يد مصر بين الواقعية والمبالغة

بشهادة الدنماركيين أنفسهم قبل المصريين.. كان المنتخب المصرى لكرة اليد رائعًا ويستحق الاحترام رغم خسارته فى دور الثمانية أمام الدنمارك التى فازت وتأهلت لقبل نهائى كأس العالم الذى تستضيفه مصر حاليًا.. وتستحق الاحترام أيضًا مشاعر المصريين التى تفاعلت واحترقت وفرحت خلال مباراة مثيرة وصعبة وجميلة رغم انتهائها بخسارة مصر بضربات الجزاء.. ويسمح هذا الانفعال وكل هذا الحب ببعض المبالغة فى إصدار الأحكام والألقاب.. وبعدها لابد أن نهدأ ونرى الأمور بواقعية.. فليس صحيحًا أن مباراتنا أمام الدنمارك أمس الأول هى الأعظم والأجمل فى تاريخ اليد المصرية.. فعلى سبيل المثال لعبت مصر أمام روسيا فى دور الثمانية أيضًا لبطولة كأس العالم فى فرنسا فى 1 فبراير 2001.
وكانت روسيا هى بطلة العالم 1997، وثانية العالم 1999، وصاحبة الميدالية الذهبية فى دورة سيدنى 2000.. ورغم ذلك فازت مصر 21/ 19، وتأهلت لنصف نهائى كأس العالم لتكون المرة الوحيدة التى استطاعت فيها اليد المصرية تجاوز دور الثمانية.. ففى 17 مايو 1995 تأهلت اليد المصرية لأول مرة لدور الثمانية فى كأس العالم وخسرت أمام كرواتيا.. وأشدنا رغم الخسارة بالمنتخب الذى احتل المركز السادس فى البطولة.. وفى 29 مايو 1997 خسرت مصر فى دور الثمانية أمام فرنسا، وأشدنا من جديد بالمنتخب الذى احتفظ بالمركز السادس.. وفى 11 يونيو 1999 خسرت مصر أمام روسيا فى القاهرة، وبحضور 25 ألف متفرج، وتوالت إشادتنا بالمنتخب الذى أصبح سابع العالم.. وبعد انتصار 2001 وتحقيق المركز الرابع كانت الإشادة الكبرى التى لم نتأهل بعدها لدور الثمانية حتى كأس العالم 2019 حين أصبحنا ثامن العالم.
وما أقصده هو أننا نستطيع تحقيق الأفضل فى لعبة تميزنا فيها ونملك فيها نجومًا كبارًا يستحقون بالفعل احترام العالم كله.. وكان هشام نصر، رئيس الاتحاد المصرى لكرة اليد، صادقًا ورائعًا حين قال بعد الخسارة أمام الدنمارك إننا لابد أن نتعلم مما جرى، وأن يدرك اللاعبون أهمية وقيمة كل لعبة وكل هدف حتى نستطيع الفوز ببطولة أو ميدالية.. فرئيس الاتحاد كان واضحًا أنه يعرف الفارق بين الفوز والخسارة.. ونحن لم نفز لأنه كانت هناك أخطاء رغم الإرادة والأداء القوى.. والتعامل بواقعية هو طريقنا الوحيد لكى نفوز مستقبلًا.. فنحن نستحق أن نكون يومًا أبطالًا لعالم كرة اليد.