانت المنيا شهدت أعمال تدمير وحرق وقتل لنحو 20 وإصابة العشرات من رجال الشرطة والأهالى أثناء اقتحام وأعمال تخريبية وحرائق فى 10 مراكز وأقسام شرطة.
نهب وتدمير وحرق:
1 - كنيسة الأمير تادرس بالمنيا.
2 - كنيسة الأنبا موسى الأسود بالمنيا.
3 - كنيسة مار مينا بحى أبو هلال بالمنيا والمبنى الخدمات التابع للكنيسة.
4 - الكنيسة الرسولية بالمنيا.
5 - الآباء اليسوعيين.
6 - جمعية جنود المسيح (ملجأ البنين) بالمنيا.
7 - الكنيسة الإنجيلية بمنشأة بدين التابعة لمركز سمالوط.
8 - الكنيسة المعمدانية ببنى مزار.
9 - الكنيسة الإنجيلية بنى مزار.
10 - كنيسة مار جرجس بقرية بلهاسة بمغاغة.
11 - دير السيدة العذراء والأنبا إبرام الأرى بقرية دلجا، والذى يضم 3 كنائس دمرت ونهبت جميعها، ويرجع تاريخه لقبل 1600 عام.
12 - قاعة الراعى الصالح مطرانية دير مواس.
13 - الكنيسة الإنجيلية بملوى.
14 - كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية بملوى.
15 - كنيسة النعمة الرسولية بقرية صنيم بأبوقرقاص.
16 - جمعية الشبان المسيحية.
17 - مدارس تابعة لمؤسسات قبطية.
18 - مدرسة الأقباط بالمنيا.
19 - مدرسة راهبات القديس يوسف بالمنيا واستراحة الراهبات بها.
20 - مدرسة الراعى الصالح المملوكة لمطرانية الكاثوليك.
21 - مدرسة الغطاس بملوى.
22 - مدرسة سان مارك التابعة لمطرانية مغاغة.
وتبين من تقرير صدر عن ديوان عام محافظة المنيا عام 2013، حدوث تلفيات نتيجة أعمال تخريبية وحرائق فى 10 مراكز وأقسام شرطة و5 مجمعات محاكم ونيابات و3 مبان إدارية لمجالس المدن و3 جمعيات ومؤسسات أهلية قبطية و7 مدارس ومبنيين للإدارات التعليمية ومقرين لإدارة المرور.
كما تم حرق ونهب متحف ملوى الأثرى والمصنف عالميا كأحد المتاحف العريقة بمصر، وحرائق فى باخرتين سياحيتين ومبنى هيئة الاستعلامات السياحية بكورنيش النيل وحجرة الاستعلامات بمدخل ديوان عام المحافظة وحرائق بعدد من سيارات الأهالى وواجهة بعض المحال التجارية.