صدر مؤخرًا عن دار المعارف، أثناء معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال51، رواية جديدة بعنوان «زحام الموت»، للكاتب الشاب على حلبى. وتدور الرواية حول سيناريو تخيلى لفيروس يضرب البلاد العربية فى آن واحد، ويقضى على أكثر من 90 % من عدد السكان، وتأخذنا الأحداث إلى ما بعد الكارثة ورحلة الناجين مع المعطيات الجديدة، ليملك المؤلف حسا إبداعيا إذ تنبأ فى روايته بوقائع وأحداث لا يكاد يصدقها الواقع، وتلك هى القدرة الفائقة للخيال، حين يستبق الواقع، ويحكى عنه وعن أحداث لم تحدث بعد، وهذه هى قيمة الإبداع الحقيقى، وهذا ما فعله فى روايته الصادرة حديثا، حيث تحدث عن وباء يضرب العالم ويهدد حياة البشر، فى أحداث تتشابه لما يحدث الآن بعد تفشى فيروس كورونا «كوفيد 19» فى عدد كبير من دول العالم. وبعيدا عن الهدف الرئيسى للرواية وهو إنذار المجتمعات العربية بضرورة العلم والإنفاق أكثر على الأبحاث العلمية، لمواكبة ركب العالم المتقدم فى «زحام الموت» ترصد فى شكل تخيلى تحليلى تعامل الناجين مع الواقع الجديد فبدلا من الالتفاف حول الواقع وسرعة إنقاذ ما يمكننا إنقاذه فإن حلم الزعامة يراود معظم الأبطال، فنجد أن كل جماعة تتخذ مدينة وما حولها كمقر لها وتبدأ فى شن حروب على جماعات أخرى من أجل السيطره على الموارد، فنتحول إلى دويلات صغيره فى وطن واحد ونتجاهل الخطة الكبرى لمحونا من أجل أن يصبح أحدنا زعيما، فعندما تتاح لنا فرصة تشكيل بناء مجتمعى جديد قوامه الديمقراطية وتقبل كل الاختلافات فإننا لا ننتبه أمام شهواتنا. وتعد رواية «زحام الموت» هى الرواية الثانية لعلى حلبى بعد رواية «بوكا» التى صدرت 2016 عن دار أطلس وحققت نجاحا كبيرا. وكتب «الحلبى» على غلاف الرواية، قائلا: «تاه دربى.. ضربنى التشتت، بت عاجزة لا أدرى أى طريق أسلك، اختبار آخر، فخ جديد نصبته الحياة هذه المرة بإحكام متقن، إما البقاء، تقديم عون لن ينفع لضحايا ترك الموت زرقته على وجوههم، كتب حروفهم الأولى، ولا ينتظر سوى إتمام المراسم اللائقة بحصاده الكبير حتى يسحب أرواحهم، أو الهرب موارية طعنات ضميرى لإحياء وصال لم يكتمل قط». وتابع الكاتب: «بددت أشلاءه خيبات الفقد، حيينا متفرقات، فليجمعنا الموت، فلننتظر حضوره الطاغى سويا، يمكننا قص الحكايات، الاعتراف بخطايا الصغر، التصالح مع أوجاعنا، حسم معاركنا المؤجلة، الصفح عمن مضوا تاركين وهجا لم ينطفئ، يمكننا التشابك وتفريق حدته بالتساوى على ثلاثتنا، لن نترك لوالدتنا جزءا أكبر، إنما علينا توزيع الآلم بيننا، نعم لن ننجو من منجله الحاد، لكننا لن ننهزم، لن نقع تحت شباك الخوف التى تصحب قدومه، سنسير إليه برضا تام، بابتسامة زهو تعلو شفاهنا». ويعد على حلبى، أحد الكتاب الشباب وهو صحفى وروائى وسيناريست، يعمل رئيسا للقسم للفنى بمؤسسة أخبار اليوم الصحفية، صدر له من قبل رواية تحت عنوان «بوكا» عن دار أطلس للنشر والتوزيع، عام 2016، وتعد هذه الرواية «زحام الموت»، هى ثانى رواياته والتى قام بتوقيعها فى صالة دار المعارف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال51.
