بين يومى 25 يناير و11 فبراير خرج الشعب المصرى من سنوات الخوف، وطالب بحقه فى أن يقول كلمته، بحقه فى الديمقراطية والحرية والعدالة، واستعادة دوره كمصدر للسلطات.. وسالت دماء شهدائه فى سبيل ذلك. وفى 28 و29 نوفمبر نال الشعب فرصته فى أن يقول كلمته ويختار ممثليه وحكامه.. لذلك لابد أن ننحنى أمام الكلمة التى قالها الشعب، ونقبلها، ونحترمها، لأنه دفع ثمنها غالياً. وحتى لا ندخل دائرة الصراعات فإننا لابد أن نتفق على قاعدة أساسية وبديهية، وهى أن أعضاء التيار الإسلامى الذين فازوا بأغلبية مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية - وفقاً للمؤشرات الأولية - مصريون، وليس معنى اعتمادهم منهجاً سياسياً بعينه أن نبخسهم حقهم فى المواطنة وطموحهم فى المشاركة السياسية. وأمام التيار الإسلامى تجارب عديدة ناجحة لبرلمانات يغلب عليها الصوت الإسلامى، والشعب يريد منه أن يكون أقرب إلى التجربة التركية منه إلى الأفغانية. نعلم أن بين الإخوان والسلفيين متشددين ومعتدلين، ونثق - والشعب أيضاً - فى أن صوت الاعتدال هو الذى سيسود داخل البرلمان. نحن أمام دولة جديدة، بعد أن كشفت المرحلة الأولى للانتخابات عن أن الأحزاب القديمة بحاجة إلى أن تطبق مقولة «انسف حمامك القديم»، كما كشفت أن الأحزاب الليبرالية الجديدة أبلت بلاءً حسناً، رغم حداثة عهدها وضيق الفترة الزمنية التى أتيحت لها، لكنَّ الليبراليين يحتاجون إلى مزيد من الاقتراب والامتزاج بالشعب. اختار الشعب مَنْ اختار.. وكلمة الشعب فوق الجميع.