لأول مرة منذ موسم 2004-05، لم يصل الثنائي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي وليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وربما كان ذلك بمثابة نهاية حقبة. وتم إقصاء يوفنتوس مساء الثلاثاء في دور ال16 على يد فريق بورتو بأهداف خارج أرضه بعد وقت إضافي، بينما في اليوم التالي، فشل برشلونة في قلب هزيمته 4-1 أمام باريس سان جيرمان وخرج هو الآخر بعد انتهاء مباراة الإياب بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. يبدو أنها نهاية حقبة، حيث يبلغ رونالدو الآن 36 عامًا وميسي على بعد بضعة أشهر من عيد ميلاده الرابع والثلاثين، لقد ظلا على قمة كرة القدم العالمية لفترة طويلة ولكن يبدو أن قوتهما تتلاشى مع مرور الوقت. يُنظر إلى كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي وإيرلينج هالاند نجم بوروسيا دورتموند الألماني على أنهما الخليفتان المُذهلان للثنائي، وكلاهما وصل بأمان إلى دور ربع النهائي للبطولة الأكبر في القارة العجوز. الشمس تغرب ببطء.. حقيقة أن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ليسا كما كانا في السابق، وسريعًا تم اختيار الثنائي مبابي وهالاند خلفا لهما. هالاند في العشرين من العمر وظاهرة، إنه سريع وقوي، وعندما يركض في وجه المدافعين، يثير الرعب في نفوس اللاعبين المُنافسين، تمامًا مثلما كان يفعل الظاهرة البرازيلي رونالدو. لقد سجل بالفعل 20 هدفًا في دوري أبطال أوروبا - في 14 مباراة فقط، بينما احتاج كريستيانو رونالدو إلى 56 مباراة للوصول إلى هذا الرقم وميسي 40 لقاء. على الجانب الآخر يبلغ مبابي من العمر 22 عامًا وكان العنصر الأول في فوز باريس سان جيرمان ذهابًا على برشلونة، حيث سجل ثلاثة أهداف "هاتريك"، بينما أحرز هدفًا في الإياب. إنه أصغر لاعب يسجل 25 هدفًا في دوري أبطال أوروبا. ربما سيهيمن الثنائي على العقد المقبل كما هو الحال في العقد الماضي الذي سيطر عليه ميسي ورونالدو قليلاً. من المؤكد أن هالاند ومبابي يمتلكان الإمكانات المطلوبة لتحقيق هذا، فالمؤشرات تؤكد أننا اقتربنا من توديع عصر رونالدو وميسي، وأصبحنا على مقربة من صراع جديد من نوع خاص بين الثنائي مبابي وهالاند. كيليان مبابي: جاء مبابي إلى ملعب حديقة الأمراء قادمًا من صفوف فريق موناكو في موسم 2016-2017، ومنذ ذلك الحين وأصبح النجم الدولي الفرنسي واحدًا من أفضل المواهب الكروية في العالم، وتسيل موهبة مبابي لُعاب أكبر الفرق الأوروبية، التي ترغب في الاستفادة من خدماته في أقرب وقت مُمكن. في كرة القدم على مستوى النخبة، تعتبر اللياقة البدنية جزءًا لا يتجزأ من اللعبة. يتم إيلاء عناية خاصة للحفاظ على لياقة اللاعبين، مع التركيز على نظامهم الغذائي وأنماط التدريب، ومع ذلك، فإن طبيعة كرة القدم كرياضة اتصال تعني أن الإصابات لا تزال جزءًا كبيرًا من اللعبة، حيث تسبب التدخلات الخشنة واللعب البدني مشاكل في اللياقة البدنية للاعبين. لا يزال مبابي "شابًا" لم يصل بعد إلى ذروته. بعد أدائه بهذه المستويات العالية لفترة طويلة، من السهل أن ننسى أن الفائز بكأس العالم لا يزال لديه مجال كبير للتطور أكثر، فهو يبلغ من العُمر 22 عامًا هو موهبة خاصة وإذا تمكن من الاستمرار في تحسين مستواه، فسيصبح بلا شك واحدًا من عظماء كل العصور. وأصبح إمبابي (22 عامًا و80 يوما) هو أصغر لاعب يصل إلى 25 هدفاً في تاريخ دوري أبطال أوروبا، محطماً رقم ليونيل ميسي (22 عامًا و286 يوما)، بالإضافة إلى إحرازه 4 أهداف أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، أكثر عدد أهداف يسجله لاعب ضد البلوجرانا في موسم واحد في تاريخ البطولة. إرلينج هالاند: لا يستطيع اللاعب الشباب التوقف عن التسجيل. لديه بالفعل 19 هدفاً في 24 مباراة في الدوري الألماني في 1602 دقيقة فقط من كرة القدم. سجل هائل بالنظر إلى أنه مراهق بالكاد لديه أي وقت للاستقرار في دوري جديد. النرويجي هالاند، الذي انضم إلى دورتموند بعد حرب مزايدة واهتمام من مختلف الأندية الكبرى، صنع تاريخ البوندسليجا عندما أصبح أول لاعب يسجل 7 أهداف في 3 مباريات فقط من الدوري الألماني. يبدو أن هالاند لديه كل الأدوات ليصبح مهاجمًا عالميًا. يمكنه مساعدة دورتموند في الفوز بالألقاب إذا استمر في النادي لفترة طويلة، بالنظر إلى مدى روعته بالفعل سيكون واحدًا من أساطير اللعبة في الأعوام القليلة القادمة. بعد هذه الانطلاقة الرائعة للشبان هل سينجح الثنائي في خلافة ميسى ورونالدو وندخل عصر مبابى وهالاند، وهل سيكون ريال مدريد الراغب في ضم مبابى بعد تصريحات وتلميحات الشاب الفرنسي بالرغبة في الانضمام للملكي، وهل سيكون هالاند الحل الذي يبحث عنه برشلونة لمركز رأس الحربة؟.
