تتجه أنظار كل عشاق السينما الأربعاء، إلى دار الأوبرا المصرية حيث افتتاح النسخة ال42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وسط ترقب من الجميع للخروج بالدورة بشكل اَمن وسليم في ظل انتشار فيروس كورونا. تظل هذه الدورة الأصعب لفريق عمل المهرجان بقيادة المنتج والسيناريست محمد حفظي، بسبب حالة الارتباك التي شهدها المهرجان وسط الطريق بشأن انسحاب أحمد شوقي المدير الفني للمهرجان، كذلك الخوف والهلع من حدوث أي إصابات بكورونا، أما الشيء الثالث يرتبط بمحمد حفظي نفسه الذي يريد أن يحقق أعلى معدلات النجاح خلال هذه الدورة بعد أن أبلغ معظم المحيطين به بأنها ستكون الأخيرة له بعد أن قرر أن يتفرغ لمشاريعه الخاصة. من النظرة الأولى للدورة، وقبل أن تنطلق الفعاليات بشكل فعلي، تجد أن هناك اهتمام كبير من إدارة المهرجان في اقتناص العديد من الأفلام الهامة التي تبرز هذه الدورة، من بينها الفيلم الفائز بمهرجان الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي والذي وصف بأنه من أهم أفلام العام، والمتوقع أن يحصد العديد من جوائز الأوسكار، كما فاز أيضا بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو، وهو الفيلم الأمريكي "نومادلاند" أو "أرض الرحل"، الذي تقوم ببطولته فرانسيس مكدورماند التي تؤدي دور أرملة في الستينيات تحول عربتها الفان إلى منزل متنقل وتعمل بوظائف موسمية على امتداد الرحلة. كما يُشارك في القسم الرسمي خارج المسابقة للدورة 42، الفيلم الألماني الفرنسي (Undine - أوندين) للمخرج كريستيان بيتزولد، وهو الفيلم الذي عرض في الدورة الماضية لمهرجان برلين السينمائي، وحاز على جائزتي أفضل ممثلة، كما فاز أيضا بجائزة الفيبريسي أيضا (جائزة النقاد الدولية). كما يُعرض أيضًا الفيلم البريطاني (Limbo - التيه) أحد أبرز الاختيارات الرسمية لمهرجان كانّ السينمائي، والذي شهد مهرجان تورنتو عرضه الأول، قبل أن يحصل على جائزة لجنة تحكيم الشباب في الدورة الأخيرة لمهرجان سان سباستيان. الفيلم من إخراج بين شاروك وبطولة الممثل المصري أمير المصري. أيضا تشهد المسابة الدولية عرض الفيلم الفلسطيني "غزة مونامور" الذي يمثل فلسطين هذا العام في مسابقة الأوسكار، وعرض لأول مرة في مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا، قبل أن يحصل على جائزة NETPAC كأفضل فيلم آسيوي في مهرجان تورنتو. تدور أحداث الفيلم عن رجل مسن وحيد يقع في حب خياطة ويحاول الاعتراف لها بحبه، في الوقت الذي يكتشف فيه تمثالًا أثريًا سيغير من مجرى حياته. يعرض في المسابقة الدولية. وتشهد المسابقة أيضا عرض الفيلم المصري "حظر تجول" بطولة النجمة إلهام شاهين، وإخراج أمير رمسيس في عرضه العالمي الأول. بالإضافة إلى أفلام القسم الرسمي خارج المسابقة التي يقتظ بالعديد من الأفلام الهامة. وإلى جانب كل هذه الباقة التي تعد عصب المهرجان، نجح المهرجان في الحصول على فيلم "الاَب" أحدث أفلام النجم الكبير أنتوني هوبكنز (80 عامًا)، الحاصل جوائز التمثيل في معظم المحافل الدولية بينها الأوسكار والبافتا وإيمي وسيسل بي دوميل، وتشاركه البطولة في دور الابنة الممثلة الإنجليزية الحاصلة على الأوسكار أوليفيا كولمان، كما يشارك أيضا الممثل الإنجليزي روفَس سيوَل في دور زوج الابنة. كما يشارك فيه أيضا كل من مارك جاتيس وإيموجين بوتس وأوليفيا ويليامز. الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى في السينما لمخرجه الكاتب الروائي والمسرحي الفرنسي فلوريان زيلر، والذي شارك أيضا في كتابة السيناريو إلى جانب الكاتب الكبير كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه “Dangerous Liaisons- علاقات خطرة”. وأخذ الفيلم من مسرحية فلوريان زيلر (الأب) التي صدرت في 2012. وقد منحه نقاد صحيفة "ذا جارديان" الإنجليزية أربع نجوم من خمس، بعد عرضه في مهرجان "صندانس" لأول مرة عالميًا. وتبدأ الأحداث مع أوليفيا كولمان التي تفقد صبرها مع والدها أنتوني (أنتوني هوبكنز)، الذي يعاني من الخرف، ولا يعترف بمشاكله ويرفض السماح لمقدم الرعاية بالاعتناء به، بينما ترغب ابنته السفر إلى باريس وتحتاج إلى ضمان سلامته أثناء تواجدها بعيدًا ، لذا قبل مغادرتها يجب أن تجد شخصًا يتحمله. ووصف أداء هوبكنز في الفيلم بالمرعب والمذهل، وتوقع له الكثيرين اقتناص جائزة الأوسكار 2021 عن جدارة كأفضل ممثل عن هذا الدور. اختيار هذا الفيلم الإنساني في الافتتاح ينم عن ذكاء شديد من القائمين على المهرجان، الذين نجحوا خلال الثلاث دورات 2018-2020 التي تولاها حفظي في اختيار أفضل الأفلام لافتتاح الدورات، ونجحت هذه الأفلام في أن تكون أيقونة العام واقتنصت العديد من الجوائز وهي "الكتاب الأخضر"، "الرجل الإيرلندي"، وهذا العام "الاَب". ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح الليلة تكريم عدد من رموز السينما بينهم الكاتب الكبير وحيد حامد والفنانة منى زكي، والكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون بينما سيشارك في حفل الافتتاح كل من الفنان أشرف عبدالباقي، والمخرج يسرى نصر الله، والمذيعة مها الصغير، وهذا ما يكشف رغبة إدارة المهرجان في البحث عن وجوه جديدة والتفكير خارج الصندوق في كل التفاصيل. وبخصوص الإجراءات الاحترازية فمنح المهرجان قسيمة تحليل مجانية لفيروس كورونا لمعظم الصحفيين للكشف عن حالتهم قبل المشاركة في المهرجان. كما أعلن المهرجان في وقت سابق عن تعقيم دور العرض بعد كل فيلم، إلى جانب الالتزام بنسبة تشغيل 50%. ومن المقرر أن تقام الدورة ال42 من المهرجان يف الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر الجاري، وسط حالة من التفاؤل بسبب الأفلام المختارة في هذه الدورة والحذر من الإصابة بالوباء الذي عاد ليستيقظ من جديد خلال الأيام الماضية.
