البابا فرانسيس لبارزاني: المسيحيون عاشوا في مأمن من داعش داخل كردستان

قال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إن المسيحيين عاشوا في مأمن من تنظيم داعش الإرهابي داخل كردستان، موجها كلامه لبارزاني «إنكم، بعد هجمات داعش، حميتم المسيحيين واستقبلتموهم كإخوة».
واستقبل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الأحد، في أربيل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان والكاثوليكيين في العالم، ووجّه الحبر الأعظم الشكر لبارزاني على احتضان وحماية إقليم كردستان للمكونات الدينية والقومية وتهيئة أجواء ملائمة للتعايش السلمي فيما بينها.
وأعلن البابا فرانسيس للزعيم بارزاني، أنه لم ينس كردستان، وقال «أنتم تستقبلوني الآن واستقبلتم المسيحيين في وقت سابق. إنكم، بعد هجمات داعش حميتم المسيحيين واستقبلتموهم كإخوة).
فيما عبر بارزاني عن أمله في أن ترسخ زيارة البابا فرانسيس الوئام والتآخي والتعايش بين الديانات قائلا «نفتخر بثقافة التعايش السلمي بين شعب كردستان، لقد عززت التسامح والمودة. وبإسم جميع المكونات في كردستان نرحب بقداسته، ونثمن عالياً زيارته الكريمة» .
وعبر بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، اليوم الأحد، لرئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال لقائهما في مطار أربيل الدولي عن تقديره لاحتضان النازحين المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقرقوش والنازحين من المكونات الأخرى قائلا «رغم كونكم تخوضون الحرب، فقد مددتم يد العطف للجميع، فادعوا لي أيضاً».
وقال بيان لرئاسة إقليم كردستان إن بابا الفاتيكان أشار لدى ترجله من الطائرة إلى الأرض قائلاً لنيجيرفان بارزاني «يسعدني أن نلتقي من جديد هنا».
وفي اجتماع حضره مسرور بارزاني رئيس الوزراء، مصطفى سيد قادر نائب رئيس إقليم كردستان، قوباد طالباني نائب رئيس الوزراء ومنى قهوجي سكرتير برلمان كوردستان، رحب نيجيرفان بارزاني بقداسة البابا «باسم كل مكونات شعب كردستان أرحب أحر الترحيب بقداستكم. إن زيارتكم هذه حدث تاريخي عظيم، وهي موضع غاية السرور والتشريف لنا نحن ومحل اعتزاز لكل شعب كردستان».
وقال رئيس الإقليم «نؤمن تمام الإيمان بالحرية الدينية وبالتعددية الدينية. والتسامح والتعايش وقبول الآخر بين المكونات، هوية وثقافة عريقة بكردستان، ونعمل بكل الصور على حماية هذه الثقافة. إننا دائماً إلى جانب السلام والحوار، ونرفض الإرهاب والتشدد، ولا نسمح أبداً بأن يكون أي مكون ديني أو قومي في كردستان ضحية للإرهاب والتشدد».
وأضاف: «تصدت مكونات كردستان معاً وعلى مدى سنين كثيرة للدكتاتورية والإرهاب. وقدمت معاً تضحيات جسيمة. ولنا معاً جميعاً ماضٍ مشترك. ونعمل كلنا معاً في سبيل مستقبل مشترك أفضل. إن التعددية والمكونات الدينية والقومية هي مصدر قوة وثراء لإقليم كردستان. لا نريد للمسيحيين ولا للإزيديين ولا لأبناء أي مكون أن يهاجروا ويغادروا الوطن»، مبيناً أن «المسيحيين مكون أصيل ورئيس لكردستان، وأنهم مجتمع مسالم، كان له، ولا يزال، دور كبير في بناء وتطوير وحماية البلد. وقد بذلنا كل ما في وسعنا ولم ندخر جهداً من أجل حمايتهم.. زيارة قداستكم تحمل معها البركة. ونتطلع إلى دعائكم وصلواتكم ودعمكم لمساعدة كردستان ومكوناتها من كافة الأوجه».
ونقلت رئاسة إقليم كردستان عن البابا فرنسيس قوله: «جئت لكي ندعو ونصلي معاً من أجلكم ومن أجل المسيحيين والإنسانية جمعاء. جاء العدو ليخرب هذا البلد، لكنكم بأصالتكم خدمتم واستقبلتم النازحين والمكونات الأخرى. الحرب دمار وخراب، لكنكم هزمتم العدو وتعيدون إعمار البلد».
ومضى بالقول: «أنتم أطهار، مددتم يد العطف للجميع، فادعوا لي أيضاً. شكراً لما تفعلونه وتبذلونه لكل الأديان وكل المكونات. الحرية مستتبة في كردستان».