تنزانيا على موعد مع أول امرأة في الحكم بعد وفاة الرئيس ماجوفولي

أعلنت تنزانيا وفاة الرئيس جون ماجوفولى، عن عمر يناهز 61 عامًا، بعد اختفائه عن الأنظار منذ أسبوعين، وأنباء تشير إلى وفاته متأثرًا بالإصابة بفيروس كورونا، الذي أنكر وجوده.
وأعلنت نائبة الرئيس الراحل، سامية سولو حسن، وفاة «ماجوفولى»، في خطاب أذاعه التليفزيون الرسمى، وقالت إنه تُوفى متأثرًا بمعاناته أمراضًا قلبية منذ 10 سنوات، في مستشفى بدار السلام، وأضافت أنه يجرى الإعداد لدفنه، ومن المقرر أن تؤدي نائبة الرئيس الراحل اليمين الدستورية لتكمل السنوات المتبقية في الحكم، لتصبح أول سيدة تتولى الرئاسة في تنزانيا، في حين دعت المعارضة إلى سرعة أداء نائبة الرئيس اليمين الدستورية لتفادى حدوث فراغ في السلطة.
وقالت نائبة الرئيس، في خطاب إلى الشعب، مساء الأربعاء: «أبلغكم ببالغ الأسف أننا فقدنا قائدنا الشجاع، رئيس جمهورية تنزانيا، جون بومبى ماجوفولى»، وأعلنت الحداد الوطنى في البلاد وتنكيس الأعلام لمدة 14 يومًا.
وبحسب دستور البلاد، فسوف تؤدى «سامية» اليمين الدستورية رئيسة جديدة للبلاد، لتكمل فترة الرئاسة الباقية للرئيس الراحل، والتى بدأها العام الماضى لمدة 5 سنوات، في حين قال زعيم المعارضة، توندو ليسو، إن مصادره أكدت إصابة الرئيس بفيروس كورونا، وأنه يتلقى العلاج في كينيا، ودعا الزعيم المعارض، زيتو كابوى، إلى أن تؤدى نائبة الرئيس اليمين الدستورية لتحاشى حدوث فراغ في السلطة. ورغم أن نائبة الرئيس دافعت علنًا عن أسلوبه في القيادة، ومثّلته مرارًا في الخارج، فإنها توصف بأنها أقل ميلًا للمواجهة وأكثر استعدادًا للحوار مع وسائل الإعلام. وأثار اختفاء الرئيس الراحل عن الأنظار منذ أسبوعين التساؤلات والشائعات حول حالته الصحية وأسباب اختفائه، وقال سياسيون معارضون، مؤخرًا، إنه أُصيب بفيروس كورونا، لكن لم يتم تأكيد ذلك من جانب السلطات. وكان «ماجوفولى» أحد أبرز المُشكِّكين في وجود الفيروس في إفريقيا، ودعا إلى مواجهة الوباء بالصلاة والعلاج ببخار الأعشاب المحروقة. ودائمًا ما كانت السلطات تلاحق كل مَن يتحدث عن وباء كورونا أو مرض الرئيس، وألقت الشرطة العام الماضى القبض على 4 أشخاص للاشتباه في قيامهم بنشر شائعات على وسائل التواصل الاجتماعى حول مرض الرئيس، وألقى رئيس الوزراء التنزانى باللوم في شائعات اعتلال صحة الرئيس على التنزانيين «البغيضين» الذين يعيشون في الخارج.
وكان «ماجوفولى» قد تولى الحكم في 2015، وأُعيد انتخابه مرة أخرى لمدة 5 سنوات العام الماضى، ووُلد في مدينة شاتو، شمال غربى تنزانيا، عام 1959، ودرس الكيمياء والرياضيات بجامعة دار السلام، وعمل في تدريس الكيمياء والرياضيات، ثم خاض معترك السياسة لأول مرة عام 1995، حين تم انتخابه نائبًا في البرلمان، وتقلد أول منصب وزارى في عام 2000، وفاز بانتخابات الرئاسة لأول مرة عام 2015، وأُعيد انتخابه لولاية ثانية، العام الماضى، وفيما تتفق المعارضة على أن «ماجوفولى» أسهم في تنمية تنزانيا، واستثمر في مشروعات البنية التحتية الكبيرة مثل مشروع سكة حديدية كبيرة لربط البلاد بجيرانها، والطرق السريعة الرئيسية، ونظام الحافلات في مدينة دار السلام، التي تُعد المركز التجارى الرئيسى في البلاد، ونجح في زيادة إنتاج الكهرباء، ما قلّل الحاجة إلى ترشيد الطاقة، كما تلقى «ماجوفولى» إشادة لمواقفه المناهضة للفساد خلال فترة وجوده في المنصب، لكنه تعرض لاتهامات بقمع المعارضة والحد من الحريات، واشتهر «ماجوفولى» باسم «البلدوزر» لما عُرف عنه من تطبيق سياساته رغم اعتراضات المعارضة. ودوليًا، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: «ستظل الولايات المتحدة ملتزمة باستمرار دعم التنزانيين وهم ينادون باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والعمل على مكافحة جائحة (كوفيد- 19)». وبدأت تنزانيا حالة الحداد على رحيل «ماجوفولى»، ونُكِّست الأعلام في العاصمة الاقتصادية دار السلام والمؤسسات الرسمية، وسادت حالة من الحزن في أنحاء البلاد.